مُحلل ايرلندي: للجيش الكوري الشمالي القدرة على منع العدوان الامريكي
شهارة نت – متابعات :
يرى محلل سياسي ايرلندي ان القوة العسكرية في كوريا الشمالية هي للدفاع عن النفس حصرا ويمكنها ان توقف اي عدوان اميركي محتمل على بيونغ يانغ.
وقال المحلل السياسي الايرلندي “فينيان كانينغهام”: “ان العقيدة العسكرية الكورية الشمالية تقوم على الردع والدفاع. وقد أعلنت البلاد مرارا وتكرارا ان قوتها العسكرية هي لوقف العدوان الأمريكي. وإذا لم يكن لدى كوريا الشمالية هذه التسليحات العسكرية،فإن الولايات المتحدة ربما كانت قد غزت البلاد بالفعل،كما فعلت مع بلدان أخرى. وترى كوريا الشمالية ان الوضع يشكل تهديدا لوجودها.”
وردا على فرض المزيد من العقوبات من قبل مجلس الامن الدولي والولايات المتحدة الأمريكية على كوريا الشمالية وما اذا كانت هذه العقوبات لها القدرة على منع الأنشطة الصاروخية والنووية لبيونغ يانغ،قال فينيان: “لا، كل المؤشرات والبيانات الصادرة عن مسؤولي الحكومة الكورية تشير الى ان بيونغ يانغ لن توقف برامجها الخاصة بالصواريخ والاسلحة النووية بسبب العقوبات الاقتصادية التي يفرضها مجلس الامن الدولي.”
كما تعترف العديد من المصادر الأمريكية والغربية أيضا بأن كوريا الشمالية لن تفوت تطوير الصواريخ والقدرات النووية. وكما قال الرئيس الروسي فلاديمر بوتين: “ان شعب كوريا الشمالية يفضل تناول الحشائش بدلا من ترك البرامج والانشطة النووية”. وتشير التقارير إلى أن لدى البلد احتياطيات ضخمة من الوقود. لذلك لن يكون للعقوبات أي تأثير على هيكلية تطور الجيش الكوري الشمالي. وفي رأيي أنه لا ينبغي لروسيا والصين أن تصوتا على جولة جديدة من العقوبات الكورية الشمالية،وهذه العقوبات لن تجدي نفعا. كما أن هذه العقوبات مشكوك فيها أخلاقيا وقانونيا،خاصة وأن هذه العقوبات فرضت من قبل أكبر نظام تمردا في العالم وهي الولايات المتحدة.”
إن الأساس المنطقي الكامل لهذه العقوبات متأصل في العدوان الأمريكي على كوريا الشمالية. وعلى روسيا والصين وقف هذا المنطق ومنع فرض المزيد من العقوبات. يجب على روسيا والصين أن تصرا بدلا من ذلك،على الالتزامات الأخلاقية لجميع الأطراف، وخاصة الولايات المتحدة، للدخول في الدبلوماسية والحوار. والغرض الرئيسي من فرض العقوبات من قبل الولايات المتحدة على كوريا الشمالية هو ما قاله دونالد ترامب في الجمعية العامة للأمم المتحدة،حيث قال ترامب ان الولايات المتحدة مستعدة لتدمير كوريا الشمالية تماما.
وقد هدد ترامب وغيره من كبار المسؤولين الأمريكيين مرارا كوريا الشمالية بحرب استباقية،وهذه الحرب غير قانونية بموجب القانون الدولي. ومن الواضح أن هذا النوع من الحروب هو غزو تحت غطاء الدفاع. وقد استخدم هذا النوع من الحرب من قبل ألمانيا النازية سابقا لكن تم منعها في وقت لاحق بموجب معاهدة نورمبرغ. ولكن كما نعلم، تعتبر أمريكا نفسها اعلى من القانون وأسمى من ذلك. وقد استخدمت الولايات المتحدة بالفعل الأسلحة النووية في هيروشيما وناكازاكي سابقا،وفي عام 1945 قتلت أكثر من 250،000 شخص بقنبلتين ذريتين.
وفي رده على مسألة الجدل القائم بين الولايات المتحدة وروسيا والصين حول استخدام الخيار العسكري ضد كوريا الشمالية،قال فينيان: “هناك بالتأكيد خلافات بين القوى العالمية حول استخدام خيار عسكري ضد كوريا الشمالية. وقد ذكرت روسيا والصين بحق ان الدبلوماسية والحوار بين جميع الاطراف هما السبيل الوحيد لحل الازمة سلميا. كما دعمت المانيا وفرنسا موقف روسيا والصين. ويبدو ان حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة اي اليابان وكوريا الجنوبية يؤيدون سياسة التفاوض والحوار.
ويبدو أن الولايات المتحدة استخدمت موقفها المتطرف المعتاد ضد كوريا الشمالية وأعطتها مهلة للتخلي عن برنامجها النووي. موقف أمريكا المتعجرف لا طائل منه. وقالت كوريا الشمالية انها لن تستسلم امام الولايات المتحدة. واشارت كوريا الشمالية الى المصير المرير لليبيا والعراق والدول الاخرى التي احتلتها الولايات المتحدة ودمرتها مع العلم ان هذه الدول لا تملك اسلحة دمار شامل.
كما تنظر كوريا الشمالية بعين الاعتبار الى أن القادة الأمريكيين لا يمكن الوثوق بهم على الإطلاق،وينطبق ذلك تماما على تهديدات الرئيس الامريكي دونالد ترامب بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران. والطريق الوحيد للمضي قدما للأطراف في المنطقة هو الدخول في حوار لحل الأزمة الأمنية. واذا قدمت كوريا الشمالية تنازلات تحد من برنامجها النووي،فان على الولايات المتحدة ايضا تقديم تنازلات من شأنها ان تقلل من وجودها العسكري الواسع الانتشار في شبه الجزيرة الكورية.