انتهاكات حقوق الإنسان باليمن؛ من سيوقف السعودية وحلفاءها؟
شهارة نت – تقرير :
اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان” هذه العبارة الطويلة إسم اللجنة التي تأسست عام 2015 بعد قرار دول التحالف العربي الداعمة لعبد ربه منصور هادي وتحاول منحازة أن تجمع الوثائق الصالحة للمناقشة في المحاكم الدولية.
ولأجل إضفاء الشرعية على تقاريرها، قد حاولت اللجنة إحالة الوثائق بأمر من الحكومة الإماراتية إلى لجنة العقوبات الدولية المفروضة على اليمن والتابعة للأمم المتحدة. ولكن من الملاحظ أن في كثير من القضايا مثل انتهاكات حقوق الإنسان رفض خبراء اللجنة الأخيرة تقارير اللجنة الوطنية للتحقيق بحجة عدم الانحياد وطالبوا بتقديم أدلة أكثر.
هذا وأن الدعاوي المطروحة من لجنة التحقيق قد أصدرت أحادية الجانب وتم تجاهل مطالب الحوثيين فأصبحت شمولية تقارير اللجنة قابلة للجدل. إضافة إلى أن اللجنة ترى نفسها مسئولة عن الإجابة بما يطرحه عبد ربه منصور هادي وتتجاهل مطالب الحوثيين ودعاويهم.
ضرورة تشكيل لجنة التحقيق اليمنية
مع العلم بأن إصدار التقارير حول ما يجري في اليمن يتطلب الأطراف المحايدة فإن اللجنة الوطنية التي لها صلات بمنصور هادي ليس بإمكانه أن تعكس الأحداث والتطورات كما هي دون انحياز فقامت دولة هولندا بتشكيل لجنة مستقلة بخصوص هذا الأمر.
في الحقبة الراهنة هناك حاجة ماسة بتشكيل اللجنة لأن اليمن يتصارع مع مشاكل وأزمات عدة مثل الفقر والكوليرا وتشريد مئات الآلاف من سكانه ولكن الحصار الإعلامي والميداني المفروض من السعودية ليس بإمكان اليمنيين الاتصال بخارج اليمن برا وجوا وبحرا لحل مشاكلهم.
إن تدمير الأماكن العامة والبنى التحتية مثل المستشفيات والمساجد وبيوت السكان على يد السعوديين أصبحت ضغثا على الإبّالة وأصبح سكان المناطق الشمالية باليمن مكتوفي الأيادي تجاه ما يجري ولا يستطيعون إخبار المنظمات الدولية والرأي العام العالمي تجاه انتهاكات التحالف العربي بقيادة السعودية.
انتهاكات حقوق الانسان
وفقا لتقارير الأمم المتحدة قرابة عشرة ملايين شخصا باليمن بحاجة إلى المساعدات الفورية ويعاني أكثر من 8 ملايين من سكان اليمن من النقص في توفير المياه الصالحة للشرب والملزومات الصحية وإن حوالي مليوني ونصف من الأطفال اليمنيين يعانون من سوء التغذية.
وكان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين قد أشار إلى أنه من الضروري إجراء تحقيق مستقل ودولي بشأن النزاع في اليمن. وقال “لقد دعوت مراراً وتكراراً المجتمع الدولي إلى اتخاذ مبادرة – إجراء تحقيق مستقل ودولي بشأن المزاعم المتعلقة بانتهاكات خطيرة جداً لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في اليمن من قبل السعودية والتحالف المزعوم بقيادتها. وإن إجراء تحقيق دولي سيكون مفيداً جداً في إنذار الأطراف المتورطة في النزاع الذي يراقبه المجتمع الدولي وهو مصمم على مساءلة مرتكبي الانتهاكات والإساءات”.
ووفقا لتقرير أحد المنظمات الحقوقية المطالبة بحقوق اللاجئين في النرويج أكثر من عشرة آلاف شخصا لقوا حتفهم في صنعاء حتى 9 من أغسطس 2017 نتيجة عدم إرسال الأدوية والمساعدات الطبية والغذائية.
فتشكيل لجنة تحقيق يمنية تعكس هذه الآلام والانتهاكات ويمكن لها مواصلة الشكاوى والدعاوي في المحاكم الدولية يبدو ضروريا أكثر من أي وقت آخر.
استغلال السعودية من دبلوماسية الرشوة لعرقلة محاولات تشكيل اللجنة المستقلة
من الطرق التي تستخدمها السعودية لعرقلة المحاولات الدولية لطرح الدعاوي في مجال حقوق الإنسان ضدها هي دبلوماسية الرشوة التي تحاول السعودية إعطاءها في إطار المكافآت الاقتصادية والتجارية والاتفاقيات الثنائية مع الدول التي طرحت دعاوي ضد السعودية.
في هذا الإطار تعطي السعودية لبعض الدول امتيازات كبيرة حيث يتواجد المندوبون من فرنسا وبريطانيا في المملكة لعقد اتفاقات اقتصادية وعلى هذا المنوال تحاول السعودية لعرقلة المحاولات لإعداد مشروع إدانة السعودية في قسم السياسة الخارجية بالإتحاد الأوروبي.
هذه الخطة قد انتهت إلى وجود مزاعم حول شرعية لجنة التحقيق اليمنية وأثارت أسئلة كثيرة أن ما هي مهام اللجنة خارج ما يطلبه السعوديون؟
الجرائم الدولية للسعودية
اليوم أصبح اليمن ساحة لاختبار الصواريخ والأسلحة التي اشترتها السعودية من الولايات المتحدة وأوروبا فلا يوجد أي خط أحمر لاستخدامها ولا استثناء منها حتى الأطفال والنساء وكبيري السن ليسوا آمنين من أضرار هذه الأسلحة.
الرقابة الإعلامية وحصار اليمن من جميع الجهات انتهت إلى إغلاق الحدود وقطع العلاقات اليمنية مع جميع الأطراف والسعودية تمكنت باستغلال هذه من توسيع مدى جرائمها وفي كثير من الأحيان تستخدم الأسلحة المحظورة (القنابل الفوسفورية والعنقودية واليورانيوم المنضب) ضد المدنيين الأبرياء.
وأصبحت عضوية السعودية في منظمات حقوق البشر آلة لبسط نفوذها وهذا النفوذ والضغوط والسيطرة على المنظمات جعلت أي مشروع ضد السعودية تصبح كأن لم تكن موجودة.