معذرة الى ربكم ….
بقلم / حمير العزكي
عندما رفعنا شعار العدوان وحدنا ….
وبنينا على ذلك قناعاتنا وتوجهاتنا وحصرنا تفكيرنا في هذا الجانب دون غيره وقصرنا عقولنا ووعينا في هذا الاطار الضيق واعتبرناه القاسم المشترك الوحيد فيما بين ابناء الوطن المناهضين والمواجهين للعدوان ولم نفسح المجال أمام بقية القواسم المشتركة كالأرض والدين والهوية والمستقبل المشترك ….
لذلك رفعنا ميزان التقييم عندنا شئنا ذلك ام أبينا على أساس ماتقدمه الأطراف في مواجهة العدوان عسكريا وماديا متجاهلين الجانب السياسي والاجتماعي ، وهو الأمر الذي دفع بعض الاطراف لإثبات مكانتها وحجمها وثقلها في ذلك الميزان ولو حتى من خلال انتقاص مكانة وثقل وتضحيات بقية الأطراف ، مسخرة في ذلك خبرتها السياسية والاعلامية فحققت نجاحا ليس باللافت ولا بالخافي
وعندما تركنا مابعد العدوان للمجهول …..
وجعلنا التحالف مجرد سلاح من أسلحة المواجهة الموجهة الى العدوان وأذنابه ومجرد معالجة للأوضاع والآثار المترتبة على العدوان وكذلك مجرد حل دستوري لمشكلة سياسية ولم نحدد آفاق ولا أبعاد ولا ضوابط التحالف المستقبلية ولا مداه الزمني و أفقدنا التحالف بعده الاستراتيجي وهو المفتقد في ذاته للرؤية المستقبلية ، الأمر الذي جعله ليس أكثر من ضرورة حال وامر واقع مع الأخذ بعين الاعتبار أنها التجربة الاولى واليتيمة بين أطرافه المتحاربة في عهد خلا …..
ولذلك كانت فرص بناء الثقة صعبة جدا ولولا إرادة الحياة والصمود والمواجهة لما كتب لها البقاء والاستمرار شهرا كاملا ولاغرو ان يسكن التوجس والريبة والحذر البالغ كل التحركات مع مراعاة الانتباه والاعداد للخطوات الاستباقية المتوقعة من أي الاطراف تجاه الاخر .
وبالتالي فماذكرناه ءآنفا يعتبر كافيا بل ومحفزا لخلق أجواء مشحونة بالقلق والتحفظ وإفراز حالة من التوتر والحساسية لطالما ظلت الاطراف المتحالفة تحاول اخفاءها والتقليل من حجمها رسميا ولم تنجح في كبح جماح آثارها الاعلامية والجماهيرية حتى صارت تلك الآثار تنعكس على خطوات وخطابات الساسة وأصبحت الشراكة المبنية على أساس التحالف عبءا ثقيلا على بعض الاطراف على خلاف ماكان مؤملا منها .
وأخيرا لابد من دراسة مستقبل التحالف على أسس اوسع وأشمل من مواجهة العدوان فقط ووضع رؤية استراتيجية واضحة المعالم والاستحقاقات لكل اطراف هذا التحالف الوطني حتى الآن .
لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