المحررون اللبنانيون يعودون إلى المقاومة بعد طيّ صفحة النصرة في بلادهم
شهارة نت – بيروت :
بالأهازيج والورود استقبل اللبنانيون على اختلاف طوائفهم، المقاومون المحررون من تنظيم “جبهة النصرة ـ فرع القاعدة في سوريا”، قرب الحدود السورية اللبنانية وتحديداً في القاع التي شهدت في وقت سابق تفجيرات إرهابية.
وجرت عملية تبادل أسرى المقاومة بمسلحي جبهة النصرة على دفعات حيث دخلت قوافل تقل مسلحين للنصرة وعائلاتهم إلى مناطق سيطرة التنظيم بموجب اتفاق تطهير جرود عرسال، ونشر الإعلام الحربي المركزي التابع لـ “حزب الله” اللبناني مقطع فيديو لعبور قافلة ضخمة مؤلفة من عشرات الحافلات وهي تقل مسلحي “جبهة النصرة” وعائلاتهم خلال مغادرتهم منطقة عرسال بلبنان.
و نظم أهالي البلدة والبقاع الشمالي والهرمل استقبالاً حاشداً لهم، على بعد خمسين متراً من مكان التفجيرات الإرهابية التي استهدفت القاع عام 2016، ذلك بعد عبور الحدود اللبنانية السورية قرب مركز أمن عام القاع الحدودي.
وفي أول كلمة لهم بعد التحرير أكد المقاومون أنه لم يكن لديهم شك بأن المقاومة الإسلامية ستتمكن بفضل الله من تحريرهم وتوجه بالشكر لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وللرئيس السوري بشار الأسد وللجيش العربي السوري كما توجه بالشكر للجمهورية الإسلامية في إيران لدورها في محاربة الإرهاب في المنطقة، وأكد المقاومون عزمهم العودة إلى ميدان القتال للوقوف إلى جانب مجاهدي المقاومة في دحر الإرهاب عن لبنان.
وقد انتقل المقاومون المحررون عبر قرى البقاع نحو قراهم الجنوبية، فيما انتقل موكب المقاوم المحرر حسن نزيه طه من بلدة القاع إلى مسقط رأسه في مدينة الهرمل، وسط استقبالهم من قبل أهالي هذه القرى بالاحتفالات ونحر الخراف
وشارك في الاستقبال الرسمي للمحررين الخمسة، وهم حسن نزيه طه، محمد مهدي هاني شعيب، موسى محمد كوراني، محمد جواد علي ياسين وأحمد مزهر، رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد أبراهيم أمين السيد، ومدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس أبراهيم ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا، ونواب المنطقة.
من جانبه أكد مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس أبراهيم، فيما يتلعق بتحرير أسرى الجيش لدى تنظيم داعش الإرهابي وقال نحن لن نتفاوض مع أحد قبل أن نعرف مصير العسكريين.
بدوره توجه مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا بالتحية إلى الشهداء وعوائلهم والجرحى وعوائلهم والأسرى وعوائلهم، كما وجه الحاج وفيق صفا الشكر لرئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون وشكر الرئيس السوري بشار الأسد والجيش العربي السوري.
إلى ذلك شدّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد على أنه “لا مكان للإرهاب في لبنان بفضل تضحيات شهداء المقاومة ومجاهديها وأسراها الذين دكّوا معاقل الإرهابيين الذين زرعوا التفجيرات في لبنان“.
وأعلنت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية عن انتهاء عملية تنظيف جرود عرسال اللبنانية وجرود فليطة في القلمون الغربي من الإرهاب وطي صفحة جبهة النصرة من لبنان بشكل كامل، وجاء في بيان صادر عن غرفة عمليات المقاومة أنه “تم تحقيق كل الأهداف المرسومة للعملية منذ بدايتها، فتحررت جرود عرسال اللبنانية وجرود فليطة السورية“، وأضاف أنّ وجود جبهة النصرة انتهى في كامل الحدود اللبنانية، وجرى تطهير المنطقة من فرع تنظيم القاعدة.
وفي وقت بيّن فيه بيان المقاومة أنّ تحرير الجرود “أزال كامل التهديد العسكري للتنظيم الإرهابي عن الحدود الشرقية للبنان واجتث قاعدته الأساسية التي أطلقت من خلالها سياراته المفخخة وانتحاريوه إلى العمق اللبناني” ، وختم البيان بالقول “جاهزون دائماً لتنفيذ أي مهمة يطلبها الأمين العام في مواجهة ما تبقى من تهديد إرهابي تكفيري“.
ومع انقشاع غبار الحافلات التي أقلت إرهابي النصرة وعوائلهم من لبنان إلى محافظة ادلب السورية، بدأت الصورة أكثر وضوح، واتجهت البوصلة نحو اتمام القضاء على الإرهاب التكفيري وطي صفحة إمارة داعش في جرود رأس بعلبك والقاع، خاصة بعد الاجماع اللبناني الكبير الذي حظيت به المقاومة في حربها مع جبهة النصرة وتهيئة المناخ لإرساء وتجديد ثقة اللبنانيين على اختلاف مشاربهم بمقاومتهم كونها إلى جانب الجيش اللبناني الأمل في الحفاظ على لبنان وابعاده عن شبح الفوضى والإرهاب، وبهذا يكون أمام عناصر تنظيم داعش الإرهابي خيارين لاثالث لهما، أما تكرار منظر الحافلات أو تسهيل مهمة مجاهدي المقاومة واختيار المكان الذي يريدون أن يدفنوا فيه سلفاً.