ماذا يُريدون من جوعي ومسغبتي ؟!
بقلم / الشيخ عبدالمنان السنبلي
يخرجون في غربتهم الداخلية (داخل الوطن) مع بزوغ فجر كل يومٍ ويعودون إلى سكنهم عند الأصيل .
يصلون المغرب وينتظرون العِشاء والعَشاء ثم يذهبون إلى مخدعهم الجماعي؛ لوكندة شعبية ولكنها بالنسبة لهم تبدو كما لو انها فندق (خمسة نجوم) !
وقبل أن يخلد كل واحدٍ منهم إلى نومه يبدأ كعادته (بتشييك) محصوله اليومي؛ خمسمائة ريال لا تساوي بالطبع قطرة عرقٍ واحدةٍ تسيل من جبينه وهو يتلقف ضربات الشمس اللافحة واحدةً بعد أخرى طيلة نهاره، وبعد أن يطمئن إلى وجود ذلك المحصول، يخلد إلى نومه والذي بدوره يستجيب له سريعاً لطول ما أبلى طيلة نهاره، ليبدأ من فجره يوماً جديداً بنفس النمط والكيفية، وهكذا هي حياتهم على مدى سنواتٍ وسنوات !
في الحقيقة، لم يكن يعلم بعض المشتغلين في قطافة القات في منطقة أرحب شمال العاصمة صنعاء أن لهم موعداً أيضاً مع الحزم وأن صاحب الحزم قد اختار منهم ثمانيةً وأربعين رأساً ليستهل بهم موسم الأضحيات تقرباً ليس إلى الله وإنما إلى نفسه الأمارة بالسوء وأسياده هناك في واشنطن وتل أبيب إلا بعد أن أجهزت عليهم طائراته فجأةً وهم نائمون !
لماذا ومالذي رأيتموه في هؤلاء لم يعجبكم حتى تُطْبِقون عليهم السماء بالأرض أيها المجرمون ؟!
أتحسدونهم أنهم يستمتعون بحياةٍ لا تتجاوز تكلفة نعيمها وملذاتها ومفاتنها ثمن علبة (سيجار)؛ خمسمائة ريال لليوم الواحد لا غير، بينما لم يستطع مليار دولار تتحصلونه يومياً أن يوفر لكم سعادةً واحدة أو بعضاً منها ؟!
أم ساءكم أنهم تغلبوا على حصاركم وسياسات تجويعكم لهم وذهبوا وهم يلوكون الصخر يستنسخون لأنفسهم الحياة من جديد كدّاً وعرَقَا ولم يستسلموا، فعمدتم إلى الانتقام بطريقتكم الخاصة منهم؛ غيلةً وغدرا ؟!
ولم تمضِ ثلاث على جريمتهم تلك حتى أتبعوها بأخرى في منطقة عطَّان، ربما ككفَّارةٍ عما نقص من الأولى أو إيفاءٍ لنذرٍ سابق، فأزهقت طائراتهم في لحظةٍ واحدةٍ وبدمٍ باردٍ أرواح ستة عشر مواطنٍ برئٍ يسكنون الأكواخ ولا حسيب !
حسبنا الله ونعم الوكيل .
هكذا يستمرئ بنو سعود ومستعربيهم القتل وهكذا يستبيحون دماء الأبرياء، ثم يطمعون بعد ذلك أن يفلتوا من العقاب والقصاص !
كلا، إن لم تطالكم يد البشر، فستطالكم حتماً يد الله، سيقتص الله يوماً لهم ولكل مظلومٍ ظلمتموه ولو بعد حين، فأين ستذهبون أيها المجرمون من الله ؟!
