داعش يوقع على قمم الرياض في لندن بدماء انجليزية
شهارة نت – تحليل
لم ينتظر الإرهاب “الداعشي” طويلًا حتى أتى الردّ سريعًا، حيث لم يكن أحدٌ يتوقعه، وفي الوقت الذي لم يكن حبر الكلام القممي في الرياض قد جفّ، وفي الوقت الذي لم ينتهِ الرئيس الأميركي من زياراته الأولى إلى الخارج، والتي بدأها بالمملكة العربية السعودية وينهيها في حاضرة الفاتيكان، وهو الذي رفع سقف مواقفه ضد الإرهاب من دون دقة في التمييز، فأندفع إلى المكان غير المكان الصحيح، فكانت النتيجة غير تلك التي توقعها، فأتى العمل الإرهابي في قلب بريطانيا العظمى بتوقيع واضح من تنظيم “داعش”.
هكذا ومن دون سابق إنذار أقدم تنظيم “داعش” على عمل إرهابي موصوف، هو من بين الأكثر دموية في سلسلة أعماله الإرهابية، في رسالة واضحة المعالم والمضمون إلى الرئيس الأميركي في الدرجة الأولى وإلى جميع الذين اجتمعوا في الرياض، وفيها ما خلاصته أن المقررات المتخذة بهذا الإجماع المنقطع النظير لن تستطيع أن تحدّ مما يخطّط له وينفذه تحت جنح الظلام في أي بقعة من بقاع الأرض، بحيث لم يعد هناك مكان آمن على الكرة الأرضية، “بالمفهوم الداعشي”، ووفق أجندة وبنك أهداف ومخططات جهنمية لا يمكن الحدّ من فظاعتها مجرد إجتماع أو مقررات.
هكذا أستطاع “داعش” ومن يلفّ لفّه أن يتحدّى مقررات قمم الرياض، وقد وضع نصب أعينه سلسلة من الأهداف المكشوفة، من دون أن يأخذ في حساباته العدد المتساقط من الضحايا بين قتيل وجريح، وقد أراد من “رسالته المانشسترية” أن يقول للعالم أجمع أنه ماضِ في مخططاته الدموية أيًّا تكن العراقيل والمواجهات، سواء بالمباشر في ساحات الصراع، وسواء في سوريا أوفي العراق.
وبذلك تمّكن هذا التنظيم الارهابي من إفهام الذين تجمعّوا في الرياض أن ذراعه طويلة وتتخطى الساحتين السورية والعراقية، وقد أراد من عمله الإرهابي في مانشستر أن يقول أن التضييق عليه في الداخل يزيده شراسة ودموية في الخارج، وقد أتى التفجير في بريطانيا، وقبله في فرنسا والمانيا وتركيا، كدليل حسّي على مضيّه في ما يخطّط له ويقرنه بالتنفيذ الفوري، بحيث لم يعد مكان في العالم في منأى عن إجرامه.
ومن دون الدخول في جدلية ما صدر من كلام في الرياض وما ذهبت إليه التصريحات فإن ما يُمكن إستنتاجه من خلال البصمات الدموية في بريطانيا أنه دون إجتثاث ظاهرة الإرهاب بمفهومها الحصري عقبات جمّة، وأن مكافحته لا تكون بكثرة الكلام والخطابات الرنّانة.