زواج المشروع الجهادي العلماني..!!
المشروع الجهادي الإسلامي ضد الكفر تمخض عن الحركة الإسلامية العالمية (حركة الإخوان المسلمين) والتوج?ه العلماني في الحركة الإسلامية نمى وترعرع فيها أيضا?ٍ تحت عناوين مختلفة مثل “فقه الواقع” و”فقه الضرورة”.
وفي حين كان المشروع الجهادي يضع مشاريعه لاستهداف الغرب في عقر داره بعمليات نوعية وأساطيله العسكرية في المنطقة من خلال قاعدة جهاد بن لادن, كان المشروع العلماني يحتفي بالفتح الأعظم ضد المسلمين ويضع الخطط لاستئصالهم بسائر توجهاتهم عبر الفتاوى والتكفير والتخوين والقتال والانقلابات من خلال بعض قادة حركة الإخوان المسلمين.
فطن الغرب وفطنت أمريكا إلى أن المشروع الجهادي الإسلامي كابوس يمكن أن يفضي إلى نهاية الغرب وحضارته, كما فطن إلى أن المشروع العلماني الإسلامي بعكسه سوف يفضي إلى تدمير الإسلام ومشروعه الجهادي.
ومن أجل ذلك عملوا منذ وقت مبكر إلى زواج المشروعين برعايتهم للوصول إلى الهدف المنشود, وهو صرف الجهاد الإسلامي عن الغرب الصليبي الصهيوني, وتحويل كل النزعات الجهادية إلى الشرق العربي الإسلامي, وهذا ما بدأنا نشهده منذ بداية القرن الحادي والعشرين تحديدا?ٍ, وانتهى بتحويل كل الحركات الإسلامية إلى حركات جهادية ولكن ضد العرب والمسلمين وعلمانية ولكن في موالاة الغرب والأمريكيين وذلك في نطاق ما سمي بمشروع الشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلاقة, وبلغ ذروة نجاحه بما سم?ي بربيع الثورات الذي شهد جرا للحركات الإسلامية إلى أعنف مواجهات قتالية ضد شعوب المسلمين وأنظمتها وأحط وأرذل علاقات تحالف وعمالة بالغرب.
وقد بدأت ملامح نجاح هذا المشروع تتجلى عبر الآتي:
أصبح الراعي الرسمي للمشروع هو أمير قطر وسخ?ر له مليارات النفط والغاز وقناة “الجزيرة” والقاعدة الأمريكية في العديد والشيخ يوسف القرضاوي
وفهمي هويدي وأشباههما ورعاية أمريكية خاصة للمشروع.
تفجير الأوضاع في كل من ليبيا واليمن وسوريا في طريق تفجير البقية الباقية من البلاد العربية والإسلامية.
الفتاوى الساقطة والمقيتة التي قام بها علماؤهم ولاتزال وسلسلة التحليلات والمقابلات والمقالات والدراسات والترويجات والأكاذيب الإعلامية التي يقوم بها مثقفوهم حسب الطلب.
تصفية بن لادن وكل رموز قاعدته الجهادية ضد الغرب, وتشجيع صعود قيادات مقاتلة ضد المسلمين, وتسهيل ظهورهم في الإعلام بشكل لافت للنظر دون أن
يتم استهدافهم أو الوصول إليهم لأنهم يكثفون دعواتهم لقتال المسلمين والأنظمة والإضرار بالمصالح الخاصة لأفقر شعوب المنطقة, وعدم المساس بمصالح الغرب أو استهدافه إلا بالكلمات المرخص بها.
رفع أسماء مهمة من قائمة المطلوبين لأمريكا, والتحالف الصريح والواضح معهم لإسقاط أنظمة الحكم خصوصا?ٍ في اليمن عبر كل الطرق السياسية والعنيفة.
تصعيد لهجة الشتائم والشجب والتنديد بالمشروع الصهيوصليبي, وتصعيد الهجمات القتالية على المسلمين, وأبرز نماذج هذا هو الظهور الإعلامي
للشيخ الزنداني مؤخرا?ٍ, فهو يقول عن الغرب: “إن دول الغرب الكافر ومعها باقي أنظمة الحكم العربية “المتهالكة” وبعد أن تأكد لها أن موجة التغيير ستدفع بالتيارات الإسلامية إلى واجهة الأحداث, عمدت إلى حبك مؤامراتها ودسائسها ونفث سمومها وتوظيف كل إمكانياتها لإجهاض حركة التحول المباركة التي تجتاح المنطقة”.
والكل يعلم أن الغرب يفعل العكس ويشجعهم على ما هم فيه, والشيخ الزنداني في الوقت الذي لا يفعل فيه غير الكلام ضد الغرب, نسمعه يشدد الدعوات للهجوم على المسلمين والإغراء بالفتك بهم فيقول: “إن الملاحم التي
يسط?رها من وصفهم بـ (المجاهدين في سبيل الله) في أرحب وزنجبار أبين وحوطة لحج والضالع وعدن وحضرموت والجوف هي دليل على قرب انتصار الحق
وأهله, وهزيمة الباطل وحزبه”.
ونحن نعلم أن الملاحم كلها ضد المسلمين, وأن الغرب الكافر يبارك ذلك.
ويقول: “إن كل من أسهم وشارك في هذه الحرب الظالمة ضد (الأمة المجاهدة) من قادة عسكريين وأمنيين وسياسيين وإعلاميين (أهداف مشروعة) وإن يد العدالة الإلهية وضربات الشباب المجاهد ستطالهم عاجلا?ٍ أو آجلا?ٍ” وهؤلاء كلهم مسلمون لمن لم يعلم!!.
هذا هو ما ول?ده الزواج العلماني ـ الجهادي الإسلامي تحت الرعاية الأمريكية.. قتل عباد الرحمن واجتناب عباد الأوثان.. تطمين الغرب وترويع الشرق.. معاداة وقتال المسلمين.. موالاة ومهادنة الكافرين.
والله من ورائهم محيط.. فلننظر ما تأتي به الأيام إذن.