أحمد علي.. حنكة القيادة في ظروف صعبة
كشف العميد أحمد علي عبد الله صالح عن قدرات قيادية غير قليلة خلال جميع الأحداث التي شهدتها الأشهر الخمسة الماضية من عمر الأزمة اليمنية وتداعياتها الخطيرة على أكثر من مستوى وبأكثر من معنى.
ولم تكن الأيام لتحمل في طياتها ما هو أشد صعوبة وأكثر قسوة من الأحداث العاصفة التي ملأت الدروب والأرجاء طوال هذه الأشهر الأصعب على الإطلاق بالنسبة لليمن ولليمنيين شعبا وقيادة ودولة ووطنا.
وهي أصعب بكثير في حسابات القادة المعنيين أكثر وأكبر من غيرهم بظروف ومسئوليات التعامل المباشر مع تلك التحديات والمخاطر. ويجيء نجل الرئيس وقائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة في المقدمة, حيث وضعته الأقدار في الجبهة الأمامية مباشرة ووجها لوجه أمام العواصف والزوابع العاتية, فأظهر ثباتا وتماسكا وصلابة وتمكنا في إدارة أصعب الأزمات وأحلك المراحل وأعنف التحديات.
وخلال الأسابيع الطويلة والمليئة بالتقلبات والمخاطر المحدقة والخيانات المريرة, كان قائد الحرس على موعد مع التحدي الأكبر والامتحان الأصعب,على المستوى الوطني والجماعي بصورة أكيدة, وبالنسبة للعميد أحمد بصورة خاصة ومباشرة.
وما أظهره القائد الشاب من صلابة وثقة واقتدار في التعامل مع مجمل الظروف الصعبة, والتعاطي المسئول مع الأحداث ومسارات الصراع المحتدم حول القصر والسلطة وأشياء أخرى, يعطي تصورا إيجابيا تجاه الشخصية القيادية المتمكنة التي تستطيع امتصاص الصدمات والمفاجئات بل وحتى الضربات القاسية والمباغتة والتحكم بها وبآثارها وعدم السماح لها أن تحكم أو أن تتحكم بالرجل وخياراته وقدراته في المناورة وكسب الجولة مهما تكن ظروفها ودرجة الخطورة فيها.
يمتلك احمد علي مواهب فطرية واضحة نأت به كثيرا عن الوقوع في الأخطاء والهفوات أو الإنجرار إلى معارك جانبية وإعلامية مع الخصوم والمناوئين الذين لم يكتموا يوما غيضهم وعداوتهم والحقد الذي يتراكم في صدورهم ضد شخص ابن الرئيس, وهؤلاء يشكلون تحالفا عدائيا مشروعه الوحيد يتمثل في ممارسة شتى صنوف العدائية والتحريض المباشر وغير المباشر ضد قائد الحرس..!!
وفي المستوى العملي والوظيفي أظهر قائد الحرس حزما والتزاما مبدأيا تجاه الواجب العسكري والوطني والمسئوليات المناطة بقواته والوحدات العسكرية المتخصصة التي تعمل تحت قيادته المباشرة. فهو لم يتهاون أو يساوم في الواجب والمسئولية, مثلما أنه لم يعبأ بخصومه وحملاتهم التحريضية المغرضة والمفضوحة. لأن الحلم والحزم معا صفتان للقائد الناجح والشخصية القيادية المتمكنة من شروط الحنكة والحكمة في آن معا.
ي?ْنظر بإعجاب إلى ذلك الصمود الأسطوري الذي سطره نجل الرئيس وقائد الحرس والوحدات الخاصة في وجه الحرب الشرسة التي يتعرض لها منذ مدة ليست قصيرة وصلت ذروتها في الأشهر الخمسة الماضية,وخصوصا بعد الاعتداء الغاشم والجبان على الرئيس صالح ومحاولة اغتياله في جامع الرئاسة ومن ثم التركيز على نجل الرئيس واستهدافه بأساليب لا حصر لها.. إحداها المحاولات المستمرة لجره إلى مواجهات استنزافية في أكثر من مكان وجبهة لإضعاف قواته وتشتيت انتباهه وعوامل القوة والمنعة لديه.
غير أن ابن الرئيس علي عبد الله صالح ليس ذلك الخصم السهل الذي يمكن خداعه بسهولة أو الانفراد به. إنه ابن أبيه ومن شابه أباه فما ظلم كما يقال.