فرنسا تزود المعارضة الليبية بالأسلحة
قالت فرنسا يوم الاربعاء انها نقلت جوا أسلحة للمعارضة الليبية هذا الشهر وهي المرة الاولى التي تعترف فيها صراحة احدى دول حلف شمال الاطلسي التي تقصف ليبيا بتسليح المعارضين الذين يسعون للاطاحة بالزعيم معمر القذافي.
وفشلت حملة قصف بدأت قبل نحو ثلاثة أشهر في الاطاحة بالقذافي حتى الان مما زاد الضغط على التحالف الغربي.
وكان تقدم المعارضة بطيئا رغم أنها تقول انها أحرزت تقدما كبيرا في الاسبوع الماضي على جبهة قريبة من طرابلس. وتقدم المعارضون يوم الاحد من الجبال في جنوب غربي العاصمة الى منطقة تبعد نحو 80 كيلومترا عنها.
وأكد متحدث عسكري فرنسي تسليم أسلحة للمعارضة بعدما نقلت صحيفة لو فيجارو عن مصادر لم تسمها قولها ان فرنسا أسقطت بالمظلات قاذفات صاروخية وبنادق ومدافع رشاشة وصواريخ مضادة للدبابات على منطقة الجبل الغربي.
وقال تييري بوكار المتحدث باسم القوات المسلحة الفرنسية لرويترز “كان هناك إسقاط لمواد إغاثة انسانية لان الوضع الانساني يتدهور وكان الوضع الامني في لحظة ما يهدد على ما يبدو المدنيين الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم.”
وتابع “لذلك أرسلت فرنسا أيضا عتادا يسمح لهم بالدفاع عن أنفسهم يتألف من أسلحة خفيفة وذخائر” مضيفا أن الاسقاط الذي حدث في أوائل يونيو حزيران اشتمل على أدوية وأغذية.
وربما تشكل الخطوة انتهاكا لحظر الاسلحة الذي تفرضه الامم المتحدة. وقال دبلوماسيون في الامم المتحدة ان أي نقل لاسلحة دون موافقة مسبقة من لجنة تطبيق العقوبات التابعة لمجلس الامن الدولي يمكن أن يشكل انتهاكا للحظر.
وقال دبلوماسي في الامم المتحدة مطلع على عمل اللجنة ان فرنسا لم تطلب السماح لها بارسال اسلحة. وكانت دول قد لمحت الى أن تفويض مجلس الامن “باتخاذ اي اجراء” لحماية المدنيين ربما يسمح بتقديم أسلحة للدفاع.
ونقلت لو فيجارو عن مصدر رفيع قوله ان قرار فرنسا ارسال أسلحة دون التشاور مع شركائها في حلف شمال الاطلسي “اتخذ لانه لم تكن هناك وسيلة أخرى للمضي قدما.”
وقال متحدث باسم المعارضين في الجبل الغربي اتصلت به رويترز انه ليست لديه معلومات بشأن الاسلحة الفرنسية. وجاء رد حلفاء فرنسا حذرا.
وقال الاميرال جيامباولو دي باولا رئيس اللجنة العسكرية في الحلف للصحفيين في بروكسل “نحن كحلف الاطلسي غير مشاركين في مثل هذا النشاط.. رغم أن من المعلوم جيدا أن هناك دولا تفعل هذا .. ولذلك ليس من شأني التعليق أو الحكم.”
وأقرت بريطانيا أن الخطوة الفرنسية تثير تساؤلات في ضوء تفويض للامم المتحدة يبرر العملية باعتبارها تقلل الاصابات البشرية.
وقال جيرالد هوارث وزير الدولة البريطاني لشؤون الامن الدولي للصحفيين “ان ذلك يطرح بعض القضايا .. خاصة (ما يتعلق) بقرار الامم المتحدة رغم أنه في بعض الاحوال يمكن تبرير هذا بوضوح.”
وأضاف “لكن هذا أمر يخص فرنسا الى حد كبير ولا ننوي توجيه انتقاد لفرنسا في هذا الشأن. لكنه أمر لا ينبغي أن نفعله.”
وخلال قمة للاتحاد الافريقي في غينيا الاستوائية قال جان بينج رئيس مفوضية الاتحاد ان الاسلحة التي تذهب الى ليبيا قد ينتهي بها المطاف الى ايدي حلفاء القاعدة في المنطقة.
واضاف للصحفيين “مبعث قلق افريقيا هو ان الاسلحة التي يتم تزويد طرف أو اخر بها … موجودة بالفعل في الصحراء وسوف تسلح ارهابيين وتزيد التهريب.”
وبعد اكثر من 90 يوما من بدء عملية حلف الاطلسي ظهرت خلافات بين التحالف الغربي حيث دعت ايطاليا الى تعليق القصف في حين شكا مسؤولون أمريكيون من ضعف القوة القتالية الاوروبية.
وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الأربعاء انه نفذ المهمة الليبية “بطريقة رائعة”. وتعرض أوباما لانتقادات لعدم سعيه للحصول على موافقة الكونجرس على المهمة.
وقالت ادارة اوباما ان الدور الامريكي في العملية لا يصل الى مستوى “القتال” الذي يتطلب موافقة من الكونجرس.
وقال اوباما في مؤتمر صحفي مشيرا الى القذافي “نحن نقوم بعملية محدودة لمساعدة كثير من الناس ضد واحد من أسوأ الطغاة في العالم. كثير من هذه الجلبة سياسي.”
وحذر وزير الدفاع الهولندي هانس هيلين أعضاء حلف شمال الاطلسي يوم الاربعاء من طول أمد العملية الليبية وتوقع احتدام الجدل داخل الحلف بشأن مستقبل حملته العسكرية اذا لم تنته بنهاية سبتمبر ايلول.
وقال “ليبيا بلد كبير جدا جدا. من اعتقدوا انه بمجرد اسقاط بعض القنابل فان ذلك لن يساعد الناس فقط وانما سيقنع القذافي ايضا بالتنحي او تغيير سياسته كانوا ساذجين الى حد ما.”
وقال متحدث باسم المعارضة الليبية يوم الأربعاء ان السفن الحربية التابعة لحلف شمال الاطلسي قبالة السواحل الليبية اطلقت النار على قوات حكومية قرب بلدة زليتن الاستراتيجية حيث تعوق تلك القوات تقدم المعارضة نحو العاصمة.
وقال متحدث باسم المعارضة في زليتن عرف نفسه باسم مبروك لرويترز “قصف حلف شمال الاطلسي الليلة الماضية من البحر قوات القذافي المتمركزة في المنطقة الساحلية.