لماذا لا يتجاوب العالقون في الرياض مع دعوات المصالحة الوطنية الشاملة ؟!
بقلم / الشيخ عبدالمنان السنبلي
كم كنت أتمنى أن أسمع ترحيباً ولو من حيث المبدأ من القوى المتواجدة هناك في الرياض بدعوة الرئيس صالح للمصالحة الوطنية الشاملة التي تجب ما قبلها، لكن يبدو أن إخواننا هناك للأسف الشديد لا يزال لديهم الاستعداد التام والرغبة الجامحة للقتال حتى آخر (طوبة) في اليمن !
ربما لأنهم وعائلاتهم هناك يعيشون في أكناف النعمة والأمن بعيداً عن كل ما يعانيه الشعب اليمني جراء العدوان الغاشم والحصار الظالم، فلا يهمهم من جاع أو مرض أو قُتِل أو أو .. !
أو ربما لأنهم غير مخولين اليوم بإتخاذ مثل هكذا قرار، فالقرار هناك لم يعد لهم او بأيديهم، القرار هو فقط لأولياء نعمهم اليوم في قصر العرجاء والذين لم يعطوهم حتى الآن إشارة التعاطي أو التجاوب مع دعوة صالح للمصالحة الوطنية !
بصراحة لم نعد ندري ماذا يريد إخواننا هؤلاء بالضبط ؟!
كم دعوناهم إلى حوارٍ وحوار، فلم يستجيبوا، وكم دعوناهم إلى مراجعة مواقف وقلنا لهم إنما نحن جميعاً إخوة وأبناء وطنٍ ودينٍ واحد والإنسان بطبيعته يخطئ ويصيب، فما استمعوا ولا انتصحوا، وها نحن اليوم ندعوهم إلى مصالحةٍ وطنيةٍ شاملةٍ تجب ما قبلها ليس خوفاً ولا ضعفا ولكن حناناً بارضنا وشعبنا وتاريخنا، فما التفتوا ولا القوا لها بالا !
مالذي تريدونه بالضبط ؟! أخبرونا !
إن كنتم تتحسسون من أن مثل هذه الدعوات لا تأتي إلا من صالح والحوثي، فممن تريدونها أن تأتيكم ؟!
هل تنتظرون أن تاتيكم مثلاً من (ترامب) أو (إيفانكا) أم ممن يا تُرى ؟!
على الاقل صالح والحوثي يبادران ويبديان استعدادهما للتجاوب والتعامل بإيجابية مع مثل هذا الدعوات، فمتى بادرتم أنتم ودعوتم إلى بعض ما يدعو إليه الرجلان من ضرورة الحوار والمصالحة ؟! وهل سمعنا منكم أصلاً غير دعواتكم الرخيصة والباكية لقوى العدوان بأن لا يتركونكم وحيدين وأن يستمروا في عدوانهم الغاشم والباغي على شعبكم وأرضكم ؟!
عموماً إن كنتم تنتظرون حسماً، فلا تنتظرون مثل هكذا وَهْم ! وإن كنتم لازلتم تأملون في العاصفة، فلن تأتيكم العاصفة باكثر مما أتتكم به ! أما أن كنتم تعولون على الشعب الذي جلبتم له العار والدمار أن ينتفض ويثور نصرةً لكم، فإن الشعب أوعى اليوم وأكبر من أن ينتصر لمن ينتصر لنفسه ولوطنه وشعبه مالم تعودوا إليه وتتصالحوا معه، والصلح خير !