شهادات ميدانية : هكذا قتل مرتزقة العدوان تجمعا للأطفال في شعب الدُبا بتعز
شهارة نت – تعز / استطلاع :
لم تمض سوى ساعات قليلة على حملة اتهامات دعائية كبيرة جند لها تحالف العدوان السعودية ومليشيا حزب الإصلاح العديد أكثر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لتحرف الحقائق حيال جريمة وحشية بقصف حي شعب الدبا في منطقة حوض الاشراف شرقي مدينة تعز في الجريمة التي أسفرت عن استشهاد 3 أولاد وإصابة 8 بجروح في واحدة من أكثر جرائم الحرب الكلاسيكية التي يمارسها تحالف العدوان ومرتزقته منذ سنوات أملا في تأجيج المشاعر وطمعا في مكسب سياسي يخفف وطأة الضغوط الدولية على دول العدوان حيال جرائمها الوحشية بحق المدنيين في اليمن.
وسوقت مطابخ تحالف العدوان والإخوان، أدوات حملة دعائية واسعة انطلقت مع اللحظات الأولى للجريمة لتشيع اتهامات بضلوع الجيش واللجان الشعبية في ارتكاب الجريمة المروعة قبل أن تؤكد الصور وروايات شهود العيان ضلوع مليشيا حزب الإصلاح والتنظيمات الإرهابية المسيطرة على أحياء مدينة تعز بتدبير الجريمة التي حصدت بدم بارد أرواح أولاد أبرياء من أبناء منطقة حوض الاشراف مخلفة غصة وحزنا عم أرجاء المحافظة واليمن بصورة عامة .
ونقلت صحيفة الثورة شهادات السكان والناشطين الذين اكدوا تورط مسلحي مليشيا المرتزقة ومسلحين مستأجرين في قصف هذا الحي بقذائف صاروخية وتسببهم في المجزرة المروعة التي أودت بحياة 3 أولاد وإصابة 8 بجروح .. نافين بشدة حملة الاتهامات السريعة والواسعة التي قادتها المطابخ الدعائية للعدوان والمرتزقة بعد دقائق من وقوع الجريمة واتهمت فيها قوات الجيش واللجان الشعبية بقصف هذا الحي.
لكن استعجال المطابخ الدعائية في حملة الاتهامات الدعائية وقعت في أخطاء إذ نشرت صورا لمواقع سقوط القذائف كشفت اتجاهها الحقيقي استنادا إلى الآثار التي خلفتها على بعض العمارات السكنية في الحي والتي أكدت أن القذائف جاءت إما من موقع تمركز المرتزقة في حي المسبح الواقع على مرتفع جبلي وسط مدينة تعز من الجهة الشمالية الغربية حيث يقع احد الأوكار الرئيسية لمليشيا حزب الإصلاح ، أو من تبة الأمن السياسي الواقعة غرب المدينة، والموقعين تسيطر عليهما مليشيا مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي من حزب الإصلاح ومليشيا تنظيم حماة العقيدة بقيادة الإرهابي عادل عبده فارع المكنى بـ “أبي العباس”.
ناشطون تحدثت إليهم “الثورة ” وطلبوا عدم الكشف عن هويتهم خشية تعرضهم لأذى أكدوا أن الموقع الجغرافي لمكان الجريمة يجعل من الاستحالة بمكان أن يكون الموقع هدفا متاحا لقوات الجيش واللجان الشعبية التي لم يعد لها أي وجود في النواحي والمرتفعات الجنوبية للمدينة ولا المرتفعات والنواحي الغربية لمدينة تعز ،سوى في الضواحي الغربية للمدينة على بعد عشرات الكيلومترات من موقع المجزرة.
ويشير هؤلاء إلى أن جريمة مرتزقة العدوان بقصف الأحياء بتعز مساء الجمعة الماضي جاءت على ما يبدو استجابة لمطالب سعودية إماراتية سعيا إلى فرقعة إعلامية لخلط الأوراق من شأنها تخفيف وطأة الضغوط الدولية المطالبة بتشكيل لجنة دولية مستقلة لإجراء تحقيق ميداني محايد في الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان السعودي بحق المدنيين.
ويلفت ناشطون آخرون إلى أن القصف العشوائي لمرتزقة العدوان السعودي لهذه الأحياء لم يكن الأول إذ شهدت العديد من الأحياء قصفا عشوائيا بالقذائف الصاروخية خلال الأيام الماضية من قبل مليشيا المرتزقة كما أن العديد من مسلحيهم اقروا في مناسبات مختلفة بارتكاب هذه الجرائم في وقت سابق ولا سيما في أحياء مدينتي تعز والتربة بمديرية الشمايتين.
جرائم حرب كلاسيكية
ووفقا لناشطين فإن الحملات الإعلامية الدعائية التي تقودها مطابخ العدوان السعودي الإماراتي وحزب الإصلاح والذراع الدعائية التابعة لتنظيم الإخوان قناة “الجزيرة” غالبا ما توجه لهدف سياسي على شاكلة جرائم الحرب الكلاسيكية التي تخطط لغرض صرف الأنظار عن انجازات ميدانية كبيرة للطرف الآخر في إشارة إلى الخطبة التاريخية للسيد عبد الملك الحوثي والتي أفصحت عن تطور كبير في الترسانة الصاروخية والدفاعية أشاع حال واسع من الارتياح في صفوف الشعب اليمني.
