لغتنا العربية أيضا تحتاج لثورة
– لغتنا العربية, لغة الإسلام, لغة أهل الجنة, اللغة الجميلة التي تلهج بها ألسن أكثر من ربع مليار إنسان على أرض المعمورة , اللغة التي جاءت معجزة آخر أنبياء الأرض وفقا لقواعدها وقوة إيقاعها وتأثيرها على الأنفس ,اللغة التي وصفها جل وعلا بأنها اللغة الوحيدة التي ليست (عوجاء ) {ق?ْرآنا?ٍ ع?ِر?ِب?ي?ا?ٍ غ?ِي?ر?ِ ذ?ي ع?و?ِج?ُ ل??ِع?ِل??ِه?ْم? ي?ِت??ِق?ْون?ِ }الزمر28 والتي يوصف من ينطق بها بأنه ذا لسان فصيح بين? ليس أعجمي {و?ِل?ِق?ِد? ن?ِع?ل?ِم?ْ أ?ِن??ِه?ْم? ي?ِق?ْول?ْون?ِ إ?ن??ِم?ِا ي?ْع?ِل??م?ْه?ْ ب?ِش?ِر?َ ل??س?ِان?ْ ال??ِذ?ي ي?ْل?ح?د?ْون?ِ إ?ل?ِي?ه? أ?ِع?ج?ِم?ي??َ و?ِه?ِـذ?ِا ل?س?ِان?َ ع?ِر?ِب?ي??َ م??ْب?ين?َ }النحل103, ولأن كل لغة تندرج تحتها عدد من اللغات العامية أو المتداول أو كما ي?ِحب أن يطلق عليها (لغة الشارع) فأصبح الأمر من المنظور العام مسموح به كونه أساس التواصل بين الأفراد بعيدا عن التشدد في الألفاظ واللهجات وتطورت وتشتت وفقا لكل دوله عربيه بل أنها متنوعة في الوطن الواحد وفي المنطقة الواحدة ولكل? لهجة يتكلم بها , ومن هذا المنطلق فلا أرى باسا في هذا أو ممانعة كوني أنا أتعامل مع الجميع بلهجات عاميه العربية أساسها وأحاول أتكيف وألون لساني وفقا للشخص المتحدث لديه كوني أقطن بلاد الحرمين وتنوع الجنسيات العربية فيها ولأن الأمر لا ضير فيه كونها لغات التقارب بين الأمم العربية اللغة الفصحى مرجعية الجميع وهي أيضا لغة القرآن والقرآن ثابت وراسخ بعيدا كل البعد عن التحريف والتزوير والتغيير ولكن ما شدني لإطلاق أناملي لكتابه هذا لمقال هو ما وجدت أن هذه اللغة العربية التي تحولت إلى لغة عامية وأ?ْشتق? منها لهجات عديدة فقد تحورت هذه اللهجات إلى طريق أكثر تخوفا ورعبا مما قد تؤل إليه الأمور من احتضار للغة الأم على الأقل في المدارس والجامعات والتعاملات المجتمعية سواء كان هذا الأمر لفظا أو كتابة , فطول التعامل مع هذه اللغات العامية والتعايش معها والتعمق فيها وتناسينا للقرآن الكريم سواء في القراءة أو التدبر أو التعامل مع محتوياته أوصل اللغة العربية الأم إلى منحدر خطير ومفجع حيث تحولت اللهجة العامية من مسألة تعامل وتواصل بين الأفراد إلى لغة كتابة وتحولت من مسألة كتابه عادية إلى الكتابة الرسمية والتعاملات العملية والعلمية بل أن الأمر تعدى هذا إلى غرس حروف في الرأس وكأنها هي الحروف اللازم التعامل بها وفقا للمعطيات التالية فمثلا نجد اللهجة العامية التي يلفظ أهلها حرف الـ(ز) مكان حرف الـ(ذ) نجد في بداية الأمر أن أمرها طبيعي كونها لهجة عامية لملايين الشعب وكون أهلها يعلمون تمام العلم أن أصل الحرف الأول هو الحرف الثاني ولكن الفاجعة عندما تتركز فكرة أن كل حرف (ز) في لفظهم هو حرف (ذ) في كتابتهم فتتحول كلمة (أعزاء ) عند النطق إلى (أعذاء ) عند الكتابة وتتحول كلمة ( زبانية ) إلى كلمة (ذبانية) وتتحول كلمة (زميل ) إلى (ذميل) , ثم أننا نجد أن شريحة كبرى من الشعوب العربية وللأسف تتجاوز ال70% أو أكثر من هذا الرقم يكتبون (إن شاء الله ) كلمة مدمجة ( إنشاء الله ) وشتان ما بينهما بل الأدهى من هذا أن الجميع لا يلقي بالا على الإطلاق لهذا الفرق ثم تأتي مصيبة عربيه أخرى من خلال تعامل الشباب العربي أو معظم الشباب مع الحركات ( الفتحه – الضمه – الكسرة – التنوين – التسكين – التشديد ) وغيرها معامله الحروف في اللغة الانجليزيه فكلما ينطقونه يكتبونه حروفا متناسيين أن هذه العلامات تجري مجرى الحروف فمثلا نجد الكلمة ( إذا?ٍ ) ت?ِكتب ( إذن ) وكلمة ( ضربا?ٍ من الخيال – ضربن من الخيال ) فتغيرت التنوين إلى نون في وقت أن الكلمتين لهما معنيين مختلفين وأيضا كلمه ( إنه?ِ) والتي أعلى حرف الهاء ضمه يتم كتابتها ( إنهوة ) ولم تسلم أسماء الإشارة من هذا التخبط اللغوي ف ( هو ) يتم كتابتها ( هواء أو هوى ) و (هي ) تكتب (هيا وأحيانا تتجاوز إلى هياء ) وأيضا الدمج كما أسلفت في (إن شاء الله ) فنجد بدل أن يكتب ( من هو ومن هي?) تدمج إلى ( منهو و منهي ?) ولم تنجو من هذه المأساة (التاء المربوطه ) فقد تحولت بفعل فاعل إلى تاء مفتوحه فمثلا (إعادة ) يتم كتابتها ( إعادت ) فهذا فقط غيض من فيض فهناك عشرات بل مئات الكلمات التي يتم التعامل معها كما أسلفنا ولو أردنا أن نسرد كل الكلمات فلا يكفي لهذا مقال بل يحتاج إلى تأليف كتب وغير ذلك , ثم أنني لم أتطرق إلى الأخطاء الإملائية التابعة للهمزات والألف المقصورة والممدودة والتي تعجز الكبير قبل الصغير وأيضا أسلوب النحو الصرف والذي لا ينفع معه إلا (سيبويه بشحمه ولحمه ) كي يعمل ثورة لغوية من جديد ت?َعيد للعربية رونقها , ولعل المشكلة الأكبر والأدهى عندما نجد الناس في حواراتهم الإلكترونية في الانترنت عندما يستشهدون بالآيات القرآنية يقعون في مثل هذه أخطاء مما يدعو للحسره والخوف والرعب كون هذه الأخطاء متعمدة (نتيجة جهل المتعلمين ) والخطأ في القرآن يندرج ضمن التحريف وإن