هكذا تحول الجيش السوداني الى اضحية عيدية في جيزان
شهارة نت – تحليل / احمد عايض :
كان التوقيت التهديفي لصاروخ قاهر ام 2 ليس مجرد توقيت تم تحديده وفق الخارطه العملياتيه..بل توقيت انتقائي تم تحديده وفق الاستراتيجيه الردعيه التي تتركز على تدمير مركزية العدوان اللوجستيه…
في المقابل..تمركزت وحدات مرتزقه من الجيش السوداني بمختلف افرعها البريه والخاصه التي تدافع عن الجيش السعودي المنهار في جبهات ماوراء الحدود وخصوصا بجبهة جيزان.,تتمركز في معسكر خاص بها .الغريب في الامر ان الروتين العسكري الذي اعتاد عليه الجيش السوداني في مناطق الصراع في السودان سواء في دارفور او بحر الغزال هو روتين احمق ويكشف درجة الغباء لدى جنرالات الجيش السوداني..هذا الروتين هو ثابت على ابقاء التجمعات العسكريه البشريه في نطاق جغرافي ضيق وصغير يحتضن مئات بل الالاف من الضباط والجنود وهذا الروتين المنبثق من قاعدة معرفيه رجعيه اقرب الى القاعده العسكريه الرومانيه في العصور القديمه والتي لاتهتم بحياة العنصر البشري طالما البديل متوفر بكل سهوله ويسر..
هذا التمركز العسكري البشري بمعسكر مفتوح وقريب من قواعد الاشتباك منح الاستطلاع الاستخباري اليمني افضيلة في الرصد المعلوماتي والتقييم الميداني المتغير على مدى زمني لحظي وليس مدى زمني تراكمي مما جعل الهدف الذي اوكل لصاروخ قاهرام2 لكي يدمره سهلا جدا وان يحصد عشرات القتلى والجرحى من الجيش السوداني المرتزق برأس حربي انجز مهمته فوق طاقته التدميريه المعلومه والجميع ربما يعلم بقاعدة “”هناك قنبلة يدويه تقتل شخصا وقنبلة اخرى تقتل مائة..رغم ان القنبلتان من نفس النوع وقوة التدمير”..لذلك تجري الحسابات العسكريه وفق معايير عملياتيه دقيقة…
بطبيعة الحال..يبدو ان قيادة المؤسسه العسكريه اليمنيه “الجيش واللجان والقوة الصاروخيه” وضعت وحدات الجيش السوداني الارتزاقيه التي تشارك في الحرب العدوانيه ضد اليمني ضمن دائرة الاهداف الاوليه الانتقائيه والتي باتت اهداف تحظى بالاهمية القصوى من قبل قيادة الثوره والجيش واللجان الشعبيه نظرا لاستمرار الحماس الغادر الخائن من قبل الرئيس الارهابي المرتزق عمر البشير في مواصلة المشاركه في العدوان على اليمن بل زاد عن حده باعلانه الزج بوحدات التدخل السريع في جبهات المعركه بزعم الدفاع عن الاراضي السعوديه ..لذلك ان حماس الارهابي البشير بالمواصله واعلانه زيادة اعداد المرتزقة العسكريين السودانيين للمشاركه في الحرب العدوانيه وخصوصا بجبهة جيزان وجبهة الساحل الغربي فجر غضب يمني خاص تجاه رئيس السوادن المرتزق وجيشه واصبحت المسأله بالنسبة للقياد العسكريه اليمنيه محور اهتمام خاص نظرا لاعتماد الجيش السعودي على مرتزقة السوداني في جبهات ماوراء الحدود..
الجميع يعلم ..ان عام 2015 و2016 حظيت وحدات المرتزقه المحترفه من بلاك ووتر باهتمام اعلامي وعسكري كبير من قبل تحالف الغزاه وخصوصا من السعوديه والامارات..هذا الاهتمام اجبر القياده العسكريه للجيش واللجان الشعبيه على سحق بلاك ووتر مهما بلغت التضحيات .وضعت الخطط العسكريه على خرائط الاهداف الباليستيه والعملياتيه النوعيه لانجاز مهمة في غاية الاهمية والخطوره وهي ازالة بلاك ووتر من ميزان القوه العسكريه الغازيه…البعض تجاهل والبعض تساهل والبعض سخر..لكن الانجاز الكبير والتاريخي والذي حظي باهتمام اعلامي كبير…ان رجال الجيش واللجان الشعبيه والقوة الصاروخيه استطاعوا في عام ونصف بازالة اخطر وحدات قتاليه ارتزاقيه محترفه من ميزان القوه بل من الخارطه العسكريه تماما ولم ذلك الا بعد تكبيدها مئات القتلى والجرحى ..مما جعل مرتزقة بلاك ووتر في حالة انهيار عسكري ومعنوي ونفسي وهذه الحاله السوداء نتيجة الخسائر الفادحه التي تكبدوها جعلتهم خارج الحسابات الغازيه..وغابت بلاك ووتر عن المشهد العسكري اليمني..
على العموم….رغم الخسائر البشريه الفادحه التي تكبدها الارهابي البشير ومرتزقته طيلة عامين الا ان الوضع اليوم اختلف وتغير كليا..لان هناك اهتمام اعلامي لمرتزقة البشير من قبل قيادة العدوان والاعلام الغازي ..لكن صاروخ قاهرام2 بضربته الاستباقيه دشن مرحله جديده من عمليات التنكيل الانتقائيه ذات السقف العالي وليس الاحتوائي ضد مرتزقة الجيش السوداني واصبحت قيادة الجيش واللجان والقوة الصاروخيه تعمل على اطار التهديف الشامل لمرتزقة الجيش السوداني اينما وجدودا وبصوره انتقائيه مركزه ..لماذا…لاعتبارات عسكريه استراتيجيه هامّه..