اقتراب تحرير الموصل والميادين السورية وجهة “داعش” الجديدة
شهارة نت – عواصم :
تسارعت الأحداث خلال الـ 48 ساعة الماضية داخل أحياء الموصل وتحديدا في الجانب الأيمن الذي بدأ بتنظيف أحيائه من وحشية “داعش” وإرهابه الذي دمر قسما كبيرا من البنى التحتية هناك.
وبحسب خلية الإعلام الحربي في قيادة العمليات المشتركة العراقية، فإن تنظيم “داعش” الإرهابي لم يعد يسيطر سوى على واحد بالمئة من إجمالي مدينة الموصل، وهذا ما أظهرته خارطة عسكرية نشرتها خلية الإعلام الحربي يوم أمس للجانب الأيمن.
وأوضحت الخارطة أن القوات العراقية فرضت طوقا عسكريا على جميع مناطق الموصل القديمة من جميع الجهات، ولم يتبق تحت سيطرة التنظيم سوى واحد بالمئة.
من جهته قال مصدر عسكري عراقي، إن تنظيم “داعش” الإرهابي يبحث عن منفذ للهرب من المدينة القديمة في الموصل باتجاه منطقة “حمام العليل” جنوب المدينة ومن بعدها إلى جزيرة الموصل.
إلى ذلك أعلنت مصادر عسكرية وأمنية مقتل عناصر من “داعش” وتدمير أسلحتهم وآلياتهم قرب جامع النوري، بعد هجوم شنه التنظيم على تجمعات الشرطة الاتحادية المرابطة هناك بينما تتقدم قوات من الحشد الشعبي والرد السريع في حي الشفاء آخر معاقل التنظيم الإرهابي.
مناطق السيطرة
وسعت القوات العراقية من سيطرتها في الموصل محررة عدد من القرى والمنشأت العسكرية المهمة، وذكر قائد عمليات “قادمون يا نينوى” الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله أن قطعات فرقة المشاة الخامسة عشر حررت قرى البوير واللزاكة والسلام والمنصور ومنشأة المنصور للتصنيع العسكري ومحطة تصفية مياه البوير شرق طريق الكسك غرب الموصل.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية نقلا عن مصادر عسكرية عراقية يوم أمس فإن القوات العراقية فرضت سيطرتها على حي الدندان جنوبي الموصل وطردت عناصر تنظيم الدولة الذين تسللوا للمنطقة يوم الأربعاء.
وفي السياق أعلنت قيادة عمليات “قادمون يانينوى”، يوم الخميس، تحرير حي باب سنجار وتديم التماس مع حي الفاروق في الجانب الايمن من الموصل.
وصرح قائد العمليات الفريق الركن عبد الامير يارالله في بيان لخلية الاعلام الحربي بالقول ان قطعات الفرقة المدرعة التاسعة تحرر حي باب سنجار وتديم التماس مع حي الفاروق في الساحل الايمن من مدينة الموصل”. مضيفا ان “القوات الامنية رفعت العلم العراقي شامخا على مبانيه”.
الميادين السورية وجهة “داعش” الجديد
ذكرت مصادر سورية اليوم الجمعة، بأن مدينة الميادين السورية الواقعة قرب الحدود مع العراق باتت ملاذ قياديي تنظيم “داعش” بعد الموصل والرقة.
وبحسب وكالة “أسوشيتد برس”، نقلا عن المصادر نفسها فإن “غالبية قياديي تنظيم داعش غادروا مدينتي الرقة السورية، والموصل العراقية”، مبينة أن “قياديي داعش هربوا إلى محافظة دير الزور، وأقاموا في مدينة الميادين الواقعة بالقرب من الحدود السورية العراقية”.
حظر النقاب والدراجات النارية في الموصل
تقوم القوى الأمنية العراقية بمجموعة من الإجراءات الأمنية بهدف الحفاظ على أمن الموصل بعد إخراج التنظيم الإرهابي منها، فبعد أن شارف التنظيم على الإنهيار بدأ باتباع أساليب وحيل مختلفة للهروب أو لممارسة إجرامه بالمدنيين كارتداء ثياب نسائية والتنكر بها، لذلك قامت الشرطة العراقية بحظر النقاب الذي كان مفروضا على الناس خلال فترة سيطرته على الموصل.
ولم تكتفي القوى الأمنية بذلك بل حظرت أيضا سير الدراجات النارية والشاحنات الكبيرة بعد السادسة مساءا وشراء شريحة هاتف محمول دون بطاقة شخصية أو أوراق ثبوتية في محاولة لمنع التنظيم من التسلل أو تنفيذ أي عمل إرهابي.
وأثناء تواجد التنظيم في الموصل فرض على النساء ارتداء النقاب الأسود خارج منازلهم، كما فرض على المحال التجارية عرض اللباس الشرعي فقط.
يشار إلى أن القوات العراقية بدأت في السابع عشر من تشرين أول/ أكتوبر الماضي عملية عسكرية واسعة النطاق لتحرير مدينة الموصل مركز محافظة نينوى من إرهابيي داعش، وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في الرابع والعشرين من كانون ثان/ يناير الماضي تحرير الجانب الأيسر من المدينة بالكامل. حيث كان هناك نحو 200 ألف مدني محاصرين في مناطق يسيطر عليها “تنظيم الدولة”، وها هي الآن تقترب من إعلان تحرير الساحل الايمن بشكل كامل.
ومع بدء المعارك في الموصل فر نحو 800 ألف شخص من المدينة أي أكثر من ثلث السكان قبل الحرب ولجأوا لأصدقاء أو أقارب أو مخيمات للنازحين.