هل كانت اسلام آباد مستعمرة سعودية أم لا؟
شهارة نت – باكستان :
قام قادة الجيش بالانقلاب على حكومة الرئيس “نواز شريف”، وكان انقلاباً هادئاً دون أي معارضة شعبية، واتخذت حكومة “نواز شريف” أيضا موقفاً محايداً لكي ينال نواز شريف محاكمةً مستقلة.
وأدانت المحكمة العسكرية الباكستانية على الفور الرئيس المخلوع “نواز شريف” بجرائم الخطف والشروع بالقتل والفساد المالي واختطاف الطائرات، وحكمت عليه بالسجن المؤبد.
ذلك الحكم الذي كان من المقرر أن يكون الإعدام إلا أن الضغط السعودي والأمريكي حال دون ذلك، فتبدل الحكم من الإعدام إلى السجن المؤبد وفي نهاية المطاف حُكم على “نواز شريف” بالنفي إلى السعودية.
ذهب نواز إلى مدينة جدة السعودية، وفي ظل النفوذ والإمكانات التي وضعتها الحكومة السعودية تحت تصرفه قام بإنشاء معمل للفولاذ.
وكان “برويز مشرف” الرئيس الباكستاني السابق قد كتب في مذكراته لاحقا بأن السعودية والملك فهد قاموا بشراء حياة “نواز شريف”، ولكن الأخير لم يكن خادماً جيداً لها، ولم يستطع أن يبسط سلطته على الجيش الباكستاني أو يسخره لخدمته.
قامت السعودية بوضع اسلام آباد في لائحة تحالفها ضد اليمن، وأمرت “نواز شريف” بأن ينضم إلى الحرب على اليمن وأن يضع الأسطول الجوي الباكستاني والقوات البرية والبحرية في اختيار السعودية.
كان تغلغل الفكر “الإخواني” في باكستان سداً في وجه أوامر الملك سلمان، فواجه “نواز شريف” معارضة شعبية برلمانية وعسكرية كبيرة، وبذلك لم يستطع تنفيذ الأوامر المباشرة للملك سلمان.
ولذلك أُجبر نواز شريف أمام الرأي العام الباكستاني بأن يؤكد على أن الحل الأنسب للأزمة اليمنية هو الحل السلمي.
يتفق كثيرٌ من الخبراء بأن النفوذ الكبير للرياض في باكستان كان وراءه المال السعودي، وهذا أدى إلى أن تصبح باكستان في بعض الأحيان مستعمرة سعودية، وأصبحت السياسية الباكستانية تبتعد كل البعد عن الرأي العام للشعب الباكستاني.
ومع سحب السعودية يدها عن “نواز شريف”، أقدم الجيش الباكستاني على الفور عقب الفضائح عما يعرف به وثائق بنما بالإطاحة “بنواز شريف”.