الرئيس بخير وسيعود إلى اليمن !!
عقاب جماعي ..
إن الاختناقات الاقتصادية الشديدة – المفتعلة- التي يشهدها اليمن اليوم , جراء انعدام مادتي الديزل والبترول والغاز المنزلي وبعض المشتقات النفطية الأخرى , والتي أدت إلى حدوث خسائر فادحة للمزارعين في قتل المحاصيل الزراعية , ولسائقي سيارات الأجرة في تعطيل حركة المواصلات , وللمواطنين في انقطاع التيار الكهربائي وانعدام المياه الصالحة للشرب وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية , وغيرها من الأضرار الناتجة عن ذلك , وان القصد من افتعالها- كما يرى كثير من المراقبين – هو ممارسة ” العقوبة الجماعية ” ضد الشعب الذي خرج إلى الساحات والميادين , للمطالبة بالتغيير السلمي للنظام , وهي محاولة – يائسة- من قبل بقايا النظام , للضغط على الشعب الثائر, لعله يغير من مواقفه الثورية , ويؤيد النظام مرة أخرى , فتحيا آماله في الحكم من جديد , ويعمل على ممارسة عمليات “التصفية الجسدية” للثوار وقادتهم , كما هي عادته في التخلص من المعارضين لحكمه طيلة ثلاثة وثلاثين عاما”..
أسلوب إجرامي ..
إن سياسة ” العقاب الجماعي” : هي أسلوب إجرامي ينفذه النظام لتغطية عملية الخروج ” الآمن ” لبقايا النظام من اليمن , كمحاولة للإفلات من المحاكمة والعقوبة التي تنتظرهم , وهي خطة مدبرة من قبل جهات خارجية معروفه بعدائها – المستتر- لليمن , وتسعى لتدمير اليمن تدميرا” شاملا” , وفي نفس الوقت يهمها سلامة – بقايا النظام – المتورطين في دماء الشعب ونهب ممتلكاته وثرواته , فهي الحاضنة – الحصرية – للنظام منذ ثلاثة وثلاثين عاما” , ولازالت تحتضنه حتى وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة , فالنظام قدم لها خدمات عظيمة وتنازلات سيادية , ما كانت لتحصل عليها أو تحلم بها إلا? في ظل هذا النظام , لذا فهي تستميت من اجل بقاء هذا النظام يحكم اليمن , حتى وان غاب “الرئيس” عن الحكم , فالبديل المرغوب هو احد أبناءه أو أقاربه من النسب أو المصاهرة أو حتى من خارج “الأسرة الحاكمة” , فالمهم أن يدين بالولاء لصاحبة الجلالة , وأن تبقى روح ” الرئيس” حاضرة في اليمن , وبالتالي تبقى اليمن لقمة سائغة لها , وتستطيع التدخل في شئونها الداخلية , وفي أي وقت شاءت , وبما يلبي مصالحها الإستراتيجية , وما “المبادرة الخليجية” – التي تبرأت منها بعض دول الخليج – في نسخها الخمس ,إلا? دليلا” قاطعا” على ذلك التواطؤ – المبطن- ضد الشعب اليمني وثورته المباركة , لذا تعمل بقايا النظام في اليمن , على زعزعة الاستقرار الأمني والاقتصادي في البلاد , لإثبات إن البلاد لم تتأثر بغياب “الرئيس” , وإنها قادرة على إدارة البلاد بالحديد والنار, أو لإثبات أن “الرئيس” بخير وسيعود إلى اليمن , ليمارس مهامه الإجرامية – عفوا”- اقصد مهامه الرئاسية !!..
وقفة أخيرة ..
إن الواجب على الذين لا زالوا في صف النظام : أن يصطفوا في خندق الثورة , ويقطعوا أي علاقة لهم تربطهم بهذا النظام الإجرامي , وان يتبرءوا منه إلى يوم الدين , فلا ذمة لنظام يقتل شعبه بدم بارد , ويعمل على التفريط في السيادة الوطنية لليمن , وكأنها جزءا” من أملاكه الخاصة , وذلك نظير بقاءه في الحكم , ويستمر مسلسل قتل الشعب بالنار أو بالتجويع , وتنكمش المساحة الجغرافية لليمن , لصالح دول مجاورة , ونتيجة ذلك المسلسل الإجرامي والتفريطي , قد نستيقظ في يوم من الأيام – إذا ظل هذا النظام يحكم – فنجد أنفسنا قد أصبحنا من مواطني دولة أخرى , وتصبح اليمن في خبر: كانت هنا دولة اسمها اليمن !! ..