المصري .. ” لواء ” بكامل عتاده
لا أعتقد أن صحفيا?ٍ أو إعلاميا انتقد أداء أجهزة الأمن و الشرطة ومعالي وزير الداخلية اللواء مطهر رشاد المصري كما انتقدته في كتابات و تصريحات و برامج تلفزيونية و فعاليات جماهيرية عديدة و في مناسبات غير سارة عديدة .. و رغم كثرة تناولاتي لأجهزة الأمن و وزارة الداخلية و شخص الوزير المصري ? إلا??ِ أني لم أشعر ذات يوم أني محاط بخطر من ذلك الذي يدعيه كل من هب و دب أو كتب سطرا أو مقالا?ٍ مرتعشا?ٍ أو شائعة التقطها من هنا أو هناك ? و ما إن تخرج من حنجرة قلمه تلك التغريبة حتى تنهال عليه و حوله و منه بيانات التنديد بــ لعنات المقص و رقابة المخبرين و ملاحقات العسس و اعتداءات المعتدين الظاهرين و المستترين و المتنكرين بأزياء و هيئات مختلفة .. ( و الحديث السابق عن أزمنة ما قبل وصفة اكتشاف الأمن المركزي و الحرس الجمهوري بزي مدني ) …
و أذكر أن أحد قيادات المعارضة أخذ بيدي ذات يوم إلى جانب من ساحة الديمقراطية – أمام مجلس الوزراء – و همس في أذني – على طريقة المناضلين المخضرمين – قائلا?ٍ : ( لا تتطر??ِف ) .. و كان ذلك عقب كلمة شاركت بها في فعالية تضامنية أقيمت لصالح أحد المتضررين من الحوادث الأمنية ? في فترة شهدت البلاد فيه انفلات أمني مخيف .. و كان ذلك الحدث في إطار التظاهرات السلمية التي كنا نقيمها كل ثلاثاء بالتزامن مع انعقاد مجلس الوزراء .. (و الحديث هنا لا يزال عن أزمنة ما قبل اعتصامات المبندقين .. و براءة اختراع الفوضى .. و.الزحف السلمي و الاحتلال السلمي و الحرب الشاملة السلمية السلمية ) ..
و ما أكثر الاتصالات و النصائح التي كنت أتلقاها من أصدقاء و زملاء و معرف في السلطة و المعارضة و ما بينهما عقب كل مادة أو تناولة حادة أتطرق فيها – بالنقد الحاد – لوزير أو مسئول كبير أو قائد عسكري أو محافظ أو متنفذ أذكره بالاسم و الصفة و الوثائق و الصور و كثير من التفاصيل ( و هو ما لم يكن يفعله إلا??ِ القلة القليلة من صحفيي المعارضة و حتى قياداتها التاريخية ) التي تناولت كثيرا من قشور المخالفات و الأخطاء و الممارسات العبثية في أجهزة و مؤسسات الدولة ? و قليلا?ٍ ما غاصت في العمق أو نشرت وثيقة أو تطرقت لمسئول بالاسم و الصفة .. و غالبا ما كانت تناولات و انتقادات المعارضين تنسب كل جريرة تقع عليها أو تتصيدها أو حتى تختلقها لــ ( النظام الفاسد ) و هي تسمية تلقي بالمادة الصحفية إلى نهاية تشبه النهاية التقليدية المقيتة لملامح الجريمة التي ينتهي التحري حولها باللازمة المايعة ( قيدت ضد مجهول ) .. طبعا لا يزال الحديث رجعيا?ٍ إلى ما قبل تعميم مسمى ( بلاطجة النظام ) ..
لست مضطرا?ٍ و لا محتاجا?ٍ لتبرير جلافة اللغة التي كنت – ولا أزال و سأظل بإذن الله – أسوق بها كل قصور أو اختلال في أداء مسئول ? أو اعوجاج في سلوك متنفذ قد يضر – أو يسهم أو يتسبب في الإضرار – بمصلحة الوطن و المواطن ? على أني أكن كل التقدير لشخوص من انتقدتهم ? او يمكن أن أنتقدهم اليوم أو غدا ?ٍ إن كان في العمر غد .. ولست هنا أدون اعتذارا?ٍ لأحد ممن طالتهم كتاباتي الحادة ? و أحدهم معالي وزير الداخلية اللواء مطهر المصري ? لكني بصدد تدوين شهادة للتاريخ و للرجل المسئول و اللواء الشجاع الذي ظل يطمئنني وجوده داخل مبنى وزارة الداخلية طوال معظم – إن لم يكن كل – تلك الأيام التي شهدت مواجهات الحصبة بين أجهزة الأمن و عصابات أولاد الأحمر ? بما في ذلك الأيام التي كان يعلن فيها طابور شائعات السوء سقوط وزارة الداخلية ..
نعم كانت هنالك صعوبات في التواصل مع كل من يتواجد في الحصبة أو محيطها ? و أصعب من ذلك التواصل مع بشر على قيد الحياة في وزارة الداخلية التي قصفها أولاد الأحمر و عصاباتهم بكل أنواع الأسلحة ليس مرة و لا مرتين و لا عشرين ? بل مئات المرات ? و كل يوم من أيام الدمار كانت مباني الداخلية و منشآتها تنال النصيب الأكبر ? و قد نالت أكبر نصيب من الدمار في مبانيها العلوية و منشآتها السطحية ? لكن الأصعب من ذلك كله كان البقاء داخل الوزارة و صد محاولات السيطرة عليها ? لكن ذلك لم يكن مستحيلا?ٍ على رجال الأمن الأبطال الذين صمدوا و قاتلوا تصدوا لكل المحاولات المستميتة ? و جعلوا من دخول عصابات أولاد الأحمر وزارة الداخلية أبعد من كل مستحيل رغم الظن الخائب أنه من أمكن الممكنات ? بل إنهم أعلنوا أكثر من مرة أنهم سيطروا عليها و اقتحموها ? و كان كثيرون ممن يتابعون الموقف عن قرب أو عن بعد يصدقون ما تعلنه وسائل الإعلام المضللة و شائعات إخوان الشياطين ? و تداولات المرتعشين .. لكن رجال الله و الوطن كانوا يبعثون كل يوم و كل ليلة و كل ساعة رسالة تطمين و تأكيد على الصمود و التحدي و التصدي ..
أذكر أني ذات ليلة أردت أن أطمئن على من بالداخل أثناء مكالمة قصيرة مع أحدهم ? سألته إن كان لديهم ما يكفي للصمود من الرجال و العتاد ? فأجابني بأن كل شيء موجود و اللواء موجود … وهو بالتأكيد لا يقصد لواء من أل