منظمة فكر تطلق تقريرها الاستراتيجي السنوي حول واقع الحوار وجهود مكافحة الارهاب
شهارة نت – صنعاء :
اطلقت منظمة فكر للحوار والدفاع عن الحقوق والحريات ، الثلاثاء، تقريرها الاستراتيجي السنوي حول واقع الحوار وجهود مكافحة الارهاب ، والوضع الانساني في اليمن.
ودعت المنظمة في تقريرها الى وقف الحرب وفتح المطارات والموانئ ورفع الحصار الجائر وسرعة اغاثة الشعب اليمني بالأدوية والاغذية ومتطلبات الحياة.
كما دعت المجتمع الدولي الى تحمل مسئولياته تجاه الكارثة الانسانية القائمة في اليمن جراء الحرب والحصار والارهاب، مؤكدة ان استخدام المطارات والموانئ والمؤسسات المالية والجوانب الاقتصادية والانسانية في الصراعات جريمة تخالف جميع القوانين والاعراف والاتفاقات والمواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق الانسان .
واكدت في تقريرها الاستراتيجي السنوي الذي اطلقته امس في مؤتمر صحفي بصنعاء ان الارهاب عدو الانسانية الأول، مشيرة الى ان هناك قوى سياسية واقليمية ودولية تساند الارهاب وتقدم للجماعات الارهابية الدعم والمساندة والتمويل والغطاء السياسي بصورة مباشرة وغير مباشرة.
وخلال الحفل الكبير الذي اقامته المنظمة بمناسبة اطلاق تقريرها بحضور عدد من رؤساء المنظمات الحقوقية والناشطين والاعلاميين ، القى الشيخ عبد العزيز العقاب رئيس المنظمة، كلمة أكد فيها أن التقرير ناتج عن عمل كبير تمثل بالرصد والمتابعة والتقصي وجمع المعلومات والحقائق من قبل لجان حقوقية وفرق متخصصة بالحوار مشهود لها بالخبرة والكفاءة والمهنية .. مشيرا في هذا السياق إلى عقد عدة لقاءات ومقابلات مع كثير من المعنيين في عدد من المحافظات والمناطق اليمنية ووفقا للمعايير المعتمدة اثناء اعداد هذا التقرير.
واوضح ان الارهاب لا دين له وأنه العدو الاكبر والمهدد الاخطر للسلام والامن والاستقرار في العالم “، داعيا إلى الاصطفاف الكامل في مكافحة الارهاب وتجفيف منابعه الفكرية والمالية وإلى إعلاء قيم السلام والحوار والتعايش الانساني بين الامم والشعوب..
مؤكدا في ذات الوقت التزام منظمة فكر للحوار والحقوق والحريات في بذل قصار جهدها في خدمة السلام واعلاء قيم الحوار والتعايش والعمل على التصدي لكل اشكال الغلو والتطرف ليحيا العالم بأمن وسلام..
ودعا رئيس المنظمة وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية إلى المشاركة الفاعلة في تناول تفاصيل ومفردات التقرير لما من شأنه إطلاع الرأي العام المحلي والعالمي على الحقائق القائمة على الأرض فيما يتعلق بمحاور التقرير الثلاثة :(واقع الحوار – والوضع الإنساني في اليمن – جهود مكافحة الإرهاب ).
وتناول التقرير السنوي الصادر عن منظمة فكر على ثلاثة محاور رئيسية : الحوار والوطني، والارهاب ، والاوضاع الانسانية في اليمن.
وتضمن التقرير إحصائيات دقيقة بالوضع الإنساني المعقد في اليمن وحجم الكارثة الإنسانية التي خلفتها الصراعات ، كشف أيضا العديد من القضايا المتصلة بمكافحة الإرهاب، واوضح الكثير من الحقائق والوقوف على الجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب ، وجاء في التقرير : ” من بين الاسباب التي افشلت الحوار رفض بعض القوى للشراكة الوطنية والتطبيق العملي لمخرجات الحوار وذلك من خلال محاولة اقصاء الحراك الجنوبي والمرأة ومكون انصار الله الحوثيين من المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية”
واستعرض التقرير تفاصيل عن مراحل الحوار اليمني وكشف العديد من القضايا الهامة المتعلقة بسير عملية الحوار وإطلاع الرأي العام على أهم العوامل التي أثرت سلباً وإيجاباً على مسارات الحوار اليمني
وفي محور الارهاب ذكر التقرير : ان اليمن عانت كغيرها من الدول ولا زالت تعاني من الارهاب والجماعات المسلحة الارهابية والتي حصدت على مدار الاعوام السابقة الالاف من الابرياء المدنيين والعسكريين والامنيين وعددا من المسئولين..
