السعودية تعد الألمان بعدم استخدام دباباتهم ضد شعبها
ليست الحكومة الألمانية وحدها هي التي تتحاشى الحديث عن صفقة الأسلحة مع السعودية.
ويفضل كبار المسؤولين في السعودية أيضا عدم الخوض كثيرا في هذه الصفقة أو الخوض أصلا فيما إذا كان من الممكن أن تستخدم السعودية هذه الدبابات الألمانية المتقدمة ضد شعبها في حالة حدوث ثورة.
كان السعوديون يتوقعون هذا السجال الحالي في ألمانيا بشأن صفقة بيع 200 دبابة ألمانية للسعودية وذلك لأن الرياض أرسلت عددا من رجال الحرس الوطني للمشاركة في فض الاحتجاجات الشعبية في البحرين ولأن النظام السوري يستخدم دباباته في الوقت الحالي لقمع الاحتجاجات المعارضة له.
وأوضح قادة عسكريون في السعودية أنهم طمأنوا الألمان بشأن هذه الدبابات وأكدوا لهم أنها لن تستخدم إلا ضد التهديدات الخارجية وأن “من حق السعودية أن تتسلح? شأنها في ذلك شأن أي دولة أخرى.. وأنه إذا كان الألمان لا يريدون توريد المئتي دبابة التي طلبتها السعودية فإننا سنلجأ للدبابات الروسية”.
وتشير مصادر سعودية غير رسمية إلى أنه قد تم إبرام هذه الصفقة بالفعل العام الماضي أي قبل بدء الثورة في تونس ومصر وليبيا وأن السعوديين أجروا اختبارات متزامنة على دبابات من نوع ليوبارد 2 ونموذج روسي وأن هذه الاختبارات تمت في الشتاء وفي حر الصيف وأن الدبابات الألمانية حصلت على تقدير أفضل من نظيراتها الروسية مما جعل لجنة عسكرية تقرر طلب الدبابات الألمانية فقط.
وحسب هذه المصادر فإن هذه الدبابات ستستخدم من قبل الجيش وليس من قبل الحرس الوطني.
ومن بين اختصاصات الحرس الوطني السعودي بقيادة الأمير متعب? أحد أبناء الملك عبد الله حماية الأسرة الملكية.
وخلافا للوضع في ألمانيا فإن صفقة الأسلحة مثار الجدل لم تثر نقاشا عاما في السعودية حتى الآن? ولكن لابد من الإشارة هنا إلى أن الإعلام في المملكة السعودية يلتزم بالرقابة الذاتية غالبا فيما يتعلق بمثل هذه القضايا الشائكة.
ورغم اهتمام بعض السعوديين بمتابعة النقاش الدائر بشأن هذه الدبابات عبر المنتديات الالكترونية بما فيها الشبكات الاجتماعية إلا أن هذه الصفقة لم تتعرض حتى الآن لانتقاد شديد إلا من جهة إيران ذات المذهب الشيعي والتي يعتبرها السعوديون? السنة في أغلبهم? العدو الخارجي الأكثر تهديدا لهم.
وانتقدت قناة بريس تي في الإيرانية الموجهة للخارج صفقة الأسلحة مؤخرا بالقول إن ألمانيا ألقت ما كانت تتقيد به من ضبط النفس وأصبحت تقدم الآن أسلحة ثقيلة لأنظمة مستبدة وقررت الآن تزويد السعودية بعدد كبير من الدبابات المقاتلة.
ورغم أن مؤيدي صفقة الأسلحة يدفعون بأنه ليست هناك ثورة يخشى اندلاعها في السعودية لأن الشعب يعيش في حالة رخاء من عائدات النفط ولا يريد الخروج في احتجاجات إلا أن بعض المراقبين يشيرون إلا أن الحال لن يبقى بالضرورة على ما هو عليه على مدى أعوام.
وحجة هؤلاء في ذلك هي أن هناك بالفعل بعض التمتمة في منطقة شرق السعودية التي شهدت احتجاجات ضد مشاركة القوات السعودية في قمع مظاهرات البحرين وأن النساء المتعلمات لن يقبلوا للأبد بالتمييز السلبي لهن في العمل وبما يعتبرنه جورا على حقوقهن بشكل عام.
ويرى هؤلاء أن “فيروس الثورة العربية” لن يطال عمق السعودية بالضرورة ولكنه سيصل يوما ما للمناطق الشرقية والغربية? تلك المناطق التي تحوي ثروات السعودية? النفط والبقاع المقدسة التي يقصدها ملايين الحجاج سنويا. “د ب أ”