التهدئة المقصودة…
كلنا يحلم بالأمن والأمان ? وبأن يحل السلام كل ربوع وطننا الحبيب من أقصاه إلى أقصاه ? لا سيما بعد هذه الفترة العصيبة التي مر بها الوطن والتي امتدت لما يبروا على الخمسة أشهر ? عانى فيها المواطنون الأم?رين ? وذاقوا من الخوف وانعدام السكينة وفقدان الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء ومشتقات بترولية ? وهو ما أدى إلى توقف حركة الحياة التي كانت طبيعية إلى ما قبل فبراير الماضي .
لعل الهدوء الذي هو حاصل الآن في اليمن اسعد الكثيرين خصوصا أولئك الحالمون بأن تعود حياتهم إلى سابق عهدها عندما كان أطفالهم يتعلمون في المدارس ? ويلعبون في الحدائق ? ويمرحون في الأزقة والحارات ? وان مرضوا يتداوون بأمان في المستوصفات والمستشفيات . لكن السؤال إلي غاب عن الكل ? ويبدوا أن وجوده بحد ذاته يجلب الخوف ? والسؤال هو لماذا التهدئة الموجودة على الساحة الآن ? هل هو الهدوء الذي يسبق العاصفة كما يقولون لا سمح الله ? أم هي تهدئة مقصودة ومفتعلة ? .. كل تلك الأسئلة يفترض أن تطرح نفسها بنفسها ? كون ما حصل في الأشهر الماضية من غليان البركان الذي تعدى حدود العقل لا يمكن أن يفهم خبوت حممه إلا بتفسيرات منطقية ? مع انه ليس للمنطق وجود أصلا في كل ما حدث ويحدث وسيحدث لا قدر الله . إن من عاصر الأزمة السياسية التي عصفت باليمن بما يسمى ( بالربيع العربي) وإذا به ينقلب لدينا ليصبح (الصيف العربي) يدرك أنها لن تهدأ فجأة هكذا وإلا لماذا اصطنعت هذه الأزمة منذ البداية ? بعد أن تم ضرب أو تفجير أو تفخيخ – مسجد النهدين – وبه رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح حفظه الله وشفاه وأنار بصيرته وهداه ? هو وكبار قادة الدولة ? وما مثله ذلك من عمل إجرامي غادر وجبان ? جس?د امتهان بيوت الله وأولياء أمور المسلمين من قبل البعض ? إن من عايش كل تلك الأحدث سيدرك بلا ريب أن مدبرها وفاعلها والمعين عليها لن يرضوا لهذا الوطن أن ينعم بالأمن من جديد ? ولعل هذا ما جعلنا نسأل جميع تلك الأسئلة الملحة التي تبحث عن إجابة ? كبحث الأرض الجدباء عن الماء في اعز الحر .
منطقيا وليس هذا – ما نتمناه – أن تزيد الأمور سوء?ٍ بعد محاولة اغتيال الأخ الرئيس ? كون من ي?ْقدم على مثل هذا الفعل المرو?ع لن يتوانى إطلاقا أن ينفذ ما دونه من أعمال إجرامية ? كون قتل ولي الأمر هو اشد الفتن باتفاق الكل ? لما ينتج عنه من تفكك للدول واستباحة للحرمات وما بعد أن تستباح حرمات بيوت الله بمن فيها من مصلين يؤدون الصلاة وهو ساجدون ? ولكن ما حصل بعد هذا الاعتداء جاء مغايرا لمنطق الإحداث جرت في السابق .
ولعل من الإجابات المفترضة إصرار تلك الجهات على التهدئة المقصودة طيلة تواجد الأخ الرئيس للعلاج في الخارج حتى يوصلوا رسالتهم المغلوطة للعالم بأن من كان يقف وراء تلك الأحداث هو الرئيس وليس غيره ? ودليلهم بأن الأوضاع هدئت بغيابه ? والصحيح أن الأوضاع ه?ْدئت باتفاق الشركاء لإلصاق ذلك الأمر بالأخ الرئيس ? ولكن ما يدحض ذلك زعمهم المستمر بأن من يسمك بزمام قيادة الدولة هو أولاد الرئيس وأقربائه ? وهنا أوقعوا أنفسهم في الفخ من حيث لا يشعرون ? فهم يقرون بأن التهدئة ناتجة عن خروج الرئيس وفي ذات الوقت يقولون بأن أولاده هم يقودون البلد ? إذا فالنتيجة المنطقية على حسب معطياتهم أن الرئيس ومن معه هم فعلا من يجنحون للسلم ? والدليل انه لم تحدث أعمال انتقامية وفق وصية الأخ الرئيس لما حدث بمسجد النهدين ? لكن برجوع الأخ الرئيس مباشرة – ستعود ريمة لعادتها القديمة – وسيفعل أكثر مما ف?ْعل من قبل حتى يؤكدوا للكل أن الرئيس خلف كل شيئ ? لو كان الرئيس دمويا لن يجد فرصة أفضل من محاولة اغتياله لينتقم من ينتقمون من الوطن .
ويبقى افتراض مهم أيضا لا يمكن إغفاله حتى يكون التصور منطقيا لكل الأطراف ? والمتمثل في أن هناك من يعمل ضد توجيهات الأخ الرئيس ممن هم حوله ? أو من الذين يوهمونه بالولاء المطلق لتنفيذ أهداف خاصة بهم ولمصلحة غيرهم ممن تتنافى مصالحهم مع توجه الأخ الرئيس بتنفيذ برنامجه الانتخابي ? لان في تنفيذ ذلك البرنامج الخسران المبين لقلة من الذين لا يرضيهم أن يكون الوطن آمنا وموحدا ومستقرا . في الأشهر الماضية شن البعض أبشع الهجمات ضد رجال الأمن سواء كانت لفظية أو جسدية ? ونعتهم بالبلاطجة والمرتزقة ? فهل اخذ الأخ الرئيس كل هؤلاء في رحلته العلاجية أم أنهم هم من يحمون الوطن اليوم في مختلف الميادين ? وهم من يقدمون أرواحهم الغالية رخيصة من اجل وحدة وامن واستقرار الوطن ? ومع هذا نجد من يوجه السلاح إلى صدورهم في خيانة واضحة لحماة الوطن .
وقف مهمة تناسينا جميعا أو أجبرتنا الأحداث الجارية في العالم العربي على تذكر حادثة الإسراء والمعراج على صاحبها واله وصحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ? وليس هذا صدفة بل أمر مخطط له ? فالمخطط يهدف إلى تناسي المسجد الأقصى القضية المحورية للمسلمين ? وهذا ما هو حاصل فعلا ? فمن منا تذكر الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ? ومن منا هنئ الفلسطي