السكان يفرون من صنعاء والأمم المتحدة تدعو الي حل يوقف المعارك
انزلق الوضع في اليمن إلي أسوأ أحواله منذ أزمة نقل السلطة قبل شهور حيث دارت صدامات امس بين الحرس الجمهوري ومسلحين موالين لصادق الاحمر زعيم قبيلة حاشد علي مقربة من مطار صنعاء ما استدعي اقفاله وتحويل مسار رحلات الي الجنوب? كما اعلن مصدر ملاحي. فيما فر يمنيون من العاصمة صنعاء امس هربا من الاشتباكات المتصاعدة بين موالين ومعارضين للرئيس علي عبدالله صالح الذي قال: انه لن يقدم المزيد من التنازلات لمن يسعون للاطاحة به. مؤكدا انه لن ينجر الي حرب اهلية. من جانبه أعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس عن “قلقه الشديد” للمواجهات الدامية بين القوات الحكومية ومسلحين قبليين في اليمن? ودعا كافة الاطراف الي التوصل الي حل سلمي ووقف المعارك.
وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم بان “ان الامين العام قلق جدا للمواجهات العنيفة في وسط صنعاء بين قوات الامن التابعة للحكومة وعناصر قبلية مسلحة ما خلف الكثير من القتلي والجرحي”.
واضاف “انه قلق لكون المواجهات تنذر بالتسبب في المزيد من عدم الاستقرار للوضع وهو يدعو الي الوقف الفوري للمعارك”.
وتابع ان “الامين العام يحث كافة الاطراف علي متابعة الجهود الهادفة الي التوصل الي حل سلمي للازمة السياسية في اليمن”.
وترددت أصداء نيران مدافع رشاشة متقطعة لليوم الثالث في الشوارع المحيطة بمنزل الزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر الذي أيد المحتجين الذين يسعون للاطاحة بالرئيس اليمني بعد فشل جهود الوساطة الدولية المتكررة. وقال صالح متحدثا في وقت سابق لبعض وسائل الاعلام المختارة بينها رويترز: ان ما حدث تصرف استفزازي لاستدراج اليمن الي حرب أهلية ولكن هذا قاصر علي أبناء الأحمر وحملهم مسؤولية اراقة دماء مدنيين أبرياء.
وأضاف أنهم حتي هذه اللحظة يهاجمون وزارة الداخلية ولكنه لا يريد توسيع نطاق المواجهات.
وأضاف أنهم اختاروا هذا واتخذوا القرار الخاطئ بمواجهة الدولة بهذا النوع من العنف.
واندلعت الاشتباكات الاثنين بعد يوم من رفض الرئيس اليمني في اللحظة الأخيرة التوقيع علي اتفاق أعد بوساطة خليجية يؤدي الي تركه الحكم.
وتراجع صالح عن توقيع اتفاقات سابقة لكن تراجعه الأخير أثار رد فعل عنيف لأنه جاء بعد محاصرة دبلوماسيين غربيين وعرب في سفارة الامارات العربية المتحدة لساعات.
وتبادل الجانبان اللوم في اعمال العنف التي قالت المعارضة انها قد تثير حربا اهلية. وقلل سفك الدماء احتمالات الوصول الي حل سياسي للانتفاضة الشعبية التي تستلهم احتجاجات اسقطت رئيسي مصر وتونس. وقال صالح ان الاتفاق ما زال مطروحا علي المائدة وانه مستعد للتوقيع في اطار حوار وطني وآلية واضحة مضيفا أنه اذا كانت الآلية صحيحة فانه سيوقع علي الاتفاق وينقل السلطة. وأضاف أنه لن يقدم تنازلات بعد اليوم. وفي العاصمة صنعاء تجول مقاتلون في ملابس مدنية في الشوارع ببعض المناطق ودوت أصداء نيران اسلحة آلية. ولم ترد أنباء عن وقوع خسائر بشرية جديدة. وقال شهود ان السيارات اصطفت في طوابير طويلة للخروج من المدينة علي الرغم من اغلاق المسلحين المداخل لمنع رجال القبائل من جلب تعزيزات الي العاصمة. وفي الأحياء القريبة من الاشتباكات فر الرجال حاملين حقائب الملابس وحملت النساء اطفالهن في الشوارع بحثا عن ملاذ آمن في مكان آخر. وقال مراد عبدالله اثناء مغادرته المدينة بالسيارة “لم يعد بالامكان البقاء في صنعاء. المواجهات ستصل الي أجزاء أخري من المدينة. أخشي علي حياتي. سأذهب الي قريتي في اب. الوضع هناك آمن”. وتحرص الولايات المتحدة والسعودية ــ اللتان تعرضتا لهجمات فاشلة من جانب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتمركز في اليمن ــ علي انهاء حالة الجمود في اليمن والحيلولة دون انتشار الفوضي التي من شأنها أن تمنح القاعدة مجالا أوسع للحركة.
وقال شهود ان أنصار الاحمر زعيم اتحاد حاشد العشائري الذي تنتمي له قبيلة سنحان التي يتحدر منها صالح يسيطرون علي وزارة التجارة ومبني تابع لوزارة الادارة المحلية الي جانب مبان أخري.
وقال السياسي المعارض حميد الاحمر شقيق صادق الاحمر ان هذه محاولة لاخراج الثورة عن مسارها السلمي لكن هذا مفهوم ولن يؤثر علي مسار الثورة الشعبية.