تقرير إسرائيلي: الثورات العربية لـم ت?ْفض? إلى تغيير ضد تل أبيب
عب?ر سفير إسرائيل السابق لدى القاهرة والخبير الاستراتيجي بـ«المركز الأورشليمي للدراسات السياسية والاستراتيجية» تسيفي مزائيل? في سياق دراسة له تحت عنوان «مصر وإسرائيل في ظل الثورة» عن قلقه بشأن مستقبل العلاقات بين القاهرة وتل أبيب? على ضوء التطورات الأخيرة في أعقاب كشف أجهزة الأمن المصرية النقاب عن قضية تجسس تورط فيها مواطن يحمل الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية? وقال إن الثورات العربية? التي اعتبرها «لم تفض? إلى شيء»? لم تغير شيئا?ٍ سواء بشأن إسرائيل أو شكل أنظمة الحكم في المنطقة.
واعتبر مزائيل في بداية تناوله العلاقات بين القاهرة وتل أبيب? أن قضية الجاسوس إيلان غرابيل من أخطر الملفات التي تواجه مستقبل العلاقات بين الجانبين? وأضاف «طالما كانت إسرائيل تحلم بأن تؤدي الثورة المصرية التي اندلعت إلى الحرية والديمقراطية? وأن يكون نتاجها قبول الدول الأخرى بما فيها إسرائيل? وضمان حقوق الإنسان وحرية الرأي والمساواة بين النساء والرجال? وضمان حقوق الأقليات القومية والدينية? لكن الآن يبدو أن الواقع مختلف? بل ويصيب من يتابعه بالصدمة وخيبة الأمل بعدما تبين أن شيئا?ٍ ما لم يتغير داخل الساحة السياسية أو في ما يتعلق بطرق التفكير المصرية».
وتساءل عن جدوى السرية في العلاقات مع مصر الثورة? إذا كان هناك بالفعل علاقات سلام بين الجانبين? إلا إذا كان ذلك لا يعني سوى وجود علاقات متوترة بينهما على خلفية عدد من القضايا? ومنها مسيرة السلام والمصالحة الفلسطينية وفتح معبر رفح? ودور حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المستقبلي? وتهريب الأسلحة من سيناء إلى غزة? وتهريب اللاجئين الأفارقة من مصر إلى إسرائيل? وقضية إمدادات الغاز لإسرائيل? وعددا?ٍ من القضايا الاقتصادية الأخرى ذات الصلة بالطرفين.
خلافات في مصر
وقال إن الثورة المصرية لاتزال ثابتة في مكانها ولم تراوحه ولا تسير في أي اتجاه? مؤكدا?ٍ أن هناك خلافات قوية في الرأي بين الجماعات التي شاركت في الثورة وبين الأحزاب العلمانية وبين الجيش? خصوصا?ٍ في ما يتعلق بالإعلان عن دستور جديد? وكذلك في ما يتعلق بالتباطؤ في محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك وأعوانه.
ودعا إلى الانتباه إلي الساحة السياسية الداخلية في مصر الثورة? مشيرا?ٍ إلى أن هناك بروزا?ٍ لصراعات قوية بين الأحزاب العلمانية وبين جماعة الإخوان المسلمين? لكن كل ذلك لا يعني سوى أن استمرار ذلك الوضع من شأنه أن تكون إسرائيل الضحية الوحيدة لما يحدث في مصر? وهو ما يعني تضرر العلاقات مستقبلا?ٍ بين الجانبين? حيث رأى أن التغير الأبرز هو أن هناك تناميا?ٍ للتيار المعادي لإسرائيل داخل الحياة السياسية في مصر? وهو الأمر الذي من شأنه أن يزيد من حدة التوتر بين الجانبين المصري والإسرائيلي.
الديمقراطية لم تتحقق
ثم استعرض مازئيل الرؤية الإسرائيلية إزاء تطورات الأحداث في المنطقة ومستقبلها في سياق المحور الثاني? الذي جاء تحت عنوان «الثورات العربية إلى أين? ولادة شرق أوسط جديد»? مشيرا?ٍ إلي أنه مازال يعتقد أن الديمقراطية لم تتحقق حتى الآن في أي من الدول العربية? وأن ما جرى ما هو إلا سقوط نظامي الحكم في كل من تونس ومصر? وهما النظامان اللذان كانا يعتبران حتى لحظة سقوطهما الأكثر ولاء?ٍ للغرب في المنطقة العربية.
انهيار اقتصادي
وقال إن الأمر لا يقف عند هذا الحد? بل يتعدى ذلك ويمتد من مجال السياسة إلى مجال الاقتصاد? حيث تشهد المنطقة الآن انهيارا?ٍ اقتصاديا?ٍ? كما يحدث في مصر وتونس? وأنهما يعتمدان على السياحة التي تضررت بشكل كبير غير مسبوق? فضلا?ٍ عن هروب الاستثمارات الأجنبية وتوقفها? بالإضافة إلى توقف عجلة الإنتاج في كثير من المصانع على خلفية توقف الواردات من المواد الأساسية المستخدمة في الصناعة? أما في بقية البلدان العربية فإن ما تشهده من أحداث عنف كان له تأثير مباشر في النشاط الاقتصادي فيها? وهو ما يعني أن معظم دول المنطقة على شفا أزمة اقتصادية حادة وشاملة. وتابع حديثه بالقول إن مواطني الدول العربية الذين ظلوا يحلمون ويتطلعون إلى تحسن ظروفهم المعيشية والتوجه نحو حياة ديمقراطية أفضل? وجدوا أنفسهم أمام وضع اقتصادي بالغ الخطورة أكثر مما كان عليه حالهم في عهد أنظمة الحكم السابقة? وهو الأمر الذي أدى إلى تنامي حالة الفوضى الاجتماعية والسياسية وأعمال العنف.
وتابع «الآن تستعر الحرب الأهلية في اليمن وليبيا? وفي سورية يتعامل الرئيس بشار الأسد بكل قسوة مع مواطنيه? في الوقت الذي لايزال فيه المجتمع الدولي مترددا?ٍ في التدخل? وذلك على خلفية عدم النجاح في إحراز أي شيء يذكر في ليبيا»? مشيرا?ٍ إلى أن السعودية هي الوحيدة التي مازالت باقية ومستقرة من دون أن يمسها أي شيء. وحذر من أن إسرائيل قد تجد نفسها فجأة في وضع معقد? خصوصا?ٍ في ظل تنامي التأثير الإيراني في المنطقة? وفي ظل تصاعد قوة جماعة الإخوان المسلمين التي بدأت تبرز قوتها داخل العديد من بلدان المنطقة العربية? معتبرا?ٍ أ