كذبة أسمها ثورة -2-
– الأمر يزداد تشتت وتمزقا وتعقيدا وحسرة , لا نعلم بالتحديد إلى أي مدى يمكننا أن نصمد في وجه الطغيان القادم من الغرب ومن الداخل في ظل المؤامرات المحدقة بنا من كل حدب وصوب , فالأمر ليس وليد اليوم أو الصدفة أو المفاجأة ولكنها خطط تم دراستها وتنسيقها وتنفيذها منذ عشرات السنين بأيدي ساسة مهرة ينتمون إلى المدرسة الماسونية العالمية تمركزت على أساسين أثنين ( الاقتصاد والديمقراطية ) , الفكرة تتلخص ببساطة جدا تتمركز في نشر الديمقراطية الهوجاء العوجاء الخالية تماما من الفكر الإسلامي الحنيف (كوننا بلدان إسلامية ) في بعض الدول التي لا اقتصاد قوي فيها , وأنشر سياسة القهر والخوف والرعب في البلدان التي تملك اقتصاد قوي وكلاهما سلاحان سيأتيان أكلهما في وقتهما كما هو الحاصل في بلداننا العربية حاليا , دول سقطت وانهارت في مستنقع كبت الحريات ومصادرتها وأخرى انهارت بسبب التسيب الزائد في هذا الأمر وإطلاقها طلقا ودول ما زالت تكافح وتقاوم كي لا تسقط رغم أن المصير القادم مصير من سبقوها من الدول لأن الأمر ليس فجأة أو ثورة شعب جائع مكبوت مغلوب على أمرة رغم أن ظاهرة هذا الأمر ولكن من قبلة ما نعلمه جميعا ولكننا لا نريد أن نسلم بهذه الأمور والأفكار , شعوب تخرج إلى الشارع لتنفذ هذه المخططات دون علمها وتنادي بعبارات ( الشعب يريد إسقاط النظام ) كي يعيشوا في ظل نظام !!!! أي رؤية مبكية ومضحكة في آن واحد !!! شعوب خرجت من أفواهها عبارات لا تنم للدين والفضيلة بأي صفة لا من قريب أو من بعيد بحجة التغيير !!!! أي تغيير تبحثون عنه في ظل التشتت والتخبط الفكري والثقافي والأهم من ذلك الديني الذي تتعايشون معه متناسين وعد الله على نفسه بأنه لن يغير ما بقوم حتى هم يغيروا ما بأنفسهم !!! فعندما تكون أنت متخبطا في ذاتك وفي نفسك وفي رؤيتك وفي دينك وشمائلك وفضائلك وتسعى لتغيير مجتمع ووطن وأمة فأي نتائج تتوقع أن تحصدها !!!! أي ثورات كاذبة تدعون بها وتسعون لها في ظل عدم الأتباع الحق للتوجيهات الربانية النبوية فعندما تجتمع الأفكار المتضاربة في حلبة واحدة فالواقع والمنطق يقول أن هناك صراع على اللقب غير أننا في أوطاننا نجد أن الأخوان ( الفكر الديني ) والاشتراكية ( الفكر الشيوعي ) والناصري ( الفكر اليساري ) والحوثي ( الفكر الشيعي ) اجتمعوا جميعا على مائدة واحدة تخلوا تماما عن صراعاتهم السابقة ( إلى حين ) كي يسقطوا النظام وبمجرد أن يتهاوى النظام تبدأ كل فئة في العودة مجددا إلى الصراعات السابقة ( ولكنهم سيكونون في هذه اللحظة يدعون الأولوية والأحقية في السلطة ) وما بين هؤلاء وهؤلاء توابل من الشباب الساذج اللاوعي الباحث عن لقمة عيش هنيئة تتنقل أفكاره قبيل النوم بأن الأرض ستنفجر ألماسا والسماء ستهطل عليه ذهبا والجبال ستتهاوى عليه فضة وأموالا من كل حدب وصوب بمجرد أن ( يسقط النظام ) ويعيش في فوضاء عابثة,فأصبح الانقياد خلف مسمى (ثورة ) أسهل السبل للوصول إلى الأهداف فأصبحت البلدان العربية بنظامها ولا نظامها كألعاب إلكترونية يتم توجيهها والتلاعب بها من قبل رجال الماسونية العالمية ونحن نصفق ونرقص ونغني ونبتهج , فالتاريخ يخبرنا بهذا ويشرح لنا كل شيء فلم نجد أن الأمة توحدت ونهضت وأشتد أمرها وحررت أراضيها ومقدساتها بأسلوب كهذا الأسلوب بل أن هذه الأساليب هي التي أدت إلى تناحر وتشتت وتفكك كل دولة إسلامية عظمى رغم أننا شعوب نهتم بالتاريخ والحضارة ونعيش تحت ظلاله وندعي بأننا المصطفون الأخيار ونريد أن نكرر أحداث الماضي على حاضرنا , شعوب عاطفية يسهل دغدغتها وبلبلتها ولفلفتها وجرجرتها وتحريكها وتسكينها وإبكائها وإضحاكها , شعوب لا يهمها أن تثور في القرن الواحد أو حتى العقد الواحد ثلاث أو أربع مرات رغم أن دينها جاءها ليلزمها الطاعة للمحافظة على النظام وليس لإسقاطه مكسوا بالرقي والقوة والشجاعة والحرية في التواصل مع أولي الأمر رافعا لكل من يوجه ولي الأمر ويقول كلمة الحق في وجهة دون خوف أو رعب بأفضل الأعمال المقربة إلى الله ( كلمة في وجهة وليس طلقة أو رمية ) , أمة تربي علمائها الربانيون ليكونوا أسلحة في أيديهم يستخدمونها وقتما يشاءون تنفيذا لمخططاتهم وليس لمخططات الرسول الكريم واضع الفكر والرؤية والأساس لبناء دولة إسلامية قوية صامدة كما ت?ْربى النعاج والعجول في حظائرها للنحر والأضاحي,أمة تجد علمائها ( إلا من رحم الله ) يتلاشون وقت الفتن والمحن ويبرزوا وقت السكينة والطمأنينة يشطحون ويكدحون ويوجهون في أمور الاستنجاء والجماع والطلاق , أمة تريد أن تأكل لتعيش أو تعيش لتأكل حتى لو كانت الملعقة مصنوعة في تل أبيب أو واشنطن أو لندن وحتى لو كانت سفرة الطعام مغزولة من جلد أخيه العربي أو محاكة من شعرة وملونة بدمائه , أمة عاشت وتعيش وستعيش في ظلام دامس مالم تفكر في تغيير ذاتها ونفسها وتؤمن بهذا قبل أن تفكر مجرد تفكير تغيير أسرتها فمجتمعها فأمتها لأن هذا وعد رباني فمتى آمنا بهذا الوعد فسنؤمن بالنتائج, أمة شبابها يتهافتو