القوى الوطنية اليمنية إلى أين؟
بقلم/ د. علي حسن الخولاني
.
.
الضمانة الوحيدة للنصر هو استمرار التحالف الوطني ضد العدوان، سياسياً وإعلامياً وعسكرياً، تحالف تقوده الإرادة السياسية اليمنية الوطنية، فأي شرخ للتحالف بسبب الشكوك، أو بسبب الإشاعات، أو بسبب تدليس بعض القيادات المقربة من زعيمي الطرفين لأجل أن يكون هناك تراشق بالخطابات والبيانات أو بسبب صفقات قد تأتي من طرف العدوان أو جزء منه لهذا الطرف الوطني أو ذاك.
طبعاُ أي صفقة من هذه الصفقات إن وجدت لن تنجح، وسيكون صاحب الصفقة هو كبش الفداء الأول قبل شريكه الأخر في الدفاع عن الوطن، كون العربان يحقدون على اليمن حقد الإبل، فلا وجود للنية الحسنة في السياسة، فالعدوان اليوم مجروح جراء الهزيمة التي تلقاها مشروعه التآمري في اليمن وتورط في المستنقع اليمني، ورطة، أثرت على كل المجالات داخل بُلدانه العدوانية، سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الأمني أو على مستوى تماسك الأسر الحاكمة هناك، فالشعب اليمني وقواه الوطنية بصمودهم أدانوا العدوان وأحرجوه وفككوه، وجعلوه على قائمة من ينتهك حقوق الإنسان، وعلى قائمة من يرتكب مجازر الإبادة الجماعية، وجعلوا تناقضات وصراعات الدول المؤلفة له تخرج إلى العلن، سياسياً وإعلامياً وعسكرياً.
اليوم، من المفترض أن لا تكون السلطة غاية لأي طرف من أطراف التحالف الوطني، بل يجب أن تكون الغاية هي إخراج الشعب من معاناته التي سببها العدوان والسياسات الخاطئة قبل العدوان، وبالتالي على الأطراف الوطنية اليوم أن تكمل مشوارها في الدفاع عن الوطن، ثم الاحتكام إلى الصندوق بعد زوال هذا العدوان الهمجي وغير المبرر، غير ذلك، سنفقد تعاطف الرأي العام العربي والدولي الذي بدأ يتطور وينمو يوماً بعد يوم، ويشكل ضغطاً رهيباً، إنسانياً وأخلاقياً، وسياسياً، على دول العدوان.
أيضاً، استمرار المناكفات بين القوى الوطنية المقاومة للعدوان، والتي قد تتحول إلى اشتباكات مسلحة، قد تؤدي بمصير اليمن إلى الاقتتال لعشرين أو ثلاثين سنة قادمة، ولن نكون أفضل حالاً من الصومال الذي بدأ يتعافى من محنته ببطء وبخجل شديد بعد 25 سنة من الاقتتال والتناحر الداخلي. اليوم، الخوف كل الخوف أن تقدم القوى الوطنية، بغباء وبأنانية منقطعة النظير، للعدوان ومرتزقته، اليمن على طبق من ذهب، وما لم يستطع العدوان تحقيقه بالآلة العسكرية وبالحرب، خلال عامين ونصف، قد يحققه بالإشاعة وبزرع بذور الشك والفتنة بين المؤتمر والأنصار. لكن وفي المقابل، لا بد على العقلاء في اليمن ومن الطرفين تلافي الأمر فالخسارة ستكون فادحة.