المرأة اليمنية من قهر الثورة إلى ثورة القهر
منذ عقود خلت كان اسم المرأة اليمنية يرتبط فقط بالريف بكل أعماله وتقاليده وتعصبه وشظف العيش فيه ?ت?ْولد الأنثى في ذاك الريف في اغلب العائلات ولا نبالغ إن قلنا في جلها مكروهة وهو ما تؤكده مجموعة من الأمثال المتوارثة –حيث وان الأمثال هي المرآة العاكسة لزمن أو جيل أو واقعه_ والتي تعكس لنا قدر الأنثى آنذاك في تلكم الأرياف مثل( دفن البنات من المكرمات) (البنات بضاعة كرث) في دلاله مؤلمة على سرعة عطب الأنثى إن لم يتم التخلص منها بالزواج المبكر .ثم بعد ولادتها يتم ختانها في كثير من القرى بذريعة إن الختان عادة اسلاميه _ والإسلام منها براء_ تقوم على كبح الشبق الجنسي لدى الفتاة خوفا عليها من الانجراف خلف رغباتها الفطرية في سن مبكر مما يقضي على حياة تلك الفتاة الجسمية والنفسية بعد الزواج هذا إن حالفها الحظ ونجت من مضاعفات الختان والمفضية في اغلب الأحيان إلى الوفاة .وتعيش الفتاة بعد ذلك بين مطرقة العيب وسندان الأعمال الشاقة حتى توافيها المنية? فهي بنت والبنت عار لذا يجب إخفاء كامل جسدها بالثياب والرقع مهما صغر سنها ومع الوقت يختفي حتى صوتها المطالب بأبسط الحقوق الانسانيه فهي باعتبارها بنت(والبنت عار لهم) لا يحق لها التعليم وحتى بعد أن طرأ بعض التغير الطفيف بفعل الزمن كان التعليم يتم في أضيق الحدود فيما يسمى بالكتاب أو المعلامه وبعيد عن الاختلاط بالصبية وحتى هذه المكرمة اليتيمة لم تشمل كل العائلات بل اقتصرت فقط على بنات العائلات الكبيرة في تلك القرى ولفترة وجيزة. وفي أثناء الطفولة والتي من المفترض أن تكون لها خصوصيتها من حيث اللعب والمرح والتدليل تجد البنت في ذاك الزمان والمكان قليل ما تعيش سنها وخصوصيته حيث يشتغل الأهل بإعدادها لبيت الزوجية لذا يزج بها للقيام بالأعمال الشاقة والتي لا تتناسب وسنها من كنس وطبخ ونقل للحطب والمياه من أماكن بعيده ورعي للماشية وحلب للأبقار وفوق كل ذاك لا يحق لها الشكوى لأنها بنت وصوت البنت أيا كان ما ينطق به عورة فما بالك لو طالبت بحقوقها أو حتى اشتكت!
وينتهي المطاف بابنه السابعة في بيت الزوجية بعد أن تكون قد استوعبت كل أعمال البيت إلا أن جسدها الغض لم يستوعب بعد ما سيقع عليه فيما بعد.وبعدها تعيش خادمة صغيره لزوج وأهل الزوج تذوق الأمرين في سكوت خانق قاتل بالنسبة لها حتى تضمن عدم تطليقها فالطلاق لابنه القرية قد يعني الطلاق من الدنيا كلها عند بعض القرى وعندما يشأ المولى أن تحمل تلك الأنثى الضعيفة فهي حقيقة تبقى حامله للأطفال في أحشائها ما شاء الله أن تبقى تلك الأنثى أرضا خصبه للاجنه وحامله للهم والجهل والتهميش باقي حياتها حتى لا تعاب هي وعائلتها وقريتها.
سارت عجلة الزمن قليلا نحو التطور إلا أن تلك العجلة الخاصة بالفتاة اليمنية كانت دائما ما تعلق بالكثير من المطبات كتلك المأخوذة مثلا من نصا محرف الفهم من الدين إلى مطب العادات والتقاليد الفض العتيد والصلف .س?َمح خلال تلك الفترة للفتاة اليمنية بالالتحاق بالمدرسة ولكن لأعوام محدودة مع بقاء تكاليف الأعمال المنزلية حتى في المدينة على عاتقها وبقاء صوتها مكبوتا داخل حنجرتها وحاجتها لإثبات نفسها ولتعبير عن نفسها معتقلا داخل صدرها? فالأهل يختارون المدرسة والصديقات وحتى ملابس العيد والأهل يختارون ماذا ستأكل وماذا ستعلب وكيف وحتى المصروف إن وجد كم سيكون وكيف سي?َنفق فهي أولا وأخيرا بنت فهي كفتاة لا يحق لها أن تعلب مع الصبية مهما صغر سنها وسنهم وحتى مع وجود الرقابة وهي كفتاة لا تستطيع أن تمتطي حمار أو أن تلعب بالدراجة ولا تستطيع القفز خوفا على عذريتها وهي كفتاة لا تستطيع أن تآكل مأكولات معينه ومشروبات كذلك لنفس السبب وهي كفتاة لا يحق لها الاستمرار في التعليم إذا ما جاء النصيب مهما صغر سنها فالزوج بالنسبة للأهل في ذاك الزمان والمكان هو الأساس وكل ما عدا الزوج فان وغير ضروري لها ومن ثم يأتي الزوج بالطبع فلا يؤخذ رأيها إلا شكليا ويزج بها في أتون الحياة الزوجية دون وعي ولا قدرة نفسيه ولا جسديه .
تطورت الحياة وبدأت تلك المطبات والعوائق تتلاشى بشكل ملحوظ حتى وان كان بطيئا إلا انه ملموسا ?فقد أضحت الفتاه قادرة على الالتحاق بالمدرسة الاعداديه والثانوية بل وحتى الجامعية وأصبح رأيها يؤخذ بعين الاعتبار في كثير مما يتعلق بشؤون حياتها وأصبح دور الأسرة موجها ومراقبا حانيا أكثر منه سلطويا ديكتاتوريا وأصبح بمقدور الفتاة أن تقف لتبتاع ما تشاء من المحال وتحادث الباعة دون حرج طالما وذلك في حدود ما ت?َعرف به الفتاة اليمنية المسلمة من حشمه .وأصبحت تختلط بالرجل في مجالات كثيرة بل وتنافسه وتضاهيه في كثير من المجالات ضمن نفس الحدود وأصبحت قادرة أيضا على اختيار شريك حياتها بتوجيه من الأهل بل وأصبح لها دورا سياسيا إذ بات لها حق الاقتراع والتصويت وحتى الترشح لأكثر من منصب سياسي ولا ننس ترشح الاستاذه رشديه القيلي لرئاسة الجمهورية ضد الرئيس على عبد الله ص