خارطة طريق الثورة
أهم خطوة ..
ها نحن قد اقتربنا كثيرا” من تحقيق حلمنا الكبير وأملنا المنشود , بقيام دولتنا المدنية -الديمقراطية- الحديثة على أنقاض الدولة – الأسرية- الاستبدادية , بمعنى أننا قاب قوسين أو أدنى من الانتقال السلمي للسلطة , وتشكيل ” المجلس الوطني الانتقالي” الذي دعت إليه الثورة السلمية , تحقيقا” للهدف الثوري الثاني , وهذه الخطوة تعتبر أهم مراحل تحقيق أهداف الثورة , بعد مرحلة رحيل ” الرئيس” الاضطراري ..
وحدة الموقف ..
هذه المرحلة الحرجة تتطلب مزيدا” من التصعيد الثوري – السلمي على كافة المستويات , وضرورة التفاف كافة مكونات الشعب إلى جانب الثورة , وتوحيد الموقف الثوري في مواجهة التعنت والصلف العسكري لفلول النظام البائد , فكلما كانت كلمة الثوار واحدة وحركتهم الثورية واحدة , كان استسلام هذه الفلول واستجابتها للضغط الثوري , بالتالي توفير المناخ السياسي الملائم لممارسة الرئيس – المؤقت – لمهامه الدستورية وتهيئة الظروف السياسية , للنقل السلمي للسلطة بقيادة “المجلس الوطني الانتقالي” الذي سيدير المرحلة الانتقالية بكل أهلية واقتدار , بالتالي تجنيب اليمن المخاطر المحدقة – التجزئة والاقتتال – من قبل أعدائه المتربصين به ..
أبجديات الثورة ..
وتظل هناك تهديدات داخلية- نيران صديقة- تحاول جر الثورة إلى مربع العنف وتعريض حياة الثوار للخطر وهذا يتطلب من قيادة الثورة التنبه واليقظة واخذ الحيطة والحذر من هؤلاء – المتهورون – الذين يستعجلون قطف الثمرة ويرتكبون الحماقات ويضنون أنهم يحسنون صنعا”, وهذا الصنف من الشباب ربما يعذرون , كونهم لا يملكون الخبرة الكافية في فهم أبجديات العمل الثوري – السلمي , بالتالي يقعون فريسة سهلة لأعداء الثورة , لذا فالواجب الذي تتطلبه هذه المرحلة الحرجة , هو رسم خارطة طريق تستوعبها كل مكونات العمل الثوري , لتكون الثورة في حصن منيع , يجنبها تلك الأخطاء الجسيمة والمزالق الخطيرة ..
وقفة أخيرة ..
إن المرحلة القادمة اخطر المراحل على الثورة , وتحتاج إلى مزيد من بذل الجهد الثوري – السلمي , والعمل على تامين صفوف الثورة , وسد جميع الثغرات المفتوحة في جسم الثورة , وان احتفالنا برحيل “الرئيس” ومسارعة بعض الثوار إلى جني الثمار قبل نضوجها , لا ينسينا هذه المخاطر الحقيقية , وإلا وقعنا في الخطأ الفادح الذي وقع فيه بعض صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- عندما تركوا مواقعهم العسكرية في جبل احد , وراحوا يلهثون وراء الغنائم الدنيوية , فكانت الطامة الكبرى , بان خسر المسلمون نكهة النصر في معركتهم المقدسة مع الأعداء ..
فيا إخواني الثوار: لا تبرحوا ساحات الاعتصام , ولا تتعجلوا النصر , وسيروا وفق خارطة طريق الثورة السلمية !! ..