الفتنة وأزمة المعارضة السياسية تمنحان الدكتوراه للمعلمي والمغبشي من جامعة الجزائر
الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها أو كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ? والفتن المحدقة بعالمنا العربي والإسلامي كثيرة ومتشعبة واستفحل امرها خلال هذه الأشهر الأخيرة ? والتي غدت شرا مستطيرا يكاد يفتك بتماسك ونظام وقيم وأمان الأمة بأسرها ? ولان موضوعا كهذا هو موضوع العصر وما يدور الحديث عنه من حولنا في الوقت الراهن فقد تم التطرق إليها والى مسبباتها وآثارها وعلاجها في ضوء القرآن الكريم في أطروحة دكتوراه للباحث القاضي حسن محمد المعلمي والذي منحته جامعة الجزائر 1 درجة الدكتوراه في الفكر عن أطروحته الموسومة بـ (الفتنة في القرآن)? بكلية الشريعة بالخروبة وفي مناقشة شيقة اجتذبت عقول وأسماع الحاضرين الذين ملؤا القاعة نظرا لارتباط الموضوع بالفتن التي نعيشها وأضحت تؤثر علينا من جميع الاتجاهات ونظرا للحب الكبير الذي يحظى به الباحث كونه وهب نفسه طوال فترة تواجده بالجزائر للقيام على مصالح الطلاب مهما كانت انتماءاتهم أو اختصاصاتهم وهذا ما لمسته الكاتب شخصيا منه? وقد تناول الباحث التعريف بالفتنة في اللغة والاصطلاح وكذا سرد نماذج و أنواع الفتن وهي:
1- الفتن العقدية وقد شرح أضرارها لاسيما فتنة التكفير والتبديع? 2-الفتن الفكرية
وتمثلت في فتنة الفهم والوهم والغلو والتأويل الفاسد?
3- الفتن المالية وتمثلت في التجارة والمعاملات الربوية سواء في المصارف أو غيرها?
4- الفتن الاجتماعية وتمثلت في أخطار الثأر والتعصب للقبيلة واللغة واللهجات? وكذا فتنة النساء والأبناء?
5- الفتن السياسية وتمثلت في فتنة الرئاسة في الحكم موضحا?ٍ أثر الاستبداد السياسي في انهيار مقومات الأمة والشعوب? والتبعية للجهات الخارجية? وكذا فتنة الجماعات الإسلامية والأحزاب?
6- فتنة العولمة وتمثلت في القنوات الفضائية والانترنت ووسائل الترفيه والمسرح والسينما والأندية الرياضية? وقد تطرق
الباحث إلى خطر بعض الانقلابات العسكرية التي تدخل الشعوب في خندق الدماء والدمار? كما شرح الباحث آثار وأخطار الحروب ومدى دورها في إقلاق السكينة العامة و إحداث اضطرابات في البنية الاقتصادية والاجتماعية وإدخال الشعوب في دوامة العنف والإرهاب? وقد بين الباحث عواقب الانخراط في الجماعات الإرهابية التي تسفك الدماء البريئة و تهلك الحرث والنسل? وتدمر المقومات الاقتصادية والخدمية.
وقد ختم الباحث بالحديث عن تغليب المصلحة العامة واعتزال الفتن? والاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم? موصيا?ٍ بضرورة اتخاذ الأسباب من خلال الحوار المأمور به شرعا?ٍ حفاظا?ٍ على النفس والعرض والعقل? وإفساح مجالات الحريات العامة والعدل والمساواة.
هذا وتكونت لجنة المناقشة من: أ.د/ شافية صديق رئيسة? أ.د/ محمد در??ِاجي مشرفا?ٍ ومقررا?ٍ? أ.د/ محمد الأمين بلغيث عضوا?ٍ? أ.د/ محمد خالد اسطنبولي عضوا?ٍ? أ.د/ بوبكر حفيظي عضوا?ٍ? د/ سهام مادن عضوة? وقد كانت المناقشة التي استمرت أربع ساعات ونصف شديدة من حيث اختلاف وجهات النظر في القضايا السياسية والفكرية لاسيما وقد تطرقت إلى الأحداث التي تمر بها بعض البلدان العربية والقضايا الدولية المعاصرة.
وقد أشادت اللجنة بقيمة الأطروحة علميا?ٍ وبأسلوب الباحث من حيث فصاحة اللغة والطرح العلمي المحايد لكثير من القضايا المعاصرة? كما أسدت للباحث الملاحظات والتصويبات التي رأتها اللجنة? وبعد المداولة السرية منحت الباحث درجة الدكتوراه في اللغة والفكر الإسلامي بدرجة مشرف جدا?ٍ وهي أعلى تقدير يمنح في جامعات الجزائر.
هذا وقد حضر جلسة المناقشة بعض أعضاء البعثة الدبلوماسية والباحثين اليمنيين والأجانب وأساتذة في جامعة الجزائر.
من جهة ثانية وفي الموضوع لا يقل أهمية عن الموضوع الأول والمتمثل في الأزمات السياسية التي تحيط بالدول العربية وتحديدا في قدرة المعارضة الموجودة في هذه الدول على الاستجابة لمعطيات وتطورات العصر الحديث التي لم يعد سمح على أن يكون الحكم مرتكزا على التسلط والاستبداد من جهة السلطة أو التخندق في جانب معارضة الحكومات بالنسبة للأحزاب المعارضة ? وفي هذا السياق منحت جامعة الجزائر 1 درجة الدكتوراه في الحقوق فرع القانون العام للباحث عبد الحكيم عبد الجليل المغبشي عن أطروحته الموسومة بـ( أزمة المعارضة في النظم السياسة المعاصرة)والتي تمت مناقشتها يوم الخميس23/6/2011 بكلية الحقوق ببن عكنون? ولان الموضوع له بالواقع المعاش ارتباطا كبيرا فقد اخذ اهتمام الحاضرين ? وقد ركزت المناقشة على العنف أصبح مظهرا من مظاهر التخلف التي تتمترس خلفه الأحزاب السياسة ? في حين تبتعد هذه الأحزاب كل البعد عن العلم ومنه علم إدارة الأزمات السياسية ن ونوهت إلى أن امتلاك المعرضة للعلم شيئ مهم لأنه مهما يتفنن البعض في استخدام العنف بأنواعه المختلفة فلن تنجح مساعيه ما لم تقترن بالعلم المنافي للعنف ? وأوضح الباحث المغبشي إلى انه ومن خلال أطروحته هذه قد تنبأ بما هو حاصل من ما تسمى
ب(الثورات)وقد ضمنها بحثه قبل