الداخلية وبرامكة الحصبة
أذناب خلفتها أنظمة ودويلات ومماليك حاولت التأقلم مع المتغيرات التي جسدت إرادة اليمنيين في العام 1962م من أوائل ستينات القرن الماضي.. واجتهدت في التأقلم مع هذه المتغيرات وارتداء عباءتها الثورية والظهور بالمظهر الأكثر مدنية وحضارية بينما ظلت تسكن جوهرها تناقضات الماضي البغيض وتتحين الفرصة للانقضاض على الأخلاقيات الجديدة ووأد أحلام وطموحات الشعب اليمني الذي كان كبيرا في استيعاب هذه الإذناب رغم إيمانه بأنها لم تعد سوى كيانات هلامية انقرضت تسعى لتجسيد الماضي البغيض بكل أفكاره وإحداثه وثقافاته المريضة التي لم يعد لها متسع او مكان في الخارطة السياسية والاجتماعية بعد الانطلاقة اليمنية الحضارية نحو المستقبل التي تجسدت من خلالها إرادة اليمنيين في 22 مايو 1990م والتي لم تستوعبها هذه الإذناب وظلت تنظر إلى الدولة وكأنها جزء من ممتلكاتها الخاصة وتنظر إلى رئيس الدولة وكأنه أحد رعاياها الذي لا يجب ولا يجوز له أن يتصرف بما يخالف أو يتعارض مع إرادة زعيم القبيلة الأطول عهدا في التاريخ بل أن أي يتصرف قد يقوم به رئيس الدولة يستهدف من خلاله خدمة الوطن يعد في حد ذاته تحديا لا يجب السكوت عليه من قبل هؤلاء الإذناب الذين يتوهمون بأنهم أوصياء على الشعب اليمني وورثه شرعيين لكل ممالك ودويلات الظلم والاستعباد التي تمزقت وتداعت أركانها على الخارطة السياسية والجغرافية إلا أنها ما زالت تجد بيئة خصبة في ثقافة وفكر الذين لم يستوعبوا حتى ألان أن اليمنيين انطلقوا ولم يعودوا يعيشون أزمنة القهر والاستعباد والإذلال ومصادرة الحقوق والحريات في عتمة زنزانة الشيخ الشديدة الظلم والظلام ولأن هؤلاء ما زالوا كذلك كشفت الإحداث أقنعة الزيف التي كانوا يختبئون خلفها وانقشعت الغيوم لتعري أحلامهم الزائفة وتلك الأقنعة قاتمة السواد عندما طالت أياديهم بعض مؤسسات الدولة ووزاراتها الواقعة في النطاق الجغرافي لمحمية برامكة الحصبة وكأنها جزء من ممتلكاتهم الخاصة ولكن سرعان ما كبحت جماحهم وصدمت جباههم في حائط وزارة الداخلية التي كانوا يعتقدون بأنها الصيد السهل والأغزر دسومة كونها لا تبعد عن مقاطعتهم سوى مرمى حجر ولم يكونوا يعلمون بأنها عصية ليس من السهل الاقتراب منها او ملامسة جدرانها كونها قلعة شامخة جعل منها اللواء مطهر المصري حصنا منيعا صعب المنال.
لقد تحرش بها أولئك البرامكة ولنهم تعلموا درسا قاسيا جعلهم يعرفون حقيقة حجمهم وواقعهم مع إنهم لم يتعودوا أن يقف أحدا في وجوههم أو أمام إرادتهم ? وإنما كانت صفعت اللواء مطهر المصري صفعة قوية وضربتهم في مقتل لن يتعافوا منه أبدا وأكد لهم أن وزارة الداخلية ستظل شامخة عصية طالما وفيها أولئك الرجال الأوفياء