بنجلاديش.. الوجهة السعودية الجديدة لنشر الوهابية
شهارة نت – ترجمة :
أثارت تسريبات أخبار تفيد بأن السعودية على وشك تقديم مليار دولار لبنجلاديش، بغرض بناء المساجد، انتقادات المثقفين الغربيين، حيث يرون أن القيادة السعودية تسعى في الآونة الأخيرة لنشر الوهابية في البلاد.
ومع انتشار أخبار الدعاية للوهابية، تراجع السعوديون عن التزامهم، حيث ظهر ذلك في البيان الذي أصدره وزير الثقافة السعودي الدكتور، عواد العوض، في محاولة للسيطرة على أكبر قدر من الضرر، موضحًا أن التمويل لبناء ما لا يقل عن 560 مسجدًا جاء بناء على طلب رسمي من حكومة بنجلاديش.
وبعيدًا عن هذه التوضيحات، يبدو أن السعودية كانت على وشك التبرع بالمال سعيًا وراء خطتها الرامية لتعزيز الوهابية في بنجلاديش.
السؤال الآن: لماذا بنجلاديش؟ الجواب بسيط، لأنها إحدى الدول المكافحة للأصولية الإسلامية، وقد تحولت بالفعل إلى دولة علمانية، للتخلص من السلبية والعقلية المتطرفة وسط صعود التنظيمات الإرهابية مثل داعش.
وفي هذا السياق يؤكد دانييل بايبس، رئيس في منتدى الشرق الأوسط، أن السعودية تشارك في استراتيجية طويلة الأجل؛ لتحويل ثقافة العالم وتعزيز الوهابية.
يذكر أن بنجلاديش في الماضي كانت أرضًا خصبة للوهابية السعودية، حيث كان يوافق رئيسها السابق السيد إرشاد على كافة أشكال التبرع من السعوديين الذين شكلوا أيضًا سياسة الحكومة البنجلاديشية، مما مهد الطريق للتدخلات المستقبلية والأسلمة.
ساهم الدعم السعودي في التخلص من رئيسة الوزراء خالدة ضياء، لتحل محلها حكومة ذات توجهات إسلامية أصولية، وواصل هؤلاء الوزراء، وهم ماتيور رحمان نظامي وعلي أحسن مجاهد، تقديم الولاء للسعودية.
وشهدت فترة رئاستهم انتشار المساجد والمدارس الوهابية، مما أعطى دفعة إضافية لنمو الأصولية وتعزيز العلاقات مع المملكة.
ومع قدوم حكومة جديدة، فإن الخطط السعودية تهدف إلى تقديم المساعدات المالية لبناء المساجد الوهابية، والتي تشكل تهديدًا للسلام والمحبة.
يمارس السعوديون التجاوزات ضد الحوثيين في اليمن، كما يحاولون استفزاز إيران، خاصة بعد الموافقة على برنامجها النووي من قبل الدول الكبرى، وكل ما تسعى إليه السعودية هو سيطرة الوهابية على الدول الإسلامية لمواجهة طهران.
تعاني الأقليات البنجلاديشية بالفعل من الاعتداءات من قبل المتشددين المسلمين، وهم يخشون من أي مساعدات مالية سعودية لبناء المزيد من المساجد والمنابر الوهابية التي تعرضهم للخطر.
ومع تسريب أخبار المساعدات المالية السعودية لبنجلاديش، يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لأول زيارة خارجية له، والتي تشمل عدة بلدان، من بينها السعودية، وكونه قائدًا عالميًّا عليه كبح جماح حليفته الرياض؛ لمنع خططها الخاصة بتصدير الوهابية المتطرفة في شكل تمويلات مالية كبيرة لبنجلاديش ودول جنوب شرق آسيا، لتعزيز الراديكالية، مما يحرض على الإرهاب وانتشاره في نهاية المطاف.
كما يجب على القوى العلمانية في بنجلاديش وآسيا أن تستخدم صوت الحكمة والأصوات الصحيحة لوقف أي خطط سعودية لتمويل انتشار الوهابية، والتي تضر ببيئة السلام في العالم.