لو كان أطفال اليمن ينزفون نفطاً .
بقلم / الشيخ عبدالمنان السنبلي
لأنهم كآباءهم وأمهاتهم يلوكون الصخر ويقبضون على جمر الظروف المتجهمة والعابسة، فليس لأصواتهم وصراخهم صدىً في آذان المتفرجين ولن يكون .
لأن منهم من يروي الأرض عرقاً وهو يجوب الطرقات والشوارع يبيع ما خف وزنه وقل ثمنه؛ صحفاً أو لُُعباً أو أقلاماً أو غير ذلك طمعاً في سد بعض فراغاتٍ من العجز المزمن في قوت يومهم، فلا بواكي لهم إذا ما قُصفوا على قارعة أحدى الطرقات أو الشوارع ولا هم يحزنون !
لأن منهم من يأوي إلى أرصفة الطرقات نائماً ومفترشاً (البلاط) وملتحفاً حر الشمس حيناً وقَرّ البرد حيناً آخرا، فليس ثمة من يرخي عليهم معطف عطفه ولو قليلاً أو حتى على الأقل يُسلمهم من أذاه وشره .
لأن منهم من أضاع ونسي الطريق إلى مدرسته بسبب الفقر أو اليتم أو أي نائبة من نوائب الدهر ، فليذهبوا إلى الجحيم طالما أطفالهم وأبناءهم يدرسون عاماً في مدارس وجامعات أوروبا وعاماً آخراً في مدارس وجامعات أمريكا وبينهما عامٌ للراحة والاستجمام في الشواطئ والمنتجعات الدافئة وعلى ضفاف مدن اللهو والغرام .
لأنهم وبرغم ما يلاقونه ويعانونه هم من على كاهلهم أو كاهل أبناءهم يوماً سيُحمَل هَمُّ لملمة شتات وتحرير الأمة ومقدساتها المغتصبة كما حمله من قبل أجدادهم، فإن العالم يتآمر عليهم ويقتات من أشلاءهم ودماءهم لمصلحة أنظمة البغي والإجرام من مستعربي وطواغيت نجد والخليج .
ولأنهم أيضاً أو أبناءهم هم من سيحملون على أكتافهم نعوش عبيد أمريكا وخُدَّام إسرائيل في الجزيرة والخليج، فإنهم يمعنون في قصفهم وقتلهم كما أمعن فرعون من قبل في قتل من حملوا لاحقاً نعشه إلى الأبد .
لكم الله يا أطفال اليمن .. لكم الله أيها العمالقة الباقون من الأحياء والشهداء في زمنٍ ساد فيه الأقزام من صغار القوم وحثالاتهم المتخمون بطفرة النفط والعمالة !
لكِ الله يا سناء ويا ثريا ويا ريهام ويا عفاف ويا أشواق !
لكِ الله يا بثينة ويا هشام !
لكم الله أيها الصامدون والنازفون عزةً وكرامةً ومجدا، فأنتم المنتصرون حتماً وإن تجاهلكم هذا العالم الكذاب والمنافق، ولو كنتم تنزفون عمالةً ونفطاً لما أدار لكم ظهره ولا أعاركم صمته .. لكم الله !