التحدي
الصمود الفلسطيني لأسرى الحرية في سجون الاحتلال يعكس مدي أيمان شعبنا المناضل بحتمية الانتصار واستعداده الدائم للتضحية فالبرعم من ممارسات الاحتلال القمعية والمنافية للقيم والأخلاق ألا ان الأسرى في سجون الاحتلال يواصلون نضالهم وتمسكهم بحقوقهم الوطنية ويواصلون حياتهم الخاصة وراء القضبان بإصرار وثبات وقوة الموقف وإيمانهم المطلق بحتمية الانتصار واستعدادهم الدائم للتضحية .
فمن الأسرى ومن وراء القضبان تألق الاستشهاد .. وخرج قادة شهداء أبطال .. بل تطورت الثورة وتعاظمت بفعل صمود الأسرى وإصرارهم علي النضال الوطني من اجل استرداد الأرض الفلسطينية وتحرير فلسطين ودحر الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا الفلسطينية.
ان المعركة الحقيقة التي نخوضها اليوم هيا معركة الأسرى متمثلة في الصمود والتحدي والتمرس أمام حقوقنا الوطنية وصياغة المستقبل وكتابة التاريخ الفلسطيني بقوة الموقف وبأيمان مطلق بان من يصنع الحدث هو الأسير الفلسطيني خلف قضبان الأسر لأنه اعتقل من اجل قضيته العادلة ومازال يقبع خلف القضبان مؤمنا بقضيته ومناضلا من اجلها وبان الأسر تحول الي مدرسة ثورية ووطنية لتخريج الكادر المناضل والصلب في مواجهة الاحتلال ..
ان حياة الأسرى داخل الأسر لا تختلف كثيرا عن حياة شعبنا الفلسطيني فالكل يتابع الهم الوطني والكل يتطلع الي وحدة شعبنا وإنهاء الاحتلال ولكن صمود الأسرى يعكس مدي توحد الشعب الفلسطيني فبرغم الخلافات الصعبة التي شهدتها الساحة الفلسطينية الا ان الأسرى داخل سجون الاحتلال كانوا دائما متوحدين وموحدين القرار والموقف وهم أول من صاغوا وثيقة الأسرى واتفقوا علي وحدة الموقف الفلسطيني وضرورة ترسيخ الوحدة الفلسطينية وان موقف الأسرى اليوم من ضرورة وحدة الموقف الفلسطيني وضرورة ان يكون شعبنا موحدا قويا في مواجهة مؤامرات تفككه واستهداف المشروع الوطني برمته للنيل من شعبنا الصامد المرابط والنيل من نضالنا الوطني وحقوق شعبنا .
ان مواقف الأسرى هيا المواقف الوحدوية القوية والمؤثرة علي مجمل الأوضاع علي الساحة الفلسطينية وخاصة الداخلية ولها علاقاتها ومواقفها المؤثرة .. فان دعوة الأسرى في سجون الاحتلال الي وحدة الموقف الفلسطيني اليوم والي ترسيخ نهج المصالحة وتعزيز صمود شعبنا في مواجهة الاحتلال يدلل علي أهمية المنطلق الوطني وقوة المواقف التاريخية التي يتبناها الأسرى في سجون الاحتلال من اجل مصلحة شعبنا الوطنية .
ان الشعب الفلسطيني اليوم بحاجة الي ان يكون موحدا قويا في وجهة الصراعات الداخلية والتناحر الذي يخدم العدو الإسرائيلي بالدرجة الأولي وان يتبنى شعبنا وقيادتنا الفلسطينية مواقف الأسرى في سجون الاحتلال التي تعكس مدى الالتزام الوطني وحرص الجميع علي عدم فقدان البوصلة والاتجاه فقط صوب الاحتلال العدو الأول والأكبر لشعبنا .
ان وحدة الموقف الفلسطيني وترسخ الوحدة الوطنية وتبني وثيقة الأسرى الوحدوية ونداء الأسرى يعبر عن مدي أهمية العلاقة بين شعبنا ومؤسساته الوطنية ويؤكد بان شعبنا الفلسطيني قادر علي حماية جبهته الداخلية من أي مخاطر ومن الاختراق الإسرائيلي ويعزز صمود شعبنا في مواجهة الرفض الإسرائيلي والتعنت الدائم تجاه استحقاقات عملية السلام .
ان وحدة مواقف أسرى الحرية في سجون الاحتلال كانت تنطلق دائما من خلال ضرورة ان يكون العمل الفلسطيني موجهة للعدو الإسرائيلي وعدم فقدان البوصلة خلال المسيرة الوطنية فلذلك حرص أسرى فلسطين علي توجيه نداء الحرية ونداء الأسرى الي شعبنا الفلسطيني بضرورة ان يكون موحد الموقف وقوى الجبهة الداخلية وان لا يفقد البوصلة او ينحرف وان يعمل علي ترسيخ الوحدة الوطنية كنهج أساسي واستراتيجي ويحمي شعبنا بقوة الموقف وبقوة الإرادة , وان لا يعطوا الاحتلال فرصه للنيل من صمودنا واللعب في البيت الفلسطيني الداخلي , فما أحوج شعبنا الي الوحدة الوطنية والي التوافق والاتفاق , بعيدا عن الحزبية المقيتة , وحفاظا علي جبهتنا الداخلية ومؤسساتنا الفلسطينية التي عمدت بدماء الشهداء , ومن اجل المستقبل والدولة الفلسطينية المستقلة نمضى وسنستمر موحدين بالرغم من كل مؤامرات النيل من صمودنا , موحدة مواقفنا , سنحمي جبهتنا الداخلية , ونحمي قراراتنا وبرؤية أسرانا , سنلتزم بالموقف الوطني الحريص علي شعبنا ونضاله الوطني الشامل ومسرته الكفاحية .
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية