امريكا تلتهم نفسها..!
بقلم / صارم الدين مفضل
قد تكون الازمة المتصاعدة خليجيا وعربيا مع دولة قطر مجرد سيناريو امريكي خليجي لجر ايران للحرب بعد توفير الاستعدادات اللوجستية والعسكرية للبدء بالحرب الاقليمية عليها!
من ينظر للمشهد من صنعاء الى الدوحة مع التصعيد الاعلامي الخطير ضد ايران طوال الفترة الماضية ودون اي تحرك عسكري حقيقي باتجاهها سيتراءى له شكل السهم “الناري” الممتد من جنوب الجزيرة في اليمن الى شرقها في قطر باتجاه ايران مباشرة!
وبالنظر للاعتبارات الجيوسياسية في المنطقة بعد عدة سنوات من الفوضى والحروب والتي تشير -بحسب قراءات “اعلامية” خليجية- الى عدم قدرة حزب الله -المنهك في سوريا- على الدخول في حرب مع اسرائيل او غيرها ما لم تشن هي عدوانا مباشرا على لبنان، وكذا الى ما تعانيه سوريا والعراق واليمن من صعوبات وعوائق تحد من قدراتها العسكرية؛ ندرك بان المشروع الصهيوامريكي بات جاهزا للانقضاض على ايران بقوات خليجية ودعم عسكري ولوجستي امريكي مباشر ايا كانت الخسائر التي يمكن ان تلحق بقواته وقواعده في المنطقة.
وبالنسبة لاسرائيل فلن تكون قادرة على ان تتدخل في هذه الحرب بصورة مباشرة او غير مباشرة بغرض تفادي اي ضربات صاروخية من ايران وحلفائها، وستعمل على ايصال رسالة عسكرية حازمة لايران في حال قامت باستهدافها من شأنه ان يصعد من حدة الحرب ونوعية الاسلحة المستخدمة والاهداف المدرجة بقائمة الاعداء.
ومعلوم ان الايرانيين -بحسب ذات القراءات الاعلامية الخليجية- لن يضحوا بكل ثقلهم طالما يرون امكانية تلافي الخسائر المادية (عسكريا واقتصاديا) وتجاوز مخاطر الاجتياح البري او تغيير نظام الحكم بقوة الحرب الخارجية، باعتبار ان ذلك سيترك لتفاعلات الداخل الايراني بعد انتهاء الحرب!!
فهل يمكن ان يحصل هذا السيناريو ام ان الامريكي والاسرائيلي لا يضمنا تحقق تلك النتائج وفقا لحسابات الربح والخسارة المسبقة، وهو ما يشير لمستوى ضعفهما رغم امتلاكهما كل عناصر القوة المادية العسكرية والتكنولوجية؛ التي اثبتت الوقائع الميدانية انها ليست كل شيء، وبالتالي يمكن القول بأن المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة فشل وأن أمريكا باتت تأكل نفسها وتلتهم أدواتها؟!