واضاف التقرير: “وعلى الرغم من الجهود العسكرية والامنية التي بذلت في سبيل مكافحة الارهاب في اليمن إلا ان تنظيم القاعدة وغيرها من الجماعات الارهابية واصلت انتشارها وتوسعها في العديد من المناطق اليمنية مستغلة الاوضاع التي عصفت بالبلاد منذ العام 2011م”..
وتابع التقرير:”لم يكن استغلال الاوضاع الامنية والصراعات التي شهدتها اليمن هي السبب الوحيد في توسيع شبكات تنظيم القاعدة والجماعات الارهابية الاخرى فحسب وإنما كان هناك عوامل اخرى وهي لا تقل اهمية عن الانفلات الامني والصراعات والحروب الحاصلة في اليمن”..
ومن بين تلك العوامل التي اوردها التقرير اقحام الدين في الصراع السياسي الحاصل في اليمن ومحاولة بعض القوى الدينية شيطنة القوى الاخرى بخطاب تكفيري وتحريضي يتوافق مع اهداف وتوجهات الجماعات الارهابية، وتلقي الجماعات الارهابية للاموال سواء كانت بطريقة مباشرة او غير مباشرة، حيث سجلت المنظمة وقوع عدد سبع حالات دعم بالسلاح والمعدات من قبل بعض القوى ووقعت بيد العناصر الارهابية وعدم اتخاذ الجهات المعنية للاجراءات اللازمة لمنع وقوع مثل تلك المعونات والمساعدات بيد الجماعات الارهابية..
وقال التقرير : ان المنظمة لديها وثائق تثبت وجود تعاون وارتباط وثيق بين بعض المكونات الحزبية والجماعات الدينية وبين الجماعات الارهابية..
وفي الجانب الانساني دعت منظمة فكر للحوار إلى سرعة وقف الحرب وفتح المطارات ووضع خطة عاجلة لانقاذ الوضع الصحي الكارثي والانساني الذي وصلت اليه البلاد، والعودة إلى طاولة الحوار كونه الطريق الوحيد للوصول على حل القضايا المختلف عليها ومعالجة القضايا الخلافية بمزيد من الحوار..
واوصى التقرير بضرورة الالتزام بعدم اقحام الدين في الصراعات السياسية والحزبية وضرورة تهذيب الخطاب الديني وفق المنهج الوسطي المعتدل، وتنقيح وتصحيح الموروث الاسلامي الثقافي والاجتماعي وتنقيح المنهج الدراسي والجامعي والاشراف المباشر والرسمي على التعليم الاهلي والخاص وتنقيح مناهجهما ونزع أي صلة لهذه المناهج الدارسية بالتطرف وثقافة الكراهية..
ودعا إلى تجفيف المنابع المالية والتي تمثل رافدا لتنامي الجماعات الارهابية بفعل الظروف الصعبة في بعض المناطق، واعادة النظر في نشوء بعض الاحزاب والمكونات على اسس دينية وادعاء هذه المكونات الحق الالهي والوصاية على الدين..
واوصى التقرير بالعمل على ضرورة استصدار القوانين والمنظومات التشريعية المحلية والدولية التي تجرم وتحرم التحريض على العنف والتطرف او الترويج للاهداف والافكار التطرفية والارهابية..
داعيا المجتمع الدولي لاعادة النظر في التعامل مع مفردات الواقع اليمني وبصورة حقيقية وواقعية تأخذ بعين الاعتبار موضوع الارهاب والجماعات الارهابية في اليمن وتوسعها المتصاعد..
وأكد التقرير ان على المبعوثين الامميين لليمن ان يضعوا المجتمع الدولي امام الصورة الحقيقية لتوسع الجماعات الارهابية وخطورة ذلك على الامن والاستقرار ليس على اليمن فحسب بل على المنطقة والعالم