الثورة التي تحولت إلى انقلاب !!
لم تعد هناك ما تسمى ب”الثورة” هناك انقلاب دبرته وحططت له قوى سياسية
لها تحالفاتها في الداخل مع قوى قبلية وعسكرية ظلت ت?ْبطن المكر والخيانة
وتتربص باللحظة المناسبة للانشقاق عن النظام ? علم?ٍا أنه ما كان لهذه
القوى أن تكون لولا أنها حظيت بالدعم والثقة من قبل السلطة واستغلت
وجودها وشراكتها في بناء ذاتها ومشروعها الانقلابي .
دعونا نتساءل ماذا كانت حاجة الشباب في الساحات ومطالبهم المشروعة في
التغيير والإصلاحات إلى انشقاق عسكري يحاصر وجودهم في الساحات ويعاقبهم
بالتحقيقات والتعذيب بمساندة عناصر لها ارتباط سياسي ديني متطرف .
أيضا ماذا كانت حاجة هؤلاء الشباب في الساحات إلى أفواج المشايخ وقبائلها
الذين وان ظهروا في الصورة حالمين بالمدنية ومطالبين بها ? لكنهم كشفوا
عن حقيقة الصورة بحرب خاضوها ضد المواطنين الأبرياء ورجال الأمن في منطقة
الحصبة ? ولم يكتفوا بذلك بل طالت حماقاتهم ورغباتهم في النهب والفيد
والسلب والتخريب لمعظم مؤسسات الدولة ومنشآتها العامة وربما الخاصة في
تلك المنطقة.
ولعل المشهد في كافة أرجاء الحصبة يكفي لإيضاح الحقيقة التي يحاول حتى
الآن دعاة المدنية إخفاءها وإنكارها.
تماما ليست ثورة ولكن محاولة انقلاب بائسة ويائسة وكثير من الشباب في
ساحات ما تسمى بالتغيير والحرية أدركوا قبل الآن هذه الحقيقة فانفضوا
وغادروا خيامهم.
وما تبقى في الساحات هي عناصر لها ارتباطها السياسي الحزبي الذي تتجلى
تحالفاته مع هذه القوى التي أشرنا إليها? ومن يقول عكس ذلك فهو إما
يغالط الحقيقة أو أنه يبدي تعاطفا?ٍ مع هكذا محاولة للانقلاب ويؤيدها.
كم أود لو فكر هؤلاء الشباب الباقين في الساحات لماذا لم يلتفت إليهم أحد
? أو بالأصح لماذا آذان العالم ل لا تصغي لمكوثهم وهتافاتهم ومسيراتهم
طيلة الأشهر الماضية ..ولماذا فقط أصغي وما يزال يصغي العالم الدولي
والإقليمي لتحالف الساسة والعسكر والقبيلة!!
غير أن هذا الإصغاء مع ثبوته صار يدرك منذ الوهلة الأولى ما وراء
“الجبة” كما يقولون ? وأن الحديث عن ثورة ما هو إلا غطاء لرغبة جامحة
في الانقلاب والإجهاز على السلطة ولو بثمن خراب البلاد وتناسل الفوضى في
المنطقة باعتبار أن اليمن في أمنه واستقراره هو استقرار للمنطقة وللإقليم
وللعالم .
و بالتالي لا غرابة أن تعلن أحزاب المشترك عن خيبتها. وهي بالفعل تنوب
المتحالفين القبليين والعسكريين في هذا الإعلان !! فهل أصغيتم لتشاكي
وتباكي قحطان وهو الناطق الرسمي للمشترك في حديثه للجزيرة .
قحطان شكا وبكى خيبة الأمل في دعم ومساندة الأشقاء والأصدقاء لكنه استثنى
قطر وما أدراكم ما قطر ولنا وقفة أخرى مع هذه الأخيرة .