العقربة الإسرائيلية.. حتى إعلامها لدغته!
بقلم / عصام زيدان
تحاول “إسرائيل” جاهدة التعتيم على الإعلام لديها بطريقة أو بأخرى، وهو الواقع الذي لا يعرف عنه الكثيرون في العالمين العربي والغربي، خاصة في الغرب الذي يعد “إسرائيل” كدولة واحدة ديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط.
وفي مقالنا هنا، نعيد الى دائرة الضوء، حرية الصحافة والاعلام في كيان الاحتلال، الذي يعاني، حتى الصهيوني منه، من الرقابة العسكرية المسبقة وفرض التقارير فرضاً على المراسلين العسكريين والسياسيين.
مكانة “اسرائيل” لجهة حرية وسائل الاعلام بالكاد تحصل على درجة “حرة”، ويأتي ترتيبها بعد غينيا الجديدة وسورينام، الامر الذي اعتبر في تل ابيب ضربة موجهة لبلد يثابر على القول إنه من الأماكن القليلة في الشرق الاوسط، التي توفر حريات بلا قيود للإعلاميين.
وتعد تعليمات واوامر جهاز الرقابة العسكرية، التابع لشعبة الاستخبارات (امان)، اهم اجهزة قمع الحريات الاعلامية في الكيان “الاسرائيلي”، خاصة ان هذا الجهاز يفعل الرقابة المسبقة على مروحة واسعة من المواضيع، من بينها التقارير العسكرية والامنية وتحركات الجيش والتعليقات حول الدول والمنظمات العدوة، بل ايضا التحليلات الصحفية التي يرى الجهاز انها قد تفيد العدو، الأمر الذي يمنع عن الاعلاميين التغطية الخبرية والتعليقية، حول كل المواضيع الخارجية والداخلية، التي لها دخالة بصورة مباشرة او غير مباشرة بالعدو، بحيث لا يبقى مجال للتعليقات، إلا بعد عرضها على الرقابة مسبقا، والاستحصال على موافقة منها.
ورغم أن الرقابة العسكرية لا تفرض سطوتها بصورة مستندة الى عقوبات جسدية كالاعتقال والحبس أو الغرامات المالية، الا انها قادرة على تفعيل هذه الرقابة من خلال سحب البطاقة الخاصة بالصحفيين والمراسلين، الذين تسمح لهم بتغطية الانباء والمجريات العسكرية والامنية، اذ لا يمكن التجول او التنقل او الحديث مع أي مصدر أو مسؤول أو تصوير واقعة من دون هذه البطاقة، وبالتالي تجرد الرقابة الصحافي من ادوات عمله، في حال لم تكن راضية عن ادائه، وهو ما يجعل المراسلين يتقيدون بالتعليمات بصورة حرفية.
والرقابة على الإعلام لدى “إسرائيل”، لا تشمل فقط الإعلام المكتوب أو المرئي والمسموع، بل أيضا المواقع الاخبارية على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات، ومن النادر جدا أن يقدم أي من هذه المواقع على مخالفة توقعات الرقيب العسكري، الذي يتدخل بصورة مباشرة بحذف التقارير من قبله بعد نشرها، حتى من دون علم إدارة المواقع، وتشهد السنوات الماضية على الكثير من هذه الحالات، بعد أقل من ساعة واحدة على نشر تقارير “غير محبذة”.
وختاماً نذكر أنه ورغم أن “إسرائيل” تفتخر بكونها “واحة الديمقراطية الوحيدة” في الشرق الأوسط وبوجود إعلام حر فيها، إلا أن ترتيبها في التصنيف العالمي لحرية الصحافة قد تقهقر منذ 2013 بخمس عشرة مرتبة لتصل، هذه السنة، إلى المرتبة 91 من أصل 180 بلداً.