الإرهاب رؤية إسرائيلية
بقلم / فضل عباس جحاف
زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية كمحطة أولى في جولتة الخارجية الأولى عقب تنصيبه رسميا رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية في يناير الماضي …
ووصفها ترامب بأنها مسعى في بناء التعاون والدعم بين المسلمين والمسيحين واليهود من أجل مكافحة الإرهاب ( حسب المفهوم الأمريكي والرؤية الإسرائيلية ) .
الأمر الذي سيجعل المنطقة العربية على مشارف تغييرات مفصلية في كافة الأصعدة ..
ويعني هذا أن مستقبل المنطقة العربية عقب زيارة ترامب لن يكون كما كان سابقا ..
فاالمعطيات على الساحة العربية تشير إلى أن أولويات أمريكا وإسرائيل تتقاطع مع الهواجس السعودية والاماراتية من نفوذ إيران والعمل المشترك في مواجهة إيران ..
أي أن المنطقة ستشهدا تحولا في مسارات العلاقات بين دول المنطقة وتغييرات في موازين القوى ..والتحالفات ..والتغيير الأبرز هو تحول العلاقات الإسرائيلية العربية من العداء والحروب إلى التحالف وبوابة التطبيع في العلاقات بين الدول العربية التي ليس لها تمثيل دبلوماسي في تل أبيب وبين إسرائيل التي ستستغل ذلك في إعلان القدس عاصمة لها ..وسط مباركة أمريكية وصمت عربي …ولنعترف مكرهين أن إسرائيل استطاعت تحويل بوصلة العداء بأتجاة إيران وأصبحت تمثل بالنسبة للنظامين السعودي والإماراتي ومن يدور في فلكهما …حجر الزاوية في التخلص من إيران …ومحور والمقاومة والممانعة في المنطقة …
ولاغرابة أن يطرح فكرة انشاء (ناتو اسلامي)أثناء انعقاد ما سمي ب (القمة الإسلامية -الامريكية)في الرياض إنما هو استجابة لدعوة وزير دفاع الاحتلال الصهيوني ((أفيغدور ليبرمان )) التي وجهها مسبقا للدول العربية المعتدلة إلى تشكيل تحالف مع كيانه ضد إيران حسب مانقلته صحيفة ( دي فيليت ) الألمانية …ومن الرياض شرعت امريكا في بلورة دعوة ((ليبرمان)) ونفس الوقت حددت الرياض نقطة الانطلاق لتطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية ونقطة تحول محور الصراع في المنطقة من عربي -إسرائيلي إلى عربي إسرائيلي -إيراني …وعلى قدم المساواة إسرائيل إلى جانب السعودية والإمارات ودول عربية أخرى في متراس واحد ضد إيران التي تتصدر قائمة المستهدفين للتحالف العربي الإسرائيلي الذي من أولويات مهامه اعادة تموضع إيران في المنطقه إلى ماكان عليه قبل عام 2000م وحصر نفوذها ضمن حدودها السياسية ..وقد تكون العمليات الإجرامية التي نفذتها ( داعش)في العاصمة الإيرانية طهران مؤخرا أحد أشكال الاستهداف بعد إضفاء تعديلات في مهام التحالف العربي الإسرائيلي تواكب الظروف الموضوعية في المنطقه وإحلال الخطر الإيراني بدلا من الخطر الإسرائيلي ..وإيجاد توازنات سياسية جديدة وتوظيفها في تطويق القوى السياسية حركات المقاومة العربية والإسلامية المتبنية لخيارالمقاومة والممانعة في المنطقة وصولا إلى تقويض محور المقاومة والممانعة ومن المرجح في المرحلة القادمة ان يقوم التحالف العربي الإسرائيلي بتوسيع نشاط التيارات والتنظيمات التكفيرية وتوزيع الأدوار عليها في مواجهة القوى السياسية وحركات المقاومة العربية والإسلامية المحسوبة على محور المقاومة والممانعة ..واستنزافها في حروب ذات أبعاد طافية وعرقية …نيابة عن إسرائيل التي من المتوقع أقدامها على مهاجمة لبنان واجتياح الجنوب اللبناني والسيطرة عليه من جديد خاصة وحزب الله يخوض حرب مصيرية إلى جانب الجيش السوري دفاعا عن سوريا القطب الثاني في محور المقاومة والممانعة ضد التنظيمات والتيارات التكفيرية المرتبطة بالنظام السعودي فكريا وعقائديا وتقاطعت مصالحهما مع إسرائيل في مواجهة إيران …وسوريا والعراق واليمن والذي من المحتمل أن يشهد سيناريو العدوان عليها تغييرا في دخول إسرائيل وأمريكا بصورة مباشرة في المرحلة القادمة لقيادة دول التحالف العربي وتحديدا في معركة الساحل الغربي وبذريعة تأمين خط الملاحة الدولي عبر باب المندب حيث أنه قد سبق إعلان إسرائيل عزمها التدخل عسكريا إلى جانب أمريكا لحسم معركة الساحل الغربي وباب المندب …وعلى اعتبار تعاظم قوة أنصار الله وتوسع انتشارهم في اليمن وبالذات في باب المندب يعزز من نفوذ إيران في الممر الملاحي الهام ويشكل تهديدا استراتيجيا للنفوذ الأمريكي والإسرائيلي ووجودها العسكري في الجانب الآخر من باب المندب …..كما أن من أولويات سياسية ترامب في المنطقة تثبيت إسرائيل فيها كعنصر توزان وضمانة تفوقها واستعادة ثقلها السياسي في المنطقة خاصة وان فترة رئاسة أوباما الثانية شهدت تحقيق إيران نجاحا سياسيا ملفها النووي ..وهو مااعتبرته إسرائيل فشلا سياسيا أمريكيا في المنطقة له انعكاسات سلبيه على إسرائيل وعلى حلفاء أمريكا في المنطقة ..
وأنعكس إيجابا على محور المقاومة والممانعة ولذلك فإن إسرائيل ترى في زيارة ترامب للمنطقة في أول جولة خارجية له هو تكفير لذنوب سلفه أوباما وتصحيح مسار السياسية الأمريكية في المنطقة وبمشاركة إسرائيل والسعودية وفي هذا الإطار أوصت اللجنة الأمريكية الإسرائيلية السعودية المشتركة في واشنطن التي رتبت زيارة ترامب للمنطقة واوكلت للسعودية مهمة احتواء حركات المقاومة الفلسطنية واستقطابها لتكون جزءا من (الناتو الاسلامي) لمواجهة إيران ومن ضمنها حركة حماس التي أعلن مكتبها السياسي بشكل مفاجئ وثيقة الحركة الجديدة ((وثيقة المبادئ والسياسات العامة )) والتي تضمنت موافقة الحركة على إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس وفق حدود 1967 وهو ما اعتبره الكثير من المحللين السياسيون تراجع قادة حماس السياسيون عن الثوابت سبق زيارة ترامب للسعودية وعقد القمة (الاسلامية-الامريكية ) وله دلالاته الواضحة في كشف دور السعودية في تغير موقف حركة حماس وكذلك أثبت دناءة النظام السعودي في المزايدة بالقضية الفلسطنية واستخدامها كورقة لتغطية اخفاقه وفشله الذريع في إدارة اجندتة في المنطقه وعجزه في قيادة دول مايسمى بالتحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن وأدى إلى تزايد التذمر والانتقاد ات في أوساط الشارعين السعودي والعربي للنظام السعودي الذي اتخذ من فلسطين وقضيتها مطية في تدشين زعامتة الإقليمية وقدم المزيد من التنازلات في سبيل ذلك واشترى مواقف الرؤساء والقادة والزعماء العرب والمسلمين الحاضرين في القمة ( الإسلامية -الأمريكية ) وقدموا تنازلا عن فلسطين والقدس معمدا بقداسة الحرمين الشريفين ….وفي المقابل افتتح ترامب رئاسة بإنجاز سياسيا سيؤل محصول ثماره بالفائدة على إسرائيل التي ستكون حاضرة في المحافل العربية وبفاعلية في صناعة القرارات السياسية ورسم مسارات العلاقات الدولية في المنطقة …واتضحت مفاعيلها في التحولات الإقليمية وتبلورت في إعلان السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر الذي قوبل بإ شادة إسرائيل واعتبرته فرصة لتوحيد الجهود معها لمحاربة الإرهاب ….وهو ما أكد عليه الخبير السعودي عبدالحميد عبدالحكيم في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي قائلا ( أن قرار قطع العلاقات مع قطر يندرج في إطار انتهاج سياسية جديدة لامجال فيها للإرهاب )وأطلق الخبير السعودي ذاته تهديدا صريحا لجماعة الإخوان المسلمين وحركتي حماس والجهاد في معرض ردة على سؤال المستشرق الإسرائيلي (إيهود ايعاري ) محلل الشؤون العربية في القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي ..
وفي ذات السياق قال الخبير السعودي عبدالحميد حكيم (أن السياسة التي تتبناها السعودية والإمارات ومصر خاصة بعد قمة الرياض الأخيرة التي حضرها الرئيس الأمريكي ترامب عنوانها أنه لن يكون هناك اي مكان في سياسات هذه الدول للإرهاب أو للجماعات التي تستخدم الدين لتحقيق مصالح سياسية كحماس والجهاد الإسلامي ) على حد تعبيره ..
وفي نفس الوقت غرد السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن في حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر بقوله ( انه تم رسم خط جديد في الرمال الشرق أوسطية فلم تعد إسرائيل ضد العرب ولكن إسرائيل والعرب ) اي السعودية والإمارات والبحرين ومصر ضد الإرهاب الذي تموله قطر ..
ومن هنا عرفنا مصدر الإرهاب والايام القادمة كفيلة بتوضيح الرؤية الإسرائيلية للإرهاب وفقا المفهوم الأمريكي ….للإرهاب ….