نحن وبنو (قينقاع) في حضرة التاريخ
بقلم / الشيخ عبدالمنان السُنبلي
سيكتب التاريخ أنهم أطلقوا أطول عاصفةٍ في التاريخ، عاصفةٍ لطالما أرعدت وزمجرت، فما اقتلعت وما اجتثت سوى كل قيَم وأخلاق البشر من مطلقيها حتى أنها أفقدتهم معنى الإنسانية وهم يتلذذون بإفزاع وقتل الأبرياء الآمنين في مخادعهم ومساكنهم حين رأوهم لا يأبأهون بغطرستهم وغرورهم اللامتناهي ويخرجون من تحت حطام وأنقاض أكواخهم الصغيرة أقوى عوداً وأكثر إصراراً على الصمود والتحدي .
وسيكتب التاريخ أيضاً أن أغنى أغنياء الأرض عبر التاريخ قد استطاعوا بأموالهم شراء مواقف أمم الأرض جميعاً إلا كرامة وكبرياء أكثر الشعوب فاقةً وأشدهم حاجةً من بني تُبَّعٍ وحمير وسبأٍ وقحطان وعدنان .
وسيكتب كذلك أن أقل الناس حزماً وعزماً قد جمعوا مالم يجمعه قبلهم من الأحزاب أبوجهل وكسرى وقيصر، فما بلغوا غايةً ولا حققوا هدفاً، وأنَّى لهم ذلك وهم يقاتلون أشد الناس قوةً وبأسا ؟! وكيف يرجو الحزم والعزم من لا يمتلك منهما شيئا ؟!
عاصفتهم خواء وزئيرهم عواء وجمعهم غثاء وأحلامهم وأفئدتهم هواء، لا ينطقون إلا الباطل ولا يتعاونون إلا على الإثم والعدوان ولهم في العمالة رصيدٌ لا يقل ولا يُسحَب وفي الخيانة نبعٌ لا يجف ولا ينضب !
أولئك هم الخاسرون دنيا ودين، وإن زيّن لهم الشيطان سوء أعمالهم، أما جندنا فهم الغالبون وحزبنا وشعبنا فهم الفائزون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون، ولا نامت أعين الجبناء .