حقيقة الإنفلات الأمني بمحافظة إب …. !!
بقلم : فواز إسكندر
( إنفلات أمني في محافظة إب ) .. عبارة عاودت ومع الأسف الشديـد الظهور مجـدداً في عـدد من المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي وذلك مع كل جريمة وحادثة تحدث في المحافظة …… الـخ ؟
وتجد كلمة إنفلات أمني حاضرة في كل خبر ينشر ويتداول عن جريمة وحادثـة وقعت وارتكبت هنا أو هناك في عمـوم مديريات وعاصمة المحافظة ، مايجعلنا نضع تحت كل كلمة وعبـارة (إنفلات أمني) خطوطـاً عريضة وحمراء لمعرفة حقيقة وصحة ذلك الإنفلات الأمني من عدمه وماذا يعني إنفلات ؟؟
ليس صحيحاً أن محافظة إب تعيش إنفلاتاً أمنياً كما يشاع ويتم تداوله و بغض النظر عن جرائم ترتكب وحوادث تحدث… ؟؟
فالإنفلات معناه خروج الشيء والأمر عن السيطرة والمسؤلية، وحينما نقول إنفلات أمني فهذا يعني أن الأوضاع والحالة الأمنية في المحافظة باتت خـارج السيطـرة،أي عـن سيطرة الأجهزة الأمنية، ولم يعد لها أي وجود ولا لرجالها أي دور ولا لدورياتها أي تواجد ولا لإدارتها أدنى مسؤلية وجهود ومهام وواجبات تذكر، وبات الجميع يفتقد لنعمة الأمن ودور رجال الأمن وتواجد أجهزة الأمن، وفي حالة غياب كـل ذلك فعلاً ،وقتها يحـق لنا أن نسميه إنفلات أمني، ونعتبره إنفلاتاً حقيقياً !!
يصف البعض مايحدث في محافظة إب من جرائم وحوادث وقضايا جنائية بأنه إنفلات أمني، فمن الطبيعي جداً أن تحدث عدد من الجرائم والظواهر الإجرامية ، وإن صح التعبير تعاود الظهور مجدداً في المحافظة وبأساليب جديدة ومتطورة، والأسباب كثيرة لامجال لذكرها، ومهما كانت نتائجها و تداعياتها فلا يعد مـا يحدث إنفـلات أمني لسبب واحـد وأعتبره لمقنع كون أجهزة الأمن موجودة وتعمل وتبذل جهوداً كبيرة لا ينكرها إلا جاحد .
نعم الأمن موجود ورجال الأمن حاضرون والأجهزة الأمنية متواجدة و تعمل وتقوم بواجبها و عملها وفق إمكانياتها الشحيحة ورغم أوضاع منتسبيها المعيشية وترديها بشكل عام، ورغم ذلك فإن هناك الكثير من النجاحات والإنجازات الأمنية اليومية والمختلفة التي تحققها ونلمسها ولا تجد أي اهتمام إعلامي وتسليط الضوء عليها غائب عكس التفاعل مع كل جريمة ترتكب وتحدث وخاصة المجهول منها فعند اكتشاف غموضها وضبط مرتكبيها لا تجد كجهد ونجاح يحسب للأمن أي اهتمام ونشر على غرار ماحدث عند وقوعها كجريمة مجهولة وظاهرة إجرامية مما يثير الكثير من التساؤلات ومن علامات الاستفهام ؟؟
من الصعب أن تعمل تلك الأجهزة بمفردها ودون أدنى تعاون أو شراكة مجتمعية جادة وفعالة، الجميع فـي المحافظة معنـي ومسؤول وملزم ومطالب ومجبور في الحفاظ على الأمـن والمشاركـة في حفظ الأمـن والاستقرار، من خلال التعاون مع الأجهزة الأمنية ومساعدتها على القيام بواجبها بشكل كامل، وفي حفظ أمن واستقرار المحافظة.
لابد من تكاتف الجميع في إب والشعور بالمسؤلية وتقديم المصلحة العامة، بشكل عام وفي الجانب الأمني بالذات، وضمان عدم إقحام إب بأي صراعات أو إنهاكها بأي خلافات و إشغالها بمناكفات ومماحكات و منازعات تضر بها و بأمنها وتؤثر على استقرارها وتقضي على سلميتها؛ فنعمة الأمن في إب وطيبـة أهلهـا وناسها وكرم ذويها ونشاط شبابها وتراحمهم جميعاً فيما بينهم ومع الجميع هـي من جعلت إب ملاذاً للآخرين نازحين ووافدين ممن شـردتهم الحروب، وأضرت بهم، ومأوى لمن لا مأوى له ،وموطن لكل من عانى مـن ويـلات الصـراع والقتال والحروب ومآسيها وأوجاعها.
وفي المقابل على السلطة المحلية في المحافظة التعامل بجدية ومسؤلية مطلقة وصرامة تجاه كل التصرفات والممارسات الغير قانونية وكذلك الأخطاء التي تحدث ويلاحظ ارتكاب البعض لها، وتؤثر نتائجها على أمن المحافظة وتساعد الآخرين على استغلالها للنيل من سلمية واستقرار المحافظة، و تسويفها وفق سياساتهم وأهدافهم أياً كانت …… !!
كما أنه على السلطة المحلية واللجنة الأمنية و الأجهـزة الأمنية الضرب بيـد من حديد في وجه كل من تسول له نفسه زعـزعة أمـن واستقرار المحافظة، وإقلاق السكينة العامة والإخلال بالنظام العام والعمل على ضبطهم وإحالتهم للقضاء لينالوا جزائهم الرادع .