للفساد كن مكافحاً لا مدافعاً
بقلم / عبدالله الدومري العامري
محاربة الفساد والفاسدين لا تقل أهمية وخطورة عن محاربة العدوان السعوأمريكي ومواجهتة بل أنهما وجهان لعملة واحدة ، وبالتأكيد فإن مكافحة الفساد مسؤولية وطنية ودينية ومسؤولية مجتمعية ، إذا لم يكن هناك مشاركة وتعاون مجتمعي في مكافحة الفساد والقضاء علية فإن الفساد لن ينتهي وسيزداد تفشياً وإنتشاراً .
أعمل على تقييم نفسك بنفسك وستجد النتيجة هي إننا أصبحنا نتفاعل مع ما ينشرة الفاسدين من منشورات زائفة وكاذبة تبرر فسادهم أو تعمل على تشويه من فضحوا فسادهم ، بينما نتعمد في تشكيك وتهميش وتقزيم ملفات الفساد التي تنشرها الأجهزة الرقابية وعلى رأسها اللجنة الرقابية العليا ( الرقابة الشعبية ) بالوثائق والدلائل الثابتة التي تثبت إدانة الفاسد بإرتكابة جريمة فساد ، ونتعامل مع هذه الوثائق وكأنها إستهداف شخصي لشخص ما أو لحزب ما ، إعلموا ان هناك كم من وسيلةٍ إعلاميةٍ يديرها الفاسدون أو أذنابهم، ويشرف عليها الفاسدين أنفسهم ، هذه الوسائل الإعلامية مهمتها التغطية عن فساد الفاسدين والدفاع عنهم وتوفر لهم الغطاء لممارسة فسادهم، وإضهار صورة الفاسد وكأنة شريفاً نزيهاً وهو بالأصل من أكبر الفاسدين والناهبين للمال العام ، كمثل صفحات الفيس بوك الممولة التي ضهرت تدافع عن الفاسد وزير النفط بن معيلي بعد أسبوع واحد من تقديم اللجنة الرقابية العليا للنيابة العامة ذلك الكم الهائل من الفساد في شركة النفط والغاز والذي يقدر بأكثر من 7 مليار ريال، فكثيرة هي إدعاءات وحيِّل وأكاذيب الفاسدين على البعض من المواطنين ، كحيِّل الفاسد وزير النفط بن معيلي ، كما انة قد يسكت كثير من المواطنين البسطاء، لقلة حيلتهم، عن فساد الفاسدين، وبعض المواطنين بدلاً أن يكون هو مكافحا للفساد تراة من أول المدافعين عن فساد الفاسدين ولكن الغريب والعجيب عند قيادة الدولة التي تدعي في كل مناسبة أو لقاءاً إعلامياً بأنها تحارب الفساد وهدفها محاسبة الفاسدين ، بينما هم أنفسهم يسمحون للفاسدين بممارسة فسادهم ويعرقلون جهود مكافحة الفساد ويعملون على حماية الفاسدين ويعرقلون البت في القضايا المنظورة أمام القضاء والسبب معلوم بأنهم شركاء الفاسدين في فسادهم .
عندما يكتب أي كاتب عن الفساد وضرورة محاسبة الفاسدين ، ليس ذلك يعني بأن ذلك الكاتب يحمل حقد شخصي على ذلك الفاسد ، وإنما الكاتب أو الناقد للفساد هو يكتب ويطالب الدولة بالعمل على مكافحة الفساد لأنة جزء من هذا المجتمع ويعاني كما يعاني أبناء المجتمع، والكاتب تفرض عليه إنسانيتة أن ينوب عن أبناء شعبه الذين هم متضررين من الفساد كمثل تضررة هو ، هم يعانوا مثل معاناتة ولكنهم لا يستطيعون إيصال صوتهم للرأي العام إما بسبب أو بغير سبب .
فالساكت عن الفساد فاسد ومشاركاً في فساد الفاسد، قد يبرر البعض عدم إستطاعتة في التصدي لفساد الفاسدين بسبب إعتبارات سياسية ومصالح حزبية ، وذلك لا يعفيهم من عقاب الله ولكن على الأقل ومن واجبهم مناصرة من يواجه الفساد والفاسدين حتى لا يكون سكوتهم مشجعاً للفاسدين على مواصلة فسادهم بإعتبار سكوتهم يشرعن للفساد والفاسدين بمواصلة فسادهم .
إن صمت المجتمع عن جرائم الفساد وفساد الفاسدين ليس إلا مساهمة ومشاركة مبطنة مع جرائم الفاسدين وتوسيع رقعة إنتشار ذلك الفساد ، لذلك يجب علينا أن نواجه الفساد ونفضح الفاسدين مهما كانت مستوياتهم، ويجب علينا أن نكون مواجهين ومكافحين ومحاربين لذلك الفساد لا أن نكون مدافعين .
حفظ الله اليمن وأهله.
والنصر حليفنا بإذن الله.