رسالة إلى جلاد…
بقلم/ حميد دلهام
متغطرس وأكثر من مغرور،، ذلك أقل ما يوصف به بن سلمان في آخر ظهور إعلامي له، و تحديدا فيما طرحه بشأن عدوان بلاده على الشعب اليمني، والذي أزال فيه كل الأقنعة والسواتر المصطنعة والمزيفة، وهدم كل ما بناه الجبير من هلاميات و سراب خادع، سحر به أعين الناس وتلاعب بعقولهم، وحاول تضليل شعوب المعمورة، و المجتمع الدولي برمته، بأن ذلك العدوان الغاشم يأتي في سياق الحرص على مصلحة الشعب اليمني، ويهدف إلى إعادة الشرعية اليه ، وأن مملكة الشر فيما تقوم به وتمارسه من جرائم ومجازر في اليمن، إنما تقوم بذلك من باب القيام بالواجب، واستجابة لرغبة وحاجة وطلب الشعب اليمني للمساعدة،، كل ذلك أصبح هراء ومجرد لغو لا معنى له ولا طائل تحته،، لقد ظهر بوق الخسة والعمالة على حقيقته، و أثبت بتصريحاته الأخيرة، بأن كل ما يجري ضد أعرق و أكرم الشعوب، يجري في سياق صراع إقليمي مفتعل في عقول وتفكير أمراء البترودولار، بفعل تخطيط و فبركة أعداء الأمة، المتعطشين لدماء وأموال المسلمين وثرواتهم، ومحاربتهم في عقر دارهم، من خلال بث الفرقة وتأجيج الصراعات…
بالفعل تلك هى الأجندة الحقيقية التي تقف وراء العدوان، وبالتالي لم يقدم بن سلمان أي جديد، ولم يكشف أي سر، الجديد هي تلك العنجهية والوقاحة التى ظهر بها ، واستخدامه لمصطلحات رعناء، كلها غطرسة و استفزاز، من قبيل اجتثاث (الحوثي وصالح) حد وصفه، وتحديد سقف زمني لذلك بعدة ايام،، بالإضافة إلى الحديث عن قوات برية سعودية، وأخيرا حديثه عن نقل المعركة مباشرة إلى إيران..
هذه الرعونة و العنجهية، مؤسف جدا، أن يكون مصدرها وباعثها الوحيد، هو الزيارة المرتقبة لترامب، والدعم الموعود الذي سيقدمه ذلك المهبول للمملكة الشر، في عدوانها الغاشم على الشعب اليمني الذي يدخل عامه الثالث، وفيما يجري التحضير له من عدوان سافر على الشعب الإيراني …
اللافت هنا أن بن سلمان رغم لقاءاته المتكرره مع الضيف القادم، لم يفهم إلى الآن، بأن ترامب يأخذ ولا يعطي،، وأن زيارته ستكون للابتزاز، وإجبار النظام السعودي، على الإقدام على خطوات أكثر جرأة، في مجال التطبيع والتحالف مع الكيان الغاصب..بل أكثر من ذلك، القمة المرتقبة ليست بالعاديه، خصوصا مع ما يجري من ترتيبات وتحضيرات ، وحركة دبلوماسية سعودية نشطة، في دعوة الكثير من زعماء العالم العربي والإسلامي، وإغرائهم للحضور، واعتماد نتائج القمة في شكل تحالف أمريكي عربي إسلامي إسرائيلي، الهدف منه أولا وأخيرا، إدماج الكيان الغاصب في محيطه العربي الإسلامي، وإزالة وكسر العزلة المفروضة على ذلك الكيان عربيا وإسلاميا ، على خلفية احتلاله للأقصى، و استلائه على، واغتصابه لحقوق ومقدارت شعب عربي مسلم هو الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها الأرض و المقدسات..
من جانب اخر، لم يفكر (المهفوف)، ولم يتعلم من درس الأمس القريب، وكيف أنهى ترامب قصة ومسرحية الأزمة مع كوريا الشمالية، بشكل مخزي وبتراجع مذل، وأن نفس السيناريو، ينتظر الأزمة المفتعلة مع إيران، لم يعقل بن سلمان بأن ترامب لم ولن يذهب معه في حربه ضد إيران، والتي أعلن بدايتها بحديثه عن نقل المعركة إلى الداخل الإيراني، وأنه سيجد نفسه وحيدا في ساحة المواجهة فيما لو ارتكب حماقته المعلنة تلك…
(فاد) لن يفيد، ولن يتمكن من إصدياد أو اعتراض الصواريخ الايرانية، التي ستنهمر كالمطر على كل مناطق المملكة، ما عدا مكة والمدينة، تبعا لتصريحات وزير الدفاع الايراني، كما أن هذه المنظومة سيتم تحييدها بأذن الله كما حصل للباتريوت، ولا شي يوقف البالستي اليمني إلا وقف العدوان…
أما بالنسبة لل(الحوثي وصالح ) كما هدد وتوعد (المهفوف)، فهم قادة وطلائع شعب عظيم، شعب تمرس على الصمود ، وتعود خوض المعارك، وشرب حب الأوطان والدفاع عنها، والذود عن الأرض والعرض مع لبن الامهات، وإذا كان ذلك الأرعن، قد ربط الذهاب إلى المعركة مع ايران ونقلها إلى داخلها، بالخلاص من (الحوثي وصالح) حد زعمه، فهو بذلك يقيد نفسه بعدم خوض تلك المعركة، ومن لم يتعلم من سنوات من المواجهة، ف(عمره) لن يتعلم،،،حتى لو تسلحت البرية السعودية بما هو أحدث من الامبرامز والباردلي مما يصدره العدو الأمريكي، فستظل الطرف الخاسر في المعركة مع الشعب اليمني..وستبقى تلك الأسلحة مجرد مصيدة أمريكية للمال السعودي، و ثمن بخس للبلن البقرة الحلوب الذي بات محرما على شعب الحجاز المغلوب على أمره…
مؤكد لن تخرج القمه من نطاق تكريس المزيد من التردي العربي الإسلامي، وتواصل مسلسل ضياع الحقوق، خصوصا حقوق الشعب الفلسطيني، و حق المقدسات الإسلامية المغتصبة في العودة إلى الحضن الاسلامي، و تكريس حالة الانقسام وتأجيج الصراعات في العالم الإسلامي خدمة لعدو الأمة، الذي سينتقل عبر البصمات والترتيب السعودي، من وضع العدو الأول إلى وضع الحليف المباشر..إنها احط مراحل الضياع والتردي للأمة، في زمن القيادة السعودية ، زمن سيقول عنه التاريخ الشيئ الكثير. …