ترامب وخلافة الدولة الإسلامية المنتظرة
بقلم / د. أسماء الشهاري
الخلافة الإسلامية التي وعدت بها الوهابية على لسان من فرختهم من داعش وأخواتها تخرج أخيراً من خلف الستار، وتظهر للعالم والملأ عياناً بياناً..
وها هو الفاتح المنتظر (الوهابية ومن تحالف معها وانطوى تحت لوائها) ترى أنها الممثل الوحيد للإسلام والناطق باسمه، وما عداها فهو الكفر البواح، والآخر كافر مباح دمه وعرضه وأرضه وكل ما يخصه حلال لها ولفراخها طويلة اللحى.. بشعة الفكر والمنظر.!
وفي هذه الحالة، ما هو الاسم الذي يجب أن نطلقه على خليفة الدولة الإسلامية هذه، هل نقول :ترامب.. رضي الله عنه؟ أم أن هناك تسمية أخرى كأن نقول :ترامب طويل العمر، أم ترامب صاحب السمو الملكي؟
لا يكاد يخفى على أحد أن تحريك الورقة الطائفية كان له دور كبير في كل ما يحصل في المنطقة في الآونة الأخيرة، بل وأن شلالات من الدماء سُكِبت وأُريقت باسم هذه الورقة، بل وأن السعي إلى تدمير دول واحتلال أخرى كان أيضاً من خلال تحريك هذه الورقة البغيضة..
فانطلق من يطلقون على أنفسهم أسماء إسلامية مثل أهل السنة والجماعة(من وجهة نظر وهابية بحتة )، أو أصحاب الخلافة الإسلامية الواعدة والصاعدة على كل ما من شأنه مخالفة المبادئ الإسلامية بل والقيم الإنسانية المتعارف عليها منذ قديم الزمن.. ولا نستطيع في هذا المقال أن نحصي أو حتى أن نتطرق إلى أنواع الجرائم المختلفة التي تشيب لها الرؤوس وتذوب من هولها حسرةً النفوس في عدد من الدول العربية والإسلامية بل وعلى مستوى العالم، والتي لم يرتكبها الصهاينة بل للأسف من حملوا على عاتقهم تجميل وجه الصهاينة القبيح، وأن يرتكبوا باسم الإسلام كل ما هو قبيح.. فكانت حربهم على الإسلام باسمه وخدمةً لأعدائه أبشع حرب شنت عليه، وأكثرها آثاراً كارثية على مختلف المستويات وعلى المدى القريب والبعيد.
وعندما تسمع كلمة أهل السنة والجماعة فإن أول ما يتبادر إلى ذهنك هو الاحترام بل والتمسك الشديد بتعاليم الدين الإسلامي ومقدسات المسلمين وعلى رأسها الحرمين الشريفين والأقصى المبارك، وربما أنك لا تنسى أن سب الصحابة كفر يستوجب القتل لفاعله وعندما يحظى ترامب بكل هذا التبجيل والتقديس والحفاوة، هل باعتباره خليفة الدولة الإسلامية فحسب، أم قد نكتشف أنه يُحرم سبُه.!
وستتضح هذه القيم جلياً، عندما ترى لدى هؤلاء أين هو موقع القدس والقضية الفلسطينية في أولوياتهم وكل ممارساتهم..؟
لم يعد القدس وحده كواحد من أهم المقدسات الإسلامية في دائرة الاستهداف ممن يفترض بهم حمايته واسترجاعه إلى حظيرة الإسلام وليس بيعه نهائيا من دولة الخلافة الإسلامية الجديدة السعوصهيوأمريكية وحلفائها، لأن بيع القضية قد تم منذ زمن وهم الآن في مرحلة تصفية القضية نهائيا.!
بل لقد تطور الأمر كثيراً وأصبح الحرمين الشريفين كأهم رابط ومقدس لكافة المسلمين في كل أصقاع الأرض هو الهدف القادم ممن باعوا دينهم وعروبتهم ولم يقبضوا حتى ثمن عمالتهم، فلا يزالون هم من يدفعون الأموال الطائلة والهائلة في سبيل إرضاء أربابهم من دون الله وتدمير كل ما هو مقدس وجميل.
أهداف عديدة متوقعة من خلال هذه الزيارة، لكن علّنا نركز على أهمها.
بعد أيام سيأتي خليفة المتأسلمين ترامب رضي الله عنه ليشرف على مراسيم دفن القضية في أطهر بقعة من أرض الله، على أيدي من حملوا على عاتقهم معاول الضياع والهدم للأمة ولكل أبنائها.
تعتقد أمريكا ومن وراءها إسرائيل أنها ستحصل بذلك على الورقة الرسمية المختومة من الضباع وأرباب الضياع، على بيع القضية للأبد، بل والبدء في المراحل الأكثر تطوراً من العمالة والتطبيع؛ ولذلك سيتوجه الخليفة بعدها مباشرة صوب الأرض المحتلة أو ما يسمونه إسرائيل لطمأنتهم بنفسه من نجاح المهمة.
فعلاً إنها ستكون المرحلة الأخيرة مع الأذناب والعملاء، ولكنها ستكون البداية الحقيقية مع المقاومة الإسلامية الحقيقية في مختلف البلدان العربية والإسلامية، والذي سترسي دعائمها وستضع حجر الأساس لها هذه الخطوة المستفزة، ففي كل قطر لا يزال هناك شريان ينبض وستتحد جميعها لتعيد الحرم المكي قبل القدس وتتداركه من مهالك المهلكة وحلفائها، وسيكون هناك جسر حقيقي يصل كل الأمة بالقدس عن طريق المقاومين والشرفاء قبل أن يتلاشى حلم العربان والمتأسلمين في مد سكة حديدية بين حيفا وحليفتها السعودية اليهودية.
ولننتظر ما ستحمله قادم الأيام؟