ويقول هؤلاء أن المطابخ الدعائية للعدوان والمرتزقة عادة ما تنجح في إقناع الناس بأن قوات الجيش واللجان الشعبية يرتكبون هذه الجرائم لسبب بسيط وهو أنها تحدث في مناطق خاضعة لسيطرة مسلحي المرتزقة تتيح لهم طمس معالم الجريمة وتكبح أي محاولات للتحقيق المستقبل لكشف أبعادها ، فيما تتولى المطابخ الدعائية للعدوان تسويقها على نطاق واسع صوتا وصورة بالاستعانة بطابور طويل من المنظمات التي يسيطر عليها حزب الإصلاح، وتنشط بشكل منفرد في هذه المناطق بتوثيق الجرائم وإخفاء الضالعين بارتكابها وإصدار تقارير زائفة تستخدمها دول العدوان لخلط الأوراق في المعادلة الداخلية ولعرقلة أي تقدم في المطالب الدولية لتشكيل لجان تحقيق دولية مستقلة في الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين.
وبحسب ناشطين حقوقيين مستقلين في تعز غالبا ما يواجه الموظفون التابعون للمنظمات الدولية ومنها على سبيل المثال ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة العفو الدولية صعوبات في الوصول الى مواقع هذه الجرائم وتوثيق والتحقق من مكان إطلاق القذائف بسبب منعهم من المليشيا المسلحة من الوصول إلى هذه المناطق.
إخفاء معالم الجريمة
وفقا لناشطين حقوقيين يرفضون الكشف عن هوياتهم خشية تعرضهم لأذى من مليشيا المرتزقة فإن العشرات من المنظمات التي يقودها حزب الإصلاح ضالعة في إخفاء معالم العديد من الجرائم المشابهة بحق المدنيين، في أسلوب كلاسيكي للتغطية على الضالعين في ارتكابها ولتعقيد أي فرص لإجراء مسح ميداني مستقل من منظمات دولية من شأنه الكشف عن خيوط الجريمة ومنفذيها.
“منذ اللحظة الأولى لجريمة يوم السبت في حي سوق الصميل واكتفت المليشيا المسلحة بإقفال مكان الجريمة، وتولت المنظمات الإصلاحية نقل جثث الضحايا إلى المستشفيات وتصويرها .. وبعد اقل من ساعتين على الجريمة أطلقت العنان لمطابخها الدعائية لترويج اتهامات وشائعات تتهم الجيش واللجان بارتكاب الجريمة ولحقها طابور المغفلين الذين بنوا على هذه الأكاذيب قصصا خرافية طافحة بالأكاذيب.
ويقول هؤلاء إن محاولات دول العدوان والمرتزقة تشكيل لجنة تحقيق وطنية يسيطر عليها المرتزقة وعملاء العدوان ومناهضتهم المحمومة تشكيل لجان تحقيق دولية تتسم بالنزاهة ليس بعيدا عن هذا النوع من الجرائم الوحشية التي تكررت خلال الفترة الماضية ولا سيما في أحياء مدينة تعز بعدما صارت وسيلة مثالية لمسلحي مليشيا المرتزقة للتكسب وجني الأرباح من دول تحالف العدوان.
حملة دعائية كبيرة مكشوفة
في حال من التخبط شنت القنوات الدعائية لحزب الإصلاح و”قناة الجزيرة مباشر” وغيرها من القنوات الدعائية لتحالف العدوان الهمجي ومعها كتائب الطابور الخامس حملة دعائية واسعة النطاق شملت القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي لتشويه الحقائق واتهام الجيش واللجان بقصف حي شعب الدبا في منطقة حوض الاشراف بثلاث قذائف مدفعية هوزر لتكشف من ذاتها الأكاذيب الملفقة مع تبين استحالة وصول قذائف المدفعية إلى ذلك المكان من مواقع والجيش واللجان في أطراف حي السلال وتبة سوفتيل والحوبان شرق المدينة أو في شمالها، خصوصا وان هذا الحي يقع في مكان هابط تحيطه أحياء وعمارات تستطيع صد قذائف المدفعية التي تنطلق بشكل عمودي ويستحيل ارتفاعها كقذائف الهاون وسقوطها إلى وسط حي مطوق بالعمارات المرتفعة في حين أن المعاينة البسيطة لموقع الحدث تكشف أن القذائف جاءت من مواقع تتمركز فيها مليشيا المرتزقة التي تتولى تنفيذ مقاولات للقتل الجماعي لقاء حصولها على مبالغ باهظة من دول العدوان .
وبدت اذرع الحملة الدعائية مركزة على التماهي مع الحملة الدولية للتضامن مع الناجية الوحيدة من مجزرة العدوان السعودي في حي فج عطان بصنعاء حيث أطلقت المطابخ الدعائية للعدوان حملات على مواقع التواصل الاجتماعي حملت وسم ” human_eyes_absent_from_Taiz
” تماهيا مع الحملة الدولية التي فضحت جرائم العدوان السعودي والتي حملت في وقت سابق ” بثينة عين الإنسانية”.
وتزامنت حملة المطابخ الدعائية للعدوان بمحاولتها إلصاق التهمة على قوات الجيش واللجان الشعبية مع حملة تشهير وهجوم واسع على المنظمات الحقوقية الدولية واتهامها بالتعامي المتعمد عن هذه الجرائم بل والمشاركة في قتل المدنيين في مسعى لإرباك هذه المنظمات وإلقاء الشكوك على مندوبيها العاملين على الأرض.
نقلا عن صحيفة الثورة