ءأنتم أعلم أم الله ….
بقلم / د. يوسف الحاضري :
قفوا كثيرا عند هذا الطرح الرباني الذي وضعه ليستثير عقولكم التي خلقها لكم لتنطلقوا في نفس السياق الذي وضعه لكم في الدنيا وليس لتعارضوه وترفضوا توجيهاته وصراطه الذي وضعه من منطلق أنكم قد تضعون رؤى وتحاليل وتفاسير واطروحات تخالف ما طرحه الله لنا في القرآن الكريم من منطلق انكم (أعلم بشأنكم ومصلحتكم من الله ) ….
لذا قال أيضا جل وعلا (( والله أعلم بأعداءكم ))
مستخدما نفس صيغة الطرح “أعلم” فإن كنت مؤمنا يقينا بالله انه أعلم منك في كل امور وشئون حياتك فيجب ان يرتبط هذا الإيمان بيقينك انه عندما قال (والله أعلم بأعداءكم ) ان تقف عند هذه الرؤية والتوضيح الواضح السليم الناصع المضيء المنير أشد من نور الشمس وتوضيحها لكل ما يخفى عند غيابها … فعندما قال (والله أعلم بأعداءكم ) فهنا يجب أن نتسابق إليه ربنا سائلين له بثقة مطلقة به قائلين (ومن هم هؤلاء الاعداء وضحهم لنا يالله ماهي صفاتهم مسمايتهم اي علامات عنهم لكي لا نشتت جهودنا في البحث عنهم ونتيه وربما نسقط في موالاة اعداءنا الحقيقيين ضد منهم ليسوا لنا أعداء أساسا )؟؟
وبالفعل …. يأتي الجواب من الله من قبل ان نسأله عن ذلك فيقول جل وعلا (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ) …. هنا نتوقف ونسلم له تسليما ونضع اليهود في قائمة الأعداء لنا دون ان نستفسر حتى عن سبب تصنيفهم من الله بهذا الشيء وبأنه أشد الناس عداوة من منطلق تسليمنا بأن الله هو (العدل والحكيم) ،،، ومع ذلك فالله جل وعلا ويتخاطب معنا ومع عقولنا بكل وضوح وبعيدا عن الإجبار بل حدد لنا اسباب أنه وضع اليهود كأشد الناس عداوة لنا ومن هذه الأسباب :-
– ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين ان ينزل عليكم من خير من ربكم
-ولن ترضى عنكم اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم
– ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن إستطاعوا
وغير ذلك من أسباب وضحها الله في القران الكريم … فمن آمن بالله حق إيمان فسيخضع لله تماما ويتبعه خاصة وان الله ايضا اعطانا في عصرنا هذا دلائل وشواهد منطبقة تماما لما وصفهم به في عدواتهم لنا لكي تكتمل الصوة كاملة عند ضعيفي الإيمان وتكتمل حجة الله عليهم .
أمريكا هي دولة يسيطر عليها اليهود سياسيا وأقتصاديا وإعلاميا وبكل الجوانب وكل تحركات أمريكا في الاوطان العربية تصب بشكل رئيسي في مصلحة اليهود الصهاينة لذا فأن امريكا مهما حاولت ان تظهر بأي مظهر جميل او تلبس ملابس الوعاظ المحسنين او تتكلم بحنجرة الحكماء المحبين فإنها تبقى شيطانا رجيما لم يحمل في قلبه ولا حتى مثقال ذرة حبا للإنسان بل انه باع المنزلة العظيمة التي كان عليها في الملكوت الأعلى ولم يصل اليها الا بعد عبادة وعمل 5ألف سنة ورضي بعذاب جهنم كل ذلك لأجل بغضه وحقده على الإنسان ثم تقول انه قدم مبادرة لصالحنا ولأجلنا !!!!!
فمتى سنعي ونفهم ونتبع صراط الله المستقيم الذي جعله لنا نورا وهداية ونصرا لنا ، فتكملة قانون الله وسنته لنا عندما قال (والله أعلم بأعداءكم) هي (وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ) … فغير هذا الصراط الذي وضعه الله لنا لا ولي ولا نصر ولا تمكين ولا فلاح ولا امن ولا استقرار ولا سعادة من صراط آخر غير صراط الله حتى لو كان صراط أمريكا والأمم المتحدة ومبعوثها الأممي والكيانين السعودي والإماراتي …