خبراء وباحثون : : صفقات السلاح الأمريكية للسعودية صبٌ للزيت على منزل مُشتعل
شهارة نت – استطلاع
– تكثر المواقف الغربية المعارضة والمنددة بالخطوة التي أقدم عليها دونالد ترامب بتوقيع صفقات وعقود تسليح بمئات المليارات مع السعودية. حيث يتناول الإعلام الغربي والأمريكي هذا الأمر إضافة إلى زيارة ترامب للسعودية من وجهات نظر وزوايا مختلفة.
يتناول هذا التقرير ما نشرته قناة “سي ان بي سي” الأمريكية التي اعتبرت أن توجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيادة التحالف مع السعودية وتوقيعه على صفقات سلاح تزيد قيمتها عن 110 مليارات دولار سيكون له عوائد مالية ضخمة ومهمة للشركات الصناعية في البلاد، ولكن الموافقة الضمنية لترامب على السياسات السعودية المتطرفة قد يحمل أضرار وخسائر كبيرة لواشنطن.
فقد نشر الموقع الإلكتروني للقناة الأمريكية تقريرا بقلم الكاتب “توم دي كريستوفر” استعرض فيه مواقف ناشطين وسياسيين فكتب: “صفقات التسليح للسعودية والتي بلغت قيمتها 110 مليارات دولار، دليل على إعادة التموضع الأمريكية مقابل الائتلاف العربي بقيادة السعودية الذي يشن حربا على اليمن والذي أدى إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين إلى اليوم. هذا الدعم الكبير للسعودية وعدم الالتفات إلى مسائل تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان والحقوق المدنية، هو رهان سياسي كبير من قبل البيت الأبيض على السعودية في مواجهة الإرهاب ولا يوجد أي ضمانات على هذا الرهان بأنه سيأتي بأرباح لأمريكا.
وبناء على هذا الرهان ستتمادى السعودية أكثر وستطول الحرب في اليمن، كما أن فرع القاعدة وداعش في اليمن سيتمكنا من الاستفادة من الوضع اليمني الحالي لتوسيع نفوذهم.
يضيف دي كريستوفر إن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وعلى الرغم من وقوفها القاطع إلى جانب الائتلاف السعودي في اليمن، إلا أن أوباما خضع لضغوطات المشرعين والمدافعين عن حقوق الإنسان الأمريكيين ومنع تسليم بعض الأسلحة المهمة كما حد من تبادل المعلومات مع السعودية، وقد ظهر هذا الأمر بشكل واضح عندما هاجم الائتلاف السعودي مجلس عزاء في تشرين الأول اوكتوبر الماضي ما أدى إلى مقتل أكثر من 100 مدني.
ثم ينقل دي كريستوفر عن “ريتشارد هاس” رئيس “مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي” ما قاله يوم الاثنين المنصرم لقناة فوكس نيوز: يقول هاس “لقد سلم ترامب زمام بلادنا للسعودية وحلفائها السنة” ويضيف: “هذا الأمر أتى من جهة واحدة، إلا إذا قامت الرياض –وهي ملكية استبدادية- بتغيير أسلوبها. أنا أعتقد أننا يجب أن نلتفت أكثر وأن لا نتطرف في دعم شركائنا السنة، ويجب أن نأخذ إيران على محمل الجد. أما في الملف اليمني فأنا قلق لأن الحرب هناك شبيهة إلى حد كبير بحرب الفييتنام” معتبرا أنه وبعد مضي عامين على بداية الحرب فقد وصلت اليوم إلى مرحلة حساسة. فالسعودية وبعد سنتين من الحرب تجد نفسها في مأزق، لقد حصدت الحرب أرواح ما يقارب عشرة آلاف ضحية من المدنيين والأوضاع الإنسانية إلى أصعب.
أما “بروس ريدل” مدير “مشروع المعلومات الاستخبارية” في معهد بروكينغز كتب في مقال له هذا الأسبوع: “التدخل السعودي في اليمن، أوقع الرياض في مأزق مكلف لا تعرف كيفية الخروج منه”.
ريدل الذي كان مستشارا في أمور الشرق الأوسط لأربع رؤساء أمريكيين سابقين كتب أيضا: “الحرب السعودية على اليمن مرتبطة بالدعم الأمريكي، الكونغرس الأمريكي وبشكل متزايد يقف ضد إعطاء الملك سلمان وابنه شيكات على بياض في اليمن، من أجل حرب أدت لخسائر بشرية كبيرة في البلد العربي الأكثر فقرا”.
منظمة العفو الدولية بدورها والتي ترصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، انتقدت بقوة صفقات السلاح الأمريكية السعودية.
“اريك فريرو” مسؤول علاقات المنظمة في أمريكا اعتبر أن صفقات السلاح التي وقعها ترامب هي بمثابة صب الوقود على بيت يحترق، بعد إقفال أبواب المنزل. وهناك الكثير من الشواهد التي تؤكد ارتكاب جرائم حرب من قبل السعودية وحلفائها في اليمن، واستمرار تسليح الرياض سيؤدي إلى زيادة هذه الجرائم بحق المدنيين”.
يضيف فريرو: “هذه الحرب ستعطي فرصة للقاعدة في شبه الجزيرة العربية وبمستوى أقل لداعش للتوسع على الأراضي اليمنية”.
أمام هذه التعليقات التي نقلها دي كريستوفر عاد ليذكر بموقف البيت الأبيض الذي أعلن أن هذه الصفقات ستساعد السعودية على مواجهة العمليات الإرهابية في المنطقة، وتخفض من مهام الجيش الأمريكي في هذا الإطار.