حمى الله اليمن
يبدو أن اليمن يندفع باتجاه حرب أهلية? كانت الدلائل خلال الأزمة التي بدأت قبل أربعة أشهر مع بداية الحراك الشعبي المطالب بالتغيير تؤشر إلى ذلك? ليس جراء ممارسات وتوجهات شبان الثورة? فهؤلاء قدموا نموذجا?ٍ رائعا?ٍ يحتذى في الأسلوب السلمي الذي اتبعوه? إنما كانت سياسات النظام اليمني والوسائل التي استخدمها في مواجهة حركة التغيير تدل على نوايا خبيثة من خلال المماطلة والتسويف والوعود العرقوبية? وتجنب الحلول الجدية .
وكان التصعيد في خطاب الرئيس علي عبدالله صالح? ولهجة التحدي التي لم تغب عنه? وحديثه المتواصل عن “الشرعية الدستورية” و”صناديق الانتخابات” علامات واضحة على عدم استعداده للتنحي? بل كان يستخدم كل هذه الوسائل الملتوية لكسب الوقت لتجنب مطالب الشعب الذي كان يصر? على رحيله .
لم يكن الرئيس اليمني جديا?ٍ في كل طروحاته? ولا حتى في تعاطيه مع “المبادرة الخليجية”? إنما كان يماطل ويناور ويحاول تحريض الآخرين على المطالبين بالتغيير? أو أن يستثير مخاوفهم من خلال ترديد معزوفة القاعدة وخطر الإرهاب والتطرف .
وعند ساعة الحقيقة? وفي لحظة الامتحان الصعب? أي عند التوقيع على “المبادرة الخليجية”? تهرب وبدأ يختلق الأعذار? واتضح أنه لا يريد التنحي أو التخلي عن السلطة .
ها هو الآن يجر? اليمن عنوة إلى حرب أهلية بدأها بمهاجمة منزل الشيخ صادق الأحمر في صنعاء لعله يستثير القبائل ويحرضها على بعضها? وتبدأ فصول المأساة .
هل يعتقد الرئيس اليمني أنه إذا اندلعت حرب أهلية تبقى سلطة وكرسي وحكم ونظام? أم إن شهوة الحكم تتحول إلى داء عضال يسهل معه أي شيء . . حتى ولو كان دمار اليمن .
حمى الله اليمن من كل سوء . . ومن قادة يختصرونه بكرسي الحكم
* افتتاحية صحيفة الخليج