هل تحقق حلم إسرائيل أخيراً..؟!
بقلم : حميد قائد الشابره
من المفارقات العجيبة أن بعض ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية حولوا العداء والصراع التاريخي فيما بين العرب والكيان الاسرائيلي المحتل الى عداء وصراع عربي عربي وبرزت ملامح هذا الصراع المقيت منذ بدء ماكان يعرف بـ ” الربيع العربي ” الذي حظي بدعم مادي وسياسي واعلامي من قبل بعض الدول العربية وغير العربية، ومع مرور الايام اتضحت الامور أكثر وباتت الصورة جلية وواضحة للعيان كيف تحول ذلك الربيع المشؤوم الي خريف مدمر للحرث والنسل بعد ان خلف الاف القتلى والجرحى والمعاقين ناهيك عن الاضرار التي اصابت الاقتصاد القومي العربي، والتي تجاوزت 883مليار دولار وفق اخر الاحصائيات الصادرة عن الامم المتحدة، فضلا عن احدثه الربيع العربي من شرخ في النسيج المجتمعي للشعوب العربية.
ومالفت انتباهي ان الفوضى التي نتجت عن ذلك الربيع انتقلت مباشرة الى ماكان يسمى دول محور الممانعة مثل سورية وليبيا وحتى اليمن وهي البلدان الأكثر تضرراً من ذلك الربيع ولا اعلم كيف تفاعلت دول عربية لدعم ذلك الربيع المشؤوم، وبهذا نجح الغرب عامه واسرائيل خاصة في استغلال الربيع الذي أصاب الأمة وانسونا قضيتنا ألاولى الا وهي (القضية الفلسطينية) فقد صرنا مشغولين بأنفسنا
فاليوم لم يعد أحد يناصر أسرى فلسطين القابعين في سجون الاحتلال ولم تعد وسائل الاعلام العربية تبين الانتهاكات الفضيعة التي تمارس بحق اهلنا في كل شبر من أرض فلسطين الحبيبة ، ولم يعد أحد يستنكر الاعتداءات الصهيونية التي تطال المسجد الاقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وصرنا مشغولين بأنفسنا نقتل بعضنا بعضا ونحارب بعضنا بعضا بإسم المذهبية والطائفية والمناطقية وبذلك انهارت مقومات بناء ألدول وتمزقت الجيوش العربية القوية.
ولم تتوقف التداعيات التدميرية للربيع العربي المشؤوم على دول عربية محدودة بل امتدت نيرانه لتطال دول عربية حاولت أن تحصن نفسها لكنها وقعت في المأزق بشكل أو أخر وما الازمة التي عصفت بدول الخليج العربي والهجوم الدبلوماسي والإعلامي على دولة قطر إلا دليل واضح على تشضي ألامة وتفرقها في وقت يتطلب فيه تظافر كافة الجهود لرأب الصدع العربي وتوحيد الموقف لمواجهة الثنائي المعادي للعرب والمسلمين (اسرائيل والارهاب الديني ) ..
أجزم أن الدول العربية التي أعلنت مقاطعتها لدولة قطر قد أخطأت عندما بررت تلك المقاطعة بأن قطر تدعم الارهاب ناسية أو متناسية ان ذلك السبب هو الشماعة التي اتكأت عليه أمريكا عندما غزت افغانستان والعراق ، وبذلك فتحت الدول المقاطعة لقطر الباب على مصراعيه أمام الغرب لابتزازها بذريعة مكافحة الارهاب وقانون جاستا الامريكي ليس ببعيد..
والأدهى من ذلك والأمر أن حكام الدول المقاطعة سلموا رقابهم للرئيس الامريكي المجنون دونالد ترمب وأضحى أولئك الحكام يفخرو باغداق المليارات والهدايا لكسب وده ورضاه ، متخلين عن دينهم وعروبتهم وقضيتهم وكرامتهم وحقوقهم ومبادىء الامة وحققوا بهذا مالم تكن لا امريكا ولا إسرائيل تحلمان به وبهذا لم تـعد أمريكا ولا أسرائيل عدوا للعرب والمسلمين، بل العرب أعداء أنفسهم.