صراع الأقلام
– لعل أول فكرة وضحها الخالق سبحانه وتعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم الأسلوب الأهم للتعليم العام للبشرية في جل علومهم وهو ( القلم ) فقد علم به الإنسان ما لم يكن يعلم , فالقلم أساس العلم والتعلم وتناقل العلم والأفكار بين الحضارات والشعوب والأفراد ,ولعل عصرنا هذا أصبح للقلم تأثير أكبر وأقوى من ذي قبل خاصة والقلم كان مرتكز فيما قبل ببناء الأمم والحضارات أما حاليا فهو أساس من أساس خرابها خاصة بعد أن نحى ماسكوه منحى آخر بعيدا كل البعد عن البناء والتنمية والتعمير للأرض وما عليها فأصبح سلاحا فتاكا خطيرا بأيدي الدول والمنظمات والحركات والأفراد على حد سواء فجيشت الأقلام كما تجيش الجيوش ووجهتها كما توجه الصواريخ إلى أهدافها بعد أن غذتها برؤيتها وأهدافها ومنتجاتها وغذتها بمستحقاتها ورؤيتها واشترتها وبنتها وطورتها ثم حددت الهدف وأطلقت لهم العنان ليبدأ حملة القلم في الصراع من خلال الحديث عن الأوضاع وتحليله وتفكيكه وربطه وغزله ونسجه وفق هوى ورؤية المسيطرون والمسيرون لهذا القلم ولأن القلم له دور فتاك وبناء في آن واحد خاصة في زمن التطور وعصر السرعة فقد أصبح الاستثمار فيه ضرورة ملحة إن لم يكن أولوية حيث أصبح مصدر للمدح والذم والاستفزاز والابتزاز والنصب والاحتيال وأصبح سبب في إشعال الحروب والفتن تارة وفي إخمادها تارة أخرى وأصبح ذات لحظات عدة سبب في خراب ودمار دول وأمم وفي لحظات اقل في بنائها ولأن رسالة القلم أصبحت سهلة المنال والتناول والتناقل بين الشعوب فلزاما التركيز على هذا الأمر من قبل الدول العظمى وبروتوكولاتها ومخططاتها وأهدافها ورؤاها المستقبلية لأنها تعلم أن لها القدرة بالقلم ما عجز عنه الصاروخ فأسست لذلك كبريات الصحف العالمية ونشرتها في العالم ودعمت صحف إقليمية ومحلية تخدم أهدافها وتوجهاتها وأسست المنظمات الحقوقية للدفاع عن حملة القلم مهما كان نوعية الحبر المستخدم من الكاتب كان أسودا (حبرا ) أو أحمرا ( دما ) فالمهم لها الحفاظ على استثماراتها , ولا يمكن أن نستثني أيضا المنظمات العالمية الواضحة منها كالصهيونية العالمية أو المخفية منها كالماسونية فهي تهتم بهذا الأمر أكثر من اهتمام الدول النظامية بها لأنها أسهل وأسرع وسيلة لنقل ما يجول في عقولهم إلى عقل القارئ والمتابع والمجتمع ككل فلم تبخل على الإطلاق في الأنفاق على هذا وهؤلاء واستندت في أعمالها على أقلام ذات التأثير العالمي والإقليمي والوطني فوفرت لحامل القلم كل ما تريد دون تفكير فالأهم عندها ما تطلبه هي منه فوجدنا صحف ومجلات تعرض كتابات وأفكار وقنوات تعرض محللين ومحللات تؤكد كل هذه النظريات حتى أننا وجدنا كتاب ومحللين امتهنوا هذه الأعمال وعلى رؤوسهم خراب بلدان بأسرها وكل شغلهم الشاغل إرضاء اليد التي تمدهم بالمال مهما كانت النتائج لأنها تعلم تمام العلم أن مجتمعاتنا العربية مجتمعات عاطفية لديها وقت فراغ طويل تقضية متسمرة أمام القنوات وتتلقى منهم كل شئ فتتأثر بها ومنها ومن هنا جاءت تحركات الدول العظمى لبسط سيطرتها الحديثة على العالم وتحركت المنظمات الصهيونية والماسونية لفرض رؤيتها وفكرها ودينها على الوسط العالمي والعربي ولأننا كدول عربية أكثر شعوب الأرض إيمانا بنظرية نيوتن الشهيرة لكل فعل ردة فعل فأصبح لدينا ردود فعل لكل هذا حتى لو لم يكن مساوي للفعل في القوة لفارق الإمكانيات على جميع المستويات ولكن الأهم وجود الردود كاعتراف ضمني بالمؤامرات والتي ما دأبنا على التنكر لوجود مثل هذه المؤامرات بل أنها أصبحت في نظر أقلام الماسونيين ( عقدة المؤامرات ) فأدى ذلك إلى عمل أتزان ولو بسيط أو جزئي لكل ما يحوم حولنا هذا الاتزان أدى فقط لتأخر الفترات الزمنية لهذه المنظمات العالمية للوصول إلى أهدافها لأنها بدأت تجيش أقلام وطنية عربية لخلخلة الوسط الوطني ذاتيا من الداخل لتسهل الضربات الخارجية فأصبح القلم الوطني بين كماشتين فكها العلوي أكبر وفكها السفلي أحد فأزداد الصراع بين هذه القوى ضراوة مع الأحداث الأخيرة فالأول يريد أن يصل إلى أهدافه وينجح مخططاته والأخير يريد أن يقاوم ويدافع عن نفسه ويظل واقفا مستميتا في ظل الأوضاع الحالية وما بينهما أقلام تتبع نفسها وذاتها ومبدأها وتقول ما تجده صحيحا وفقا لوازعها الديني العربي القومي والمواطن العربي بين كل هذه الأقلام محتارا تارة وتابعا تارة ومعارضا تارة أخرى وفقا لمنهاجه وأهدافه ورؤاه ومستوى تعليمة وثقافته ومعرفته لما يدور حوله ويحاك ضده فنجد منهم من يتبع فكر محدد وينهج منهاج هذا القلم تصل لمرحلة التقديس فيرتدي ثياب المؤامرات التي يتم غزلها في رأس صاحب هذا القلم ومنهم من يتبع فكره الخاص ورؤيته ولكن تحت ضغوط الواقع والحال قد ينجر خلف هؤلاء فيقع في براثينهم ومستنقعاتهم الفكرية ومنهم من لا يأبه لهؤلاء ولا هؤلاء يفضل ألا يسمع أو يقرأ أو يرى فيكون ضحية للمنتصر فيعيش تحت سيطرته الجديد كما كان مع القديم ومنهم من يربط كل ما تكتبه الأقلام بمنهاجه الديني فهذا م