بعثة الإتحاد الأوربي لدى اليمن تلتقي بالرئيسين الصماد وصالح
شهارة نت – صنعاء :
شهدت العاصمة صنعاء، امس الثلاثاء، لقاءات جمعت رئيسة بعثة الإتحاد الأوربي لدى اليمن ماريا أنتونيا كالفو، ونائب رئيس البعثة كازا رامون مع كلا من صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح كلا على حده .
وقد رحب رئيس المجلس السياسي الأعلى برئيسة بعثة الإتحاد الأوربي لدى بلادنا ونائب رئيس البعثة .. مشيرا إلى النتائج المبشرة لهذه الزيارة وزيارة مدراء المنظمات الإنسانية في الأمم المتحدة ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر مؤخرا إلى بلادنا والآثار السلبية جراء تعليق عمل السفارات والبعثات الدبلوماسية لأعمالها بشكل مؤقت منذ أكثر عامين لأغراض سياسية.
وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى الإستعداد للسلام والعمل من أجله والإستمرار في التعامل بجدية ومسئولية مع أي مبادرة تصب في سياق تحقيق السلام وأن تكون أي جهود دولية حقيقية وفاعلة وأن لا تتخذ مسار عمل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة التي إما تعمل على ذر الرماد في العيون أو سحب عملية السلام إلى تفاصيل جانبية بعيدة عن تحقيق السلام وتستمر في تضييع الوقت ومفاقمة الأوضاع .
ولفت إلى أهمية إسهام الإتحاد الأوربي بدوله المؤثرة في مجلس الأمن على أن تقوم الأمم المتحدة بدورها بشكل إيجابي وبناء ومتحرر من الضغوط .
وأشار الأخ صالح الصماد إلى وصول العدوان والحصار زمنيا إلى ثلاثين شهرا وما إرتكبه العدوان السعودي الأمريكي من جرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين والتي طالت حتى صالات العزاء للرجال والنساء والمدارس والمستشفيات كما حصل مع أطباء بلا حدود وقصف الأعيان المدنية بالقنابل الموجهة وعبر طائرات الf15J،و f16 واستخدام الأسلحة المحرمة وتجاوز كل الخطوط الحمراء في تاريخ الحروب وإعلان محافظات بأكملها مناطق عمليات عسكرية كما حصل لصعدة وحجه .
وتناول الآثار الكارثية للحصار الجوي والبري والبحري ومعاناة عشرات الآلاف من اليمنيين جراء توقف خدمات الطيران وتقطع السبل بهم في مطارات ودول العالم في ظروف غير إنسانية وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع.
وعبر رئيس المجلس السياسي الأعلى عن أمله في أن يُسمع الإتحاد الأوربي العالم صوت اليمن وما تعاني منه واستعدادها الدائم للسلام وما قدمته من تجاوبات دائمة في الجولات الماراثونية للحوارات منذ إنطلاقها في سويسرا وصولا إلى الكويت وغيرها .. لافتا إلى من المعول على الإتحاد الأوروبي العمل على تخفيف معاناة الشعب اليمني وما يعانيه خاصة أبناء المحافظات الجنوبية جراء إنتشار القاعدة وداعش المدعومة من دول تحالف العدوان على اليمن والفار هادي.
كما ألتقى رئيس الجمهورية الأسبق رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح اليوم، رئيسة بعثة الإتحاد الأوروبي لدى بلادنا ماريا انتونيا التي تزور اليمن حاليا للاطلاع على الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها الشعب اليمني جراء العدوان والحصار.
وجرى خلال اللقاء استعراض العديد من القضايا وضرورة بذل الجهود من أجل إيقاف العدوان على اليمن والضغط من قِبل الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار مُلزم بإيقاف العدوان.
وفي اللقاء عبر رئيس الجمهورية الأسبق عن آمله في أن تمكن هذه الزيارة رئيسة البعثة من الوقوف عن قرب على النتائج الكارثية للعدوان على اليمن الذي ليس له أي مبرّر أو مسوّغ قانوني أو أخلاقي، وكذا حقيقة معاناة اليمنيين جراء تفشّي الأوبئة وفي مقدمتها وباء الكوليرا والسحايا وحمى الضنك، وشبح المجاعة التي تهدّد غالبية السكان والتي ستكون الأكبر كارثية وسوءاً على مستوى العالم.
وأشار إلى أن اليمنيين مهما اختلفوا فإنهم الأقدر على حل مشاكلهم بأنفسهم، بعيداً عن أي تدخّل خارجي.
وأكد أن اليمن يتعرّض لعدوان خارجي، وحصار جائر، وإصرار على إشعال الفتن والحروب الداخلية وتمويلها بالمال والسلاح، إلى جانب دعم وتمكين التنظيمات الإرهابية من السيطرة على كثير من المناطق وممارسة أعمال العنف والإرهاب فيها، بهدف تحويل اليمن إلى بؤرة للإرهاب سيستعصي القضاء عليها فيما لو استمرت دول العدوان في تمويله ودعمه بالمال والسلاح، في الوقت الذي تدّعي فيه أنها ضد الإرهاب.
كما عبر عن أمله في دول الإتحاد الأوروبي التي عانت من الإرهاب أن يكون لها موقف حازم لإرغام دول العدوان وبالذات السعودية بالكف عن دعم وتشجيع الإرهاب.
وقال” من الضروري أن يكون واضحاً بأن قرار وقف العدوان والحرب ليس بيد اليمنيين وإنما بيد من يقومون بالعدوان وبالذات السعودية وأمريكا، وأنه في حال توقف العدوان سيتمكن اليمنيون من الحوار فيما بينهم والوصول إلى حلول مُرضية للجميع”.
وأضاف” بقدر رفضنا للعدوان وإستعداد الشعب اليمني للتصدّي له ومواجهته، فإننا ننشد السلام، لأننا دُعاة سلام وليس لنا هدف سوى السلام، والشعب اليمني يرفض الإستسلام أو الخنوع أو الإملاءات مهما تحمّل من التضحيات”.
وأشار إلى أنه سبق وأن قدّم المؤتمر الشعبي العام وحلفائه -وهو شخصياً- عِدّة مبادرات لإيقاف العدوان وإحلال السلام, وآخرها مبادرة قُدّمت للولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الإتحادية، وأُحيطت بها علماً الأمم المتحدة، وأخيراً المبادرة التي قدّمها مجلس النواب السلطة التشريعية في البلاد، والتي يمكن للإتحاد الأوروبي الإستفادة منها جميعاً في جهوده المطلوب القيام بها من أجل إنهاء معاناة اليمنيين وإيقاف العدوان عليهم من نواحي إنسانية.
وثمّن عالياً جهود السفيرة ماريا انتونا ونائبها ريمون بليكوا وتعاطفهما مع الشعب اليمني، وإصرارهما على القيام بهذه الزيارة، خاصة وأن اليمنيين يعلّقون آمالاً كبيرة على الإتحاد الأوروبي الذي لاشك أن نتائج هذه الزيارة ستمكّن الإتحاد من معرفة طبيعة الأوضاع على حقيقتها وستجعله يتحرّك بشكل أكثر فاعلية وإيجابية ويمارس الضغط على السعودية من خلال الأمم المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، لتكف عن غطرستها وتجبّرها على الشعب اليمني المسالم.
وأوضح رئيس المؤتمر الشعبي العام أنه لا توجد أي خلافات أو مشاكل لليمن مع الآخرين وبالذات مع الأشقاء في الأردن أو مصر أو السودان، أو الكويت والسعودية والإمارات، أو مع قطر أو جيبوتي وإرتيريا والسنغال حتى يتحالفوا على اليمن بهذه الوحشية التي لا تنم إلّا عن حقد دفين ونزعة إنتقام من الشعب اليمني الذي يكنْ لهم كل الإحترام والتقدير.
ولفت إلى أن تبرير النظام السعودي ومن تحالف معه في عدوانهم على اليمن أرضاً وإنساناً تحت مبرّر إعادة الشرعية تبرير خاطئ وغير منطقي.. وقال ” من يدّعي الشرعية انتهت شرعيته في 21فبراير 2014م، وحتى لو افترضنا أن ما سُمّي بمؤتمر حوار موفنبيك قد مدّد له سنة أخرى، فقد انتهت تلك الشرعية يوم 21 فبراير 2015م وهو اليوم الذي ترك هادي السلطة وفرّ هارباً من العاصمة صنعاء واتخذ النظام السعودي من هادي ومن معه مطيّة للعدوان”.
وفي اللقاء قدم رئيس الجمهورية الأسبق لرئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي ونائبها ثلاث صور لنماذج من ضحايا العدوان البربري.. وقال “هذه من ضحايا العدوان بمديرية أرحب بمحافظة صنعاء وهذا طفل بصعدة آخر ضحية من أربعة أيام وهذه الفتاة بمديرية نهم، هذا نموذج لآلاف ضحايا جرائم العدوان “.
وأضاف” نحن نخاطب الإنسانية في العالم الذي يتحدث عن الإنسانية، أين الإنسانية من قتل الأطفال والنساء”.
من جانبها أكدت رئيسية بعثة الإتحاد الأوربي أن دول الإتحاد تؤمن بالحل السياسي وعدم وجود حل عسكري في اليمن وأن الأوضاع الإنسانية قد وصلت إلى درجة عالية من المأساوية دفعت دول الإتحاد الأوربي إلى تبني برنامج ثلاثي المحاور يسهم في الحد من تدهور الأوضاع الإنسانية وإطلاق برامج ومبادرات تنموية للحفاظ على الآثار وترميم ما طاله التدمير منها والإسهام في تنمية اقتصاد الأسرة اليمنية والمشاريع الصغيرة والعمل على تحقيق الحوار الكامل والفاعل، وتطوير القدرات الأمنية.
وأعربت كالفو عن التقدير العالي لدول الإتحاد للتجاوب الدائم للمؤتمر الشعبي العام وحركة أنصار الله مع مبادرات الحوار، وأهمية أن تتجاوب الأطراف الأخرى مع مبادرات الحوار البناء والفاعل ليتحقق السلام للشعب اليمني وينال اليمن ما يستحقه .
وأشارت إلى أهمية إعادة فتح مطار صنعاء الدولي الذي يضر إستمرار إغلاقه بمصالح الشعب اليمني وأعمال وبرامج المنظمات الدولية وأعمالها في الجانب الإنساني .. مؤكدة أن إعاقة وصول الرواتب إلى العاملين يزيد من حجم المعاناة الإنسانية ويزيد من إنتشار الأوبئة والأمراض ويتسبب في زيادة عدد الوفيات من الأطفال والنساء .
وأكدت رئيسة بعثة الإتحاد الأوروبي خطورة إستهداف ميناء الحديدة وإداك دول الإتحاد الأوربي لذلك وحرصها على عدم استهدافه .. موضحة توجه دول الإتحاد وعملها على زيادة دعم البرامج الإنسانية ومساعدة الشعب اليمني ومتابعة الأوضاع وإنتهاكات حقوق الإنسان وعدم التعرض للمساعدات ومنع دخولها إلى اليمن وضمان وصولها إلى مستحقيها وبما يخدم تقدم عملية السلام وإحلاله في اليمن .