مجلس المشترك.. مشروع حرب أهلية…!!
تدرك أحزاب المعارضة خطورة ماتقدم عليه وهي تعطي نفسها الحق في أخذ مكان السلطة والدولة والمؤسسات الدستورية وتتملك مسميات القيادة والحكم. وتعرف أنها تفتح الباب الأخير والكبير أمام الفتنة الملعونة وتضع نفسها موضع المسئولية الحصرية ومحل الإدانة تجاه كل ما يمكن أن تجر البلاد والعباد إليه بهذه الخطوة الانتحارية الحمقاء.
وإذا كانت المعارضة بقي لديها شيء من عقل وقليل من رشد , فسوف تمنع نفسها في الوقت المناسب من الإقدام على عمل يائس وفوضوي بلا حدود ويمثل بحد ذاته إعلان حرب ولن تستطيع أن تنجو من العواقب الكارثية لخطوة من هذا القبيل.
من حق المعارضة أن تحلم بالسلطة وأن تتطلع إلى الحكم, ولكن من حقها أبدا أن تسعى إلى اغتصاب السلطة والحكم وسرقة الشرعية كما يفعل قطاع الطرق,بالالتفاف على القواعد الديمقراطية والمنهج الانتخابي الذي يجسد إرادة الشعب والجماهير صاحبة السلطة ومالكها الأول والأخير.
لن يقبل اليمنيون أن يحكمهم قاطع طريق,تقط?ِع للسلطة في الشارع واغتصبها لنفسه, وبدلا من ذلك سوف تجد المعارضة أن السلطة الوحيدة التي تقف أمامها هي نقمة الشعب وغضبة الجماهير حامية الشرعية والمشروع الديمقراطي.
هناك من يطمع باستثمار الظروف الراهنة واستغلال الأوضاع الصعبة وظروف الأزمة التي صنعها هو بيديه وغذاها وأوصلها إلى ما وصلت إليه, ليصل هو في النهاية إلى الحكم والسلطة من نافذة الانقلاب على السلطة الشرعية والمؤسسات الدستورية والإرادة الجماهيرية. وما المجلس الانتقالي سيئ الذكر والفكر إلا خلاصة لتلك الأطماع والأحلام المريضة . ولكن هيهات..!
لا اللواء علي محسن ولا حميد الأحمر ولا الزنداني ولا المتوكل ولا العتواني ولا الصراري ولا قحطان ولا غيرهم من المتمردين والمتنطعين والانقلابيين والإرهابيين سيملكون حكم اليمن واليمنيين, ولا حتى في أحلامهم.لأن الأحلام تملك عقلا من نوع ما لا يملكه حلفاء الانقلاب وأعداء الانتخاب..!!
من شأن هذه الحماقة أن تقطع الطريق على جميع المبادرات والوساطات والحوارات الرامية إلى حل الأزمة والوصول إلى صيغة معقولة للخروج من دائرة النار التي صنعتها عقليات الفوضى الشاملة والخلاقة. لأنه لا حوار مع الانقلاب والانقلابيين. ومجلس انتقالي يعني حرب أهلية وليس شيئأ آخر. والمعارضة تفهم وتعرف هذه الحقيقة.
ولكن السؤال هو هل تفهم أن الشعب اليمني ليس تركة تملكه وتتصرف بها كيفما تشاء ?
وهل تعرف أن اليمنيين يعرفون جيدا كيف يدافعون عن حاضرهم ومستقبلهم وحريتهم أمام قطاع الطرق وأمراء الحروب وتجار الأزمات وشيوخ الدفع المسبق?!
لن يكون هناك مجلس انتقالي ولا غيره, شاء من شاء وأبى من أبى. مجلس المشترك هو بمثابة مجلس انتقالي ولن يكون هذا الأخير غيره أو أفضل حالا وحظا منه. والأسماء ليست عبرة, فالمسميات هي الأصل…فما هو ياترى أصل المشترك ?!