الانتخابات الإيرانية وقوة باسم وسائل الإعلام
شهارة نت – طهران :
عملت الحكومة الإيرانية خلال الاسابيع الماضية في مجال السياسية الداخلية للإنتخابات الرئاسية بإعتبارها دولة مهمة في الشرق الأوسط.
في ايران ومنذ بداية عام ١٩٧٩ تشكلت إحدى عشرة حكومة لرئاسة جمهورية وحكومة انتقالية واحدة وفي شهر اردبيهشت ٩٦ ستكون الدورة الثانية عشرة للإنتخابات الرئاسية .على مر هذه السنين كانت وسائل الإعلام في ايران مختلفة ومنذ العقد الماضي ومع تزايد نمو وسائل الإعلام والإذاعة والتلفزيون , تم اختيار هذه الأداة كأفضل وسيلة إعلانية لمرشحي الرئاسة .في هذه الدورة حددت هيئة الإنتخابات في ايران ومن خلال وضع برنامج واضح ١١١٠ دقيقة لكل مرشح كوقت مباشر للحضور إلى وسائل الإعلام الرسمية في البلد حتى يعلنوا عن رؤاهم ووجهات نظرهم وبرامجهم الخاصة. انتشار استخدام تلفزيون ايران وصل إلى حد أنه وطبقا” لوجهة نظر الخبراء أكثر من ٧٠% من الجمهور يختارون مرشحهم بعد متابعتهم للمرشحين في التلفزيون .
أحد البرامج التلفزيونية الأساسية هو المناظرة المباشرة بين المرشحين . حيث أن رئيس الدولة الحالي يحضر ويناقش المنتقدين والمرشحين الآخرين . بتلخيص للمناظرتين الأخيرتين يتضح أن الشعب وبراحة استطاع أن يشارك في الإنتخابات بمختلف أذواقه واختياراته وميوله السياسية.
أما النقطة المهمة التي اتضحت خلال المناظرات بين مرشحي الرئاسة أن المرشحين المنتقدين للحكومة استطاعوا وبراحة انتقاد الدولة بطريقة أن أقسى الإنتقادات تم التصريح بها بشكل رسمي وفي برامج مباشرة ضد الحكومة الرسمية لرئيس الجمهورية روحاني. وفي المقابل أيضا” كان رئيس الجمهورية روحاني يجيب على كل سؤال وانتقاد .
الميكرفون الحساس للصوت ،المؤقت الزمني الواضح والموضوعات الدقيقة للمناظرة هي التي تؤدي لعدم إضاعة أي ثانية من وقت الحاضرين وامتلاك كل شخص لمقدار متساو من الاستفادة من وسائل الإعلام في ايران .
النقطة المثيرة للإهتمام هي شجاعة ايران في مثل هكذا مناظرات .
لايمتلك أي بلد في الشرق الأوسط شجاعة إقامة مناظرة حية ليس بحضور المؤيدين وبحضور رسمي للدولة القائمة, وهذا بمعنى تحدي الحكومة القائمة للحضور في التلفزيون مقابل منتقديها وإدخالها في جدال معهم.
من ناحية أخرى ليس هناك انتخابات حرة في بلدان الشرق الأوسط فيما عدا تركية لا على مستوى رئاسة الجمهورية ولا على مستوى رئيس تنفيذي . وبنفس البلد أي تركيا أيضا” أردوغان ليس مستعدا” على الإطلاق للحضور في مناظرة تلفزيونية مقابل أشد منتقديه .
وهذا إنجاز مهم من أجل الحريات الإجتماعية والديموقراطية السياسية في الشرق الأوسط .
ووفقا” للتقديرات التي تم الحصول عليها ، ايران هي البلد الوحيد على مستوى المنطقة وآسيا الحاضر لطرح القضايا اليومية والسياسية في نقاش اجتماعي, بطريقة أو بأخرى يجب القول أن هذا النوع من الإنتخابات ممكنة فقط عندما توجد القوة الداخلية والإعتماد على رأس المال الإجتماعي وقد استطاع السياسيون الإيرانيون الولوج في هذا الموضوع وتحقيق إنجازات ضرورية ولازمة .