اوساط سياسية موالية للسعودية تكشف عن الدور الخطير للامارات في تعز
شهارة نت – عدن :
تزايدت حدة الشكوك لدى الاوساط السياسية الموالية للسعودية من الدور الذي تلعبه دولة الامارات فيما يسمى بالتحالف العربي.. واشارت الى ان الامارات ارادت ان تكون شوكة في خاصرة السعودية من خلال تواجدها في التحالف، ولم تجد دولة الطرف أفضل من محافظة تعز لتنفذ من خلالها أجندتها في تشتيت جهود التحالف من جهة وفي زرع الشكوك والمخاوف بداخله من جهة اخرى.
واوضحت ان اختيار دولة الامارات لمدينة تعز بالتحديد، يعود لمعرفتها بمدى ثقافة أهلها ومدنيتهم وتمتعهم بمستويات تعليمية عالية، ولأنها الاكثر كثافة سكانية، ولكون لها امتداد جغرافي مع محافظ لحج الجنوبية، ولتمازج الثقافة العدنية بالثقافة التعزية ، كون كلا المدينتين كانتا حلقة واحد في اشعال الثورة ضد الاحتلال البريطاني في الجنوب، والحكم الامامي في الشمال، كل تلك العوامل وغيرها جعلت من تعز هدفا رئيسيا للإمارات، كي تكون الحجرة التي تتكسر عليها اهداف التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن.
واشارت الاوساط السياسية الى ان هدف التحالف في الوصول الى العاصمة اليمنية صنعاء، لا يمكن له التحقق الا من بوابة تعز، لهذا عملت الامارات على عدم تقديم الدعم اللازم في تعز.
وعزت الاوساط فشل المعركة في تعز الى قلة الدعم للجماعات المساندة للتحالف السعودي من الأسلحة الثقيلة والنوعية ، الأمر الذي جعلها تفقد بعضا من مواقعها، وسط تساؤلات عن موقع ومكانة المدينة وعامة المحافظة ضمن أولويات الخطط العسكرية للتحالف في اليمن، مشيرين الى نجاح الامارات في ابعاد تعز عن اولويات الحسم، حتى عندما قررت التحرك نحو المخاء –ميناء يتبع تعز- لم تتقدم نحو قلب مدينة تعز.
ولكي ينشغل التحالف السعودي عن تعز ، فقد اسست الامارات بالتحالف مع قيادات في الاخوان المسلمين، لكيانات تحت مسمى المقاومة تتصارع فيما بينها، ولتحول تعز الى صراع داخلي بين تلك الجماعات المسلحة، فمنذُ بداية ما يسمى عاصفة الحزم تمكن الجيش اليمني واللجان الشعبية من منع وصول أي دعم عسكري إلى مسلحي التحالف التي يقودها الزعيم القبلي المحسوب على حزب الإصلاح فرع الإخوان المسلمين في اليمن ” حمود المخلافي ” لكن المعارك اتسعت رقعتها في الأشهر الأخيرة وتنامت الجماعات الإسلامية المتشددة وظهور مُسميات لجماعات مسلحة تقول إنها تساند أبناء تعز في تحرير مدينتهم ، والتي بلغ عددها أكثر من عشر فصائل مسلحة، وكل فصيل منها مسيطر على منطقة ولكل فصيل مصادر دعم، وكلها لا تخدم توجهات التحالف السعودي بقدر ما تخدم دولة الطرف، من خلال نشر ثقافة التناحر بين ابناء مدينة تعز .
ويشير عبد العزيز العامر –كاتب مهتم بالشأن في تعز- الى ان هناك فصائل مسلحة مختلفة بتعز أبرزها :
1- لواء الصعاليك ( قام بتأسيسة الحسين بن علي ، نجل قيادي في حزب الإصلاح شاب من جبل صبر المطل على مدينة تعز من الجهتين الجنوبية والغربية جده أبو أمه القيادي الإصلاحي عبد الملك الحدابي .
2- كتائب الموت ( مجموعة مسلحة من خريجي السجن المركزي الذي استقبلتهم المقاومة وشكلوا كتائب تسمى “كتائب الموت” بقيادة هاني السعودي نفذت تلك الكتائب عملية سطو وسرقة ونهب العديد من المحلات التجارية والعديد من السيارات وقتل عشرات المواطنين بينهم عضو البرلمان اليمني”محمد حسين طاهر ” عندما ذهبوا لسرقة سيارتة وأردوه قتيلا مع شقيقة الأصفر ، وتصاعدت وتيرة الخلافات الداخلية بين المليشيات، إذ قامت “كتائب الموت” بإعدام أحد الشباب المنتمين لـ أحد فصائل مايسمى “المقاومة”، وقاموا برمي جثته في منطقة السائلة، مدعين أن “عبد الله السبئي” القائد الميداني لـ”المقاولة” في كلابة المقرب من حمود المخلافي.
3- تنظيم القاعدة ( تنظيم متطرف يتخذ من جنوب اليمن مقرًا له ظهر التنظيم إلى الوجود في بدايات تسعينيات القرن الماضي لمحاربة الوجود الغربي في شبه الجزيرة العربية ثم تطورت عملياته بعد ذلك لتشمل السلطة القائمة في كل من الرياض وصنعاء بعدما سعى البلدين إلى القضاء على التنظيم أفاد تنظيم القاعدة أن عشرات المقاتلين التابعين لهم يتواجدون في محافظة تعز لمحاربة ما أسموها الروافض ( الحوثيين ) ونفذ تنظيم القاعدة عشرات العمليات المسلحة ضد الجيش واللجان في تعز ونشر التنظيم مشاهد مصورة تظهر ذالك.
4- حماة العقيدة ( تنظيم متشدد مسلح يقودة “أبو العباس” (عادل عبده فارع) سلفي التوجه، وأحد طلاب مركز دماج السلفي في صعدة (شمالا)
5- جماعة حمود المخلافي ( جماعة مسلحة تحت فصيل المقاومة الشعبية في تعز ويدعمها تحالف عربي تقودة السعودية ” .
6- كتائب الحسم ( جماعة مسلحة تساند مسلحي التحالف في القتال ضد الجيش واللجان، اتهمت هذه الكتائب بعملية سحل وإعدام أكثر من عشرة أشخاص وفقاً لاتهامات الجيش واللجان.
7- تنظيم الدولة الاسلامية (يُعرف في اليمن اختصاراً بـ داعش، وهو تنظيم مسلَّح يتبع الأفكار السلفية الجهادية بالإضافة لأفكار ورُؤى الخوارج ويهدف أعضاؤه حسب اعتقادهم إلى إعادة “الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة” ويتواجد أفراده وينتشر نفوذه بشكل رئيسي في محافظة حضرموت ومحافظة عدن، جنوبي البلاد ويقاتل التنظيم بمئات من عناصره ضد الجيش واللجان الشعبية في تعز منذُ قرابة العامين .
8- أنصار الشريعة ( جماعة أنصار الشريعة هي منظمة تتواجد جنوبي اليمن تشمل وحدات من جماعات متطرفة، بما في ذلك تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يعرف التنظيم أيديولوجيا باتباعة الأفكار السلفية الجهادية يتخذ أنصار الشريعة من جنوب اليمن مقراً له ( أبين ) يشارك التنظيم في القتال منفردا ضد الجيش واللجان الشعبية في تعز ونشر التنظيم مشاهد مصورة تظهر تنفيذ عمليات انتحارية ضد الجيش واللجان الشعبية .
9- مسلحو صادق سرحان( قوات عسكرية مدربة تنظوي تحت قيادة الجيش الموالي لهادي.
واعترفت تلك الاوساط ان انتشار الجماعات المسلحة بهذه الصورة المخيفة بمدينة تعز، هي صورة مكررة لما يحدث في ليبيا، متهمة الامارات بالوقوف وراء استنساخ المشهد الليبي ، ونقله الى مدينة تعز، وبهذا نجحت في نشر الصراعات في المدينة المسالمة، وحولتها الى اقطاعيات مسلحة، نعمل كل واحدة ضد الاخرى، ولكن في المحصلة تعمل كلها ضد التحالف وهادي، تماما مثل ما هو حاصلا في ليبيا، ولعل خطر ما يحصل في ليبيا انتقل الى مصر، وهو ما جعل الجيش المصري يقوم بغارات جوية على مدينة درنة الليبية بعد شكوك مصر في ضلوع الجماعات المسلحة في درنة والمنتمية لداعش، بقتل اكثر من 28 قبطي في احدى الحافلات بمحافظ المنيا في اول ايام شهر رمضان 27 مايو 2017م .
واعتبرت ان تكرار المشهد الليبي بمدينة تعز اليمنية فيه انتكاسة للتحالف وللسعودية على وجه الخصوص، والمستفيد الاوحد من ذلك هي دولة الطرف التي تجتهد في افشال عمل التحالف، سعيا لتنفيذ اجندتها الخاصة بها، في جعل اليمن بؤرة ساخنة لتكون شوكة في خاصرة السعودية، ولتنجح في جعل الانفصال خيارا لابد منه، لتستأثر بخيرات الجنوب، ولتظهر التحالف بالمظهر السيئ، وتحميله تبعات ذلك الانفصال.