حكايات مؤلمة في الذكرى الأولى لمجزرة مستشفى عبس بحجة
شهارة نت – استطلاع / خالد مسعد
عام كامل، يمر على المجزرة المروعة التي ارتكبها العدوان السعودي بحق مستسشفى عبس شمال محافظة حجة، الذي تديره منظمة أطباء بلا حدود والتي راح ضحيتها نحو خمسين من الشهداء والجرحى والمفقودين.
عام كامل ولازلت أوجاع هذه المجزرة تخيم على أبناء مديرية عبس والمديريات المجاورة، ولحظات الرعب والخوف تسكن دهاليزهم، فالفاجعة كانت كبيرة ومؤلمة جدا.
شهود عيان…
يتحدث عثمان صلاح، نائب مدير المستشفى، عن هذه الذكرى قائلا:
في مثل هذا اليوم من العام الماضي شن طيران العدوان غاره جوية على صالة الطوارئ بالمشفى، كانت الجثث بالعشرات والمصابين يصرخون من كل مكان
وتابع صلاح :بعد قصف المشفى واصابات الكثير من الاطباء لم نعد نعرف إين نسعف الجرحى…كنت قد خرجت من المشفى قبل الغاره بدقائق لكني رجعت لاسعاف الجرحى ،كنا نحول اسعافهم بجهود ذاتية على اعتبار أنه المرفق الصحي الوحيد بالمنطقة وليس هناك بديل والحديث لصلاح .
وتابع قائلا.. طاقم اطباء بلا حدود برغم الغاره والاشلاء والجثث والدخان إلا ان أغلبهم ظل يقدم الاسعافات الأولية للجرحى من بين الركام والدخان حتى ساعات متأخرة من الليل.
لحظات من الرعب..
لحظات من الرعب عاشتها مديرية عبس بمحافظة حجة ، لقد كانت عيوني الموتى ملتصقة بالجدران ورائحة الموت تفوح من كل الزوايا والحيطان ..
الامهات يصرخن في الازقة والبيوت والأباء يبحثون عن فلذتهم بين الجثث والاشلاء، كان سعيد الحظ هو من تعرف على قريبه أو ولده فيما العشرات من الضحايا تطايرات اشلائهم في المباني والحيطان ولم يتم التعرف عليهم حتى الآن.
مفقودين ..
خلفت هذه المجزرة عشرات المفقودين بينهم جثث لم يتم التعرف عليها وتم دفنهم بعد ذلك
اسماعيل بليهي احد أقارب الضحايا المفقودين، يتحدث لنا قائلا …
ابني عمي، موسى إبراهيم بليهي ،كان قد قام باسعاف قريب له للمستشفى ومع وصوله إلي الطوارئ قصف
الطيران المكان ، حاولنا بين المسعفين ان نبحث عنه ،،حصلنا على جثة صديقه الذي كان معه لكن ابن عمي لم نحصل عليه ،تطايرات اشلائه في المباني بما فيها تلفونه الذي أكد لنا رحيله، حيث قمنا بصلاة الغايب وبواجب العزاء .
لا يمكن أن تنسى..
كل شيء تدفنه رمال الزمن …إلا الحب والحرب .لذلك لا يمكن لأبناء عبس نسيان هذه المجزرة فالجرح كبير ومؤلم
و قبح العدوان السعودي لن يسقط بالتقادم او يمحى من ذاكرة التاريخ.
أهمية مستشفى عبس..
بعد ان عمد العدوان على قصف المرافق الصحية في
شمال اليمن لم يبقى سوى مستشفى عبس يستقبل الحالات حيث كانت منظمة أطباء بلا حدود هي من تديره
كان المستشفى يقدم خدمات جليلة للمرضى من مختلف المديريات الحدودية ،غير أن العدوان عمد إلي إيقاف تلك الخدمات، متناسيا أن المستشفيات ليس لها علاقة
بالحرب بل دار للرحمة ومداواة للجرحى